النظام السوري يسيطر على مطار أبوالظهور ويحشد بالغوطة الشرقية

النظام السوري يسيطر على مطار أبو الظهور ويحشد في الغوطة الشرقية

21 يناير 2018
النظام أغلق الثغرة بين ريف حلب وحماة وإدلب(فرانس برس)
+ الخط -
مع إعلان قوات النظام السوري سيطرتها على مطار أبو الظهور شرقي إدلب، تكون المعادلة العسكرية في المحافظة الوحيدة المتبقية بيد المعارضة السورية قد دخلت مرحلة جديدة، يضيق معها الخناق أكثر على فصائلها، التي بات الآن قطاع واسع من مناطقها محاصراً شرقي المطار، بينما ثبتت قوات النظام أقدامها على الطريق الدولي بين حلب وإدلب، وباتت تضع نصب عينيها الوصول إلى مدينة سراقب إلى الغرب من هذا الطريق، ومنها إلى بلدتي كفريا والفوعا المحاصرتين شمال إدلب.

وقالت مصادر النظام إن "قوات الجيش وحلفاءه سيطروا على المطار وتقدموا داخل بلدة أبو الظهور بريف دلب الجنوبي الشرقي، بعد مواجهات مع جبهة النصرة والفصائل المرتبطة بها".

وأضافت أن "وحدات الهندسة في الجيش عملت على تمشيط المطار وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة في أنحائه ومحيطه"، مشيرة إلى أن "وحدات مشتركة من الجيش والقوات الرديفة نفذت سلسلة عمليات عسكرية في ريفي حماة الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي تحت تغطية نارية كثيفة من سلاح الجو، سيطرت خلالها على مساحات واسعة من جغرافية المنطقة، وعلى بعض التلال الاستراتيجية، كما استعادت السيطرة على قرى تل سلمو جنوبي ورسم عابد والبويطة والدبشية وزفير صغير وزفير كبير، بينما استولت القوات المقتحمة من الجهة الجنوبية على قرى الجعكية وحميدية شداد والحميدية الواقعة شرق المطار".

وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، أن قوات الأخير في ريف حلب الجنوبي سيطرت في طريقها إلى أبو الظهور على قرى المزيونة والعلية وأم وادي وأم تينة، الواقعة شمال غرب قرية قيطل بالريف الجنوبي لحلب.

وحسب الوكالة، فإنه مع السيطرة على المطار تكون قوات النظام "أغلقت الثغرة بين ريف حلب وحماة وإدلب، وأطبقت الحصار على "النصرة" وتنظيم "داعش" في مساحة تبلغ نحو 1200 كيلومتر مربع"، مشيرة إلى أن لمطار أبو الظهور "أهمية استراتيجية كنقطة ارتكاز متقدمة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وقاعدة مناسبة لانطلاق قوات الدعم وربط محاور التقدم في العمليات العسكرية المتواصلة في ريف إدلب، إضافة إلى توسيع منطقة الأمان حول محافظة حماة، وحماية مدينة حلب من جهة الجنوب، كما أن المطار يبعد عن مدينة سراقب في الريف الإدلبي نحو 23 كلم، ما يسمح لاحقاً بإمكانية فتح الطريق، وفك الحصار عن الفوعة وكفريا".

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات النظام تحاصر مجموعة كبيرة من مسلحي "النصرة" شرقي محافظة إدلب، بعد تمكنها من السيطرة على مطار أبو الظهور بالكامل.

وأضافت أن "قوات تابعة للجيش السوري، بقيادة العميد سهيل الحسن، التقت على طريق حماة حلب بوحدات أخرى من الجيش في منطقة خربة الغجر ورسم الحرمل، وأطبقت بذلك الحصار على مجموعة كبيرة من عناصر النصرة في الجزء الشرقي من محافظة إدلب".

 ويعتبر مطار أبو الظهور ثاني أكبر قواعد النظام في الشمال السوري، وكانت سيطرت عليه فصائل المعارضة في سبتمبر/ أيلول 2015، ما أنهى في حينه وجود قوات النظام في المحافظة، عدا بلدتي كفريا والفوعة، اللتين ما زالتا تحت سيطرة مليشيات من سكان المنطقة وعناصر من "حزب الله".


