مجلس الأمن يبحث استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية

مجلس الأمن يبحث استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية بجلسة طارئة

24 يناير 2018
ناقش أعضاء المجلس تشكيل لجنة تحقيق (Getty)
+ الخط -



عقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك اجتماعاً طارئاً بطلب من روسيا، لنقاش قضية استخدام أسلحة كيميائية مجدداً في سورية.

وقال السفير الروسي لمجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، إن بلاده وزّعت مشروع قرار من أجل تشكيل لجنة تحقيق دولية بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. وتأتي هذه الخطوة الروسية بعدما عطلت روسيا في أكثر من مناسبة التمديد لعمل آلية التحقيق المشتركة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.

ويأتي اجتماع مجلس الأمن الذي دعت إليه روسيا في خطوة للرد على اجتماع باريس، حيث طلبت فرنسا من أكثر من 30 دولة جمع الأدلة حول الهجمات التي استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية في سورية والاحتفاظ بها، كما فرض عقوبات على المسؤولين عن تلك الهجمات.

أما السفيرة الأميركية لمجلس الأمن، نيكي هايلي، فقد وجهت انتقادات حادة إلى مندوب روسيا وإلى بلاده على مواقفها من آلية التحقيق المشتركة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.

وأوضحت السفيرة الأميركية "لقد تحدثت في أكثر من مناسبة العام الماضي عن الموضوع حين استخدمت روسيا حق الفيتو ثلاث مرات لوقف عمل آلية التحقيق المشتركة، بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة. على روسيا أن تنظر في المرآة قبل توجيه أي اتهامات، ليس صدفة أن هجمات الغاز التي استخدمت هذا الأسبوع حدثت في المناطق التي يريد نظام الأسد السيطرة عليها".

وتابعت أن "روسيا تأتي بنا إلى هنا في نفس اليوم الذي يتم فيه في باريس تقديم مبادرة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية والتحقيق فيها وجمع الأدلة، والآن تحاول روسيا تعطيل مجهوداتنا عندما لا تناسبها النتائج، وروسيا تحاول خلق ادعاءات كاذبة".

وقالت هالي إن "التحقيقات وجدت أن الأسلحة الكيميائية تم استخدامها من قبل داعش والنظام السوري، في الوقت الذي قبلت فيه روسيا النتائج المتعلقة باستخدام داعش للأسلحة الكيميائية، إلا أنها رفضت النتائج التي صدرت عن نفس اللجنة عندما تعلق الأمر بالنظام السوري، يمكن أن يستمر الروس بالحديث عن الموضوع، لكننا لن ندعم أي مجهودات تحيد عن الحقيقة".

ووجه السفير البريطاني الاتهامات للطرف الروسي بدعم الأسد من دون شرط، وقال: "لقد جرى إعلامنا أنه تم استخدام الأسلحة الكيميائية يوم أمس من قبل النظام السوري في الغوطة الشرقية، وقبلها في الـ14 من الشهر، وعلينا أن نتذكر أن آلية التحقيق كانت قد خلصت في أكثر من مناسبة إلى أن النظام استخدم غاز السارين في عام 2013 وفي العام الماضي وفي أكثر من مناسبة". ثم أضاف "لروسيا نفوذ كبير على النظام السوري ونطالب روسيا باستخدام نفوذها لوقف استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية ضد شعبه".

وعبّر السفير الصيني عن قلقه لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وقال إن بلاده تدعم الخطوة الروسية بتشكيل آلية تحقيق جديدة.

وتحدث السفير الكويتي لمجلس الأمن، منصور العتيبي، في كلمته، عن غياب العدالة وعدم المحاسبة في ما يخص استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. وأشار قائلاً: "منذ الهجوم الذي استخدمت فيه الأسلحة الكيميائية وسقوط ضحايا عام 2013 أظهر المجلس وحدة وأصدر أكثر من قرار طالب بالتحقيق... ولكن نعبّر عن خيبة أملنا لعدم تمكن مجلس الأمن من التجديد لعمل آلية التحقيق المشتركة، ويعني الفشل وعدم التجديد لها أن المجلس فشل في محاسبة المسؤولين".

وقال العتيبي "علينا كأعضاء في مجلس الأمن مسؤولية صيانة السلم والأمن الدوليين، وعلينا أن نستذكر اللغة الواضحة والحاسمة في القرار 2018 الذي نص على ضرورة محاسبة الأفراد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية".

ورحّب العتيبي كذلك بالمبادرة الفرنسية التي تمثلت بعقد فرنسا، الثلاثاء، اجتماع باريس للشراكة الدولية من أجل مكافحة إفلات مستخدمي الأسلحة الكيميائية من العقاب الذي شاركت دولة الكويت فيه، إلى جانب مجموعة من الدول.

وتابع "ونشير كذلك لدعمنا للآليات الدولية التي تم إنشاؤها من قبل مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة للتحقيق وجمع الأدلة المتعلقة بالجرائم المرتكبة في سورية ضد الإنسانية وانتهاكات القانون الإنساني الدولي".