كردستان العراق يحيي ذكرى حلبجة وعينه على صلحة بغداد

كردستان العراق يحيي ذكرى حلبجة وعينه على الصلح مع بغداد

16 مارس 2018
مساع لحل ملفات الخلاف (مرتضى سوداني/ الأناضول)
+ الخط -



يحيي أكراد العراق الموجودون في إقليم كردستان العراق، اليوم الجمعة، الذكرى الثلاثين لقصف مناطقهم بالغازات المحرمة عام 1988. وفيما حمل رئيس الإقليم السابق مسعود البارزاني الدولة العراقية مسؤولية ما حدث، يطالب سياسيون أكراد بفتح صفحة جديدة مع بغداد، وحل جميع المشاكل وفقا للدستور.


وأكد البارزاني، الذي يتزعم "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أن معاناة إقليم كردستان العراق متواصلة في ذكرى حادثة حلبجة، مبيناً أن الدولة العراقية هي المسؤولة عن هذه الحادثة، التي استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية التي تسببت بقتل وإصابة آلاف المدنيين.

ونقلت وسائل إعلام كردية عن البارزاني قوله "اليوم نستذكر مذبحة حلبجة في وقت تتواصل فيه معاناة شعب كردستان"، وتابع "أنقل رسالتي القلبية إلى العائلات والأحباء الذين استشهدوا نتيجة القصف الكيميائي"، موضحاً أن هذه الخسارة الكبيرة باقية في الأذهان والقلوب، وطالب البارزاني الدولة العراقية بتعويض ذوي الضحايا.

إلى ذلك، قال عضو "الاتحاد الوطني الكردستاني" أمين عمر، إن هذه الذكرى الأليمة تعبر عن حجم التضحيات التي قدمها الشعب الكردي خلال العقود الماضية، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذا الأمر يجب أن يكون سببا يدفعنا للعمل بكل ما أوتينا من قوة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث.

وأشار إلى أن الانفراج الذي شهدته الأزمة بين بغداد وأربيل بعث ببارقة أمل لحلها، موضحا أن الحل الوحيد يكمن في فتح صفحة جديدة، واللجوء للدستور وحل جميع المشاكل تحت خيمته كي لا تتكرر مأساة حلبجة.

ويشهد إقليم كردستان العراق، اليوم، تنظيم فعاليات عدة لإحياء ذكرى حادثة حلبجة بحضور ممثلين عن دول عربية وأجنبية، ووفد الحكومة العراقية، ووفد حكومة إقليم كردستان العراق لاستذكار نحو خمسة آلاف عراقي قتلوا في الحادثة، بحسب إحصائيات لجهات كردية.

وقال المتحدث باسم وزارة شؤون الشهداء في إقليم كردستان العراق، فؤاد عثمان، إن وفد الحكومة العراقية سيشارك في مراسم استذكار القصف الكيميائي ضد حلبجة.

إلى ذلك، اعتبرت السفارة الأميركية في بغداد، الجمعة، أن المجزرة التي حدثت في حلبجة تمثل يوم حداد للعراقيين، خصوصا في إقليم كردستان العراق، مؤكدة في بيان، تعاطف واشنطن مع ذوي الضحايا.

ودعت العراقيين إلى بذل الجهود للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث، ومواصلة بناء مجتمع متنوع ومزدهر وديمقراطي.

استذكار الأكراد لحادثة حلبجة يتزامن مع بوادر ومواقف باتجاه حل الأزمة بين بغداد وأربيل، بحسب المحلل السياسي حسان العيداني، الذي أكد لـ"العربي الجديد"، أن هذه الذكرى قد تكون منطلقا للأكراد من جهة، وحكومة بغداد من جهة أخرى للعمل سوية من أجل تلافي تكرار مثل هذه المآسي.


وأشار إلى أن هذه الذكرى حلت هذا العام في الوقت الذي ترنو فيه عيون الأكراد باتجاه الصلح مع بغداد التي لم تمانع وعلى لسان رئيس حكومتها حيدر العبادي حصول ذلك شريطة أن يكون وفقا للدستور، متوقعا أن تشهد العلاقات بين بغداد وأربيل تطورا أكبر خلال المرحلة المقبلة.