وللمطار أهمية استراتيجية وعسكرية، إذ يقع بين محافظتي إدلب وحماة، وهو يبعد 50 كيلومترًا عن مدينة إدلب، و50 مثلها عن مدينة حلب، و36 كيلومترًا عن منطقة خناصر، وتبلغ مساحته بشكل تقريبي  8 كلم2.

وفي غضون ذلك، واصل الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا هجماته على محافظتي إدلب وحماة، حيث تسببت غارات جوية من جانب الطيران الروسي في خروج مركز الدفاع المدني في مدينة سراقب عن الخدمة بعد استهدافه بصاروخ ارتجاجي، فجر أمس الأحد، ما أدى، بحسب بيان للدفاع المدني، إلى دمار هائل بأساس البناء، إضافة لبعض الآليات، دون تسجيل إصابات في صفوف المتطوعين.

وكثف الطيران الحربي قصفه على سراقب والقرى الواقعة غرب سكة الحديد عقب السيطرة على مطار أبو الظهور، كما شن الطيران الروسي عدة غارات جوية بالقنابل العنقودية استهدفت مدينة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

ومع بدء معارك أبو الظهور، أثيرت تساؤلات حول حقيقة ما جرى الاتفاق عليه في اتفاقات أستانة بين النظام والمعارضة برعاية الثلاثي الضامن، روسيا وإيران وتركيا، وهل يتضمن حقاً تسليم منطقة شرق السكة لروسيا والنظام كما يدعي الأخير، وهو ما تنفيه فصائل المعارضة المشاركة في أستانة.

وفي هذا السياق، قال عضو وفد المعارضة إلى أستانة، العقيد فاتح حسون، إن الوفد لم يوقّع على أية خطط أو خرائط تقضي بتسليم مناطق تحت سيطرة المعارضة للنظام السوري.

وأوضح حسون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه تم في جولة أستانة السادسة، وما قبلها، الاتفاق على مناطق خفض التصعيد الأربع، ولم يتم تبادل خرائط أو الاتفاق على هذه المناطق بشكل نهائي. 

وبالنسبة لمنطقة إدلب، ذكر حسون أن الطرح الذي تم تداوله هو "أن يكون كل ما هو غرب السكة تحت سيطرة الثوار، مع انتشار نقاط مراقبة للجيش التركي. أما شرق السكة فهي منطقة لا وجود فيها للنظام ومليشياته، وتتم إدارتها من أهالي المنطقة (مجالس ثورية وأبناء فصائل)، على أن يتم نشر نقاط شرطة عسكرية روسية - شيشانية وبأعداد محدودة في تلك المنطقة".

وأضاف حسون، أن الإيرانيين طلبوا أن يكون لهم مراقب واحد ضمن نقاط الشرطة الروسية، وتم رفض هذا الطلب من قبل وفد قوى الثورة، مبرزاً: "أكدنا أن أي إيراني في المنطقة هو هدف مشروع، وكان الموقف التركي مع قرارنا، وتجاوب الروس حينها مع موقفنا".

واستطرد: "لكن بعد فشل الاتفاق، لأن هناك قوى رفضت استكمال الدخول التركي إلى 12 نقطة متفق عليها، بات الروس يقولون اليوم إنهم في حل من الاتفاق كله". 

وتتزامن هذه التطورات في الشمال السوري مع تواصل الاشتباكات في محيط دمشق، حيث تحشد قوات النظام لمحاولة اقتحام بلدة حزرما في الغوطة الشرقية بالتزامن مع قصف مدفعي على المنطقة، فيما ارتفعت حصيلة قتلى مدينة دوما إلى 11 قتيلاً، بينهم متطوع من الدفاع المدني، إثر القصف المدفعي من قبل قوات النظام الذي استهدف الأحياء السكنية والسوق الشعبية في المدينة أمس الأول.

وقال المتحدث باسم "جيش الإسلام"، حمزة بيرقدار، في منشوراتٍ له على وسائل التواصل الاجتماعي، إن قوات النظام، مدعومةً بمليشيات أجنبية، تسