ماي تبدأ مهمة صعبة لإقناع بلادها والبرلمان باتفاق "بريكست"

ماي تبدأ مهمة صعبة لإقناع بلادها والبرلمان باتفاق "بريكست"

26 نوفمبر 2018
ماي تواجه انتقادات لاذعة(إيمانويل داناند/فرانس برس)
+ الخط -
بعد إبرام اتفاق بريكست مع الاتحاد الأوروبي، تجتمع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الإثنين، مع حكومتها ثمّ ستعمل على إقناع بلادها والبرلمان قبل عيد الميلاد بأنها توصلت إلى "أفضل اتفاق ممكن".

وستقدم ماي إلى النواب البريطانيين تقريراً عن القمة الأوروبية التي صادقت، أمس الأحد، على معاهدة الانسحاب والإعلان السياسي حول العلاقة المستقبلية. وستؤكد ماي مجدداً "يقينها المطلق" بأنه "ليس هناك اتفاق أفضل ممكنا"، وستدعوهم إلى دعمها باسم المصلحة الوطنية.

ووفق مقتطفات من خطابها نُشرت مسبقاً، ستحذّر رئيسة الوزراء من أن رفض الاتفاق سيكون "عودة إلى مربع الانطلاق"، ما "سيفتح الباب على مزيد من الانقسامات وعدم الاستقرار".

ومن المفترض أن يُعرض الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات طويلة ومؤلمة، أمام البرلمان البريطاني للمصادقة عليه قبل نهاية الدورة، ويُرجّح أنه سيجتمع قرابة العاشر من ديسمبر/كانون الأول.


إلا أن المعارضة العمالية برئاسة جيريمي كوربن وكذلك مؤيدي بريكست المتشددين من معسكر ماي المحافظ بالإضافة إلى حليفه الصغير الحزب الوحدوي الديمقراطي الأيرلندي الشمالي، يقولون إنهم سيصوّتون ضد الاتفاق متجاوزين بذلك غالبية ماي المؤلفة من حوالي عشرة مقاعد.

وأقرّت رئيسة الوزراء المحافظة أمام محاوريها الأوروبيين في عطلة الأسبوع الماضي بأنها لا تملك أكثرية في البرلمان في هذه المرحلة، لكنها أشارت إلى أنها تنوي إقناع نواب حزبها عبر تحذيرهم من أن نصفهم سيخسرون مقاعدهم في الانتخابات التشريعية التي قد تُجرى بعد تصويت سلبي على الاتفاق، وفق ما قال مصدر أوروبي، أمس الأحد.

فوضى اقتصادية

وصرّح وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت من جهته، الأحد، لشبكة "بي بي سي"، بأن "عملية الاحتساب في الوقت الحالي تشكل تحدياً حقيقياً، لكن الكثير من الأشياء يمكن أن تتغير في الأسبوعين المقبلين". وأضاف "أعتقد أن زملائي سيفكرون قبل كل شيء بالمصلحة الوطنية" بالنظر إلى "المخاطر الكبيرة جداً" و"عدم الاستقرار" الذي قد ينتج عن تصويت سلبي.

لكن بالنسبة لمؤيدي بريكست، مثل الرئيس السابق للحزب المحافظ إيان دانكن سميث الذي تحدث، الأحد، عبر شبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية، سيكون "صعباً جداً جداً" التصويت على نصّ "قدّم تنازلات كثيرة للاتحاد الأوروبي".

وحتى لو صوّت البرلمان لصالح الاتفاق، فإن متاعب تيريزا ماي لم تنتهِ، فقد هددت رئيسة الحزب الوحدوي الديمقراطي أرلين فوستر التي تعارض الاتفاق بشكل قاطع بسبب الوضع الاستثنائي الذي يمنحه لأيرلندا الشمالية لتجنّب حدود فعلية مع جمهورية أيرلندا، بأنها ستسحب دعمها للحكومة إذا مرّ الاتفاق. وقالت "علينا أن نعيد النظر في اتفاق الثقة والدعم" للحكومة، في حين يؤمن نواب هذا الحزب العشرة أكثرية مطلقة ضعيفة لماي.

رسالة إلى الأمة

وأطلقت ماي أيضاً عملية تواصل مباشر مع مواطنيها. وكتبت "رسالة إلى الأمة"، نُشرت الأحد، تدعو فيها البلاد إلى الوحدة الوطنية دعماً للاتفاق مع احتمال تحقيق "مصالحة" بعد سنوات من الانقسام بين مؤيدي الاتحاد الأوروبي والمشككين في جدواه إثر الاستفتاء الذي صوّت البريطانيون خلاله في يونيو/حزيران 2016 لصالح بريكست بنسبة 52 بالمائة من الأصوات.

واستخدمت ماي التي غالباً ما تواجه انتقادات لافتقارها إلى الكاريزما ولضبط نفسها بشكل قريب من البرودة، كل سحرها للردّ على أسئلة المستمعين مباشرة عبر "بي بي سي"، الجمعة. وقالت إن مشروع الاتفاق "جيّد للمملكة المتحدة" و"يلبي تمنيات الشعب البريطاني" ويسمح للبلاد باستعادة السيطرة على أموالها وقوانينها وحدودها.

ويمكن أن تعتمد ماي على دعم الأوساط الاقتصادية التي لا تحتاج إلى الكثير من الإقناع بما أن احتمال عرقلة الاتفاق هو كابوسها الأسوأ والذي يفتح المجال أمام الخروج "من دون اتفاق"، ما سيخلق "فوضى اقتصادية"، بحسب وزير المالية البريطاني فيليب هاموند.

وينصّ الاتفاق على فترة انتقالية من 21 شهراً بعد موعد بريكست المقرر في 29 مارس/آذار 2019، لن يتغير أي شيء بين الطرفين خلالها تقريباً وقد يتمّ تمديدها حتى 2022. وتبقى مسألة التفاوض على العلاقة المستقبلية عالقة.



(فرانس برس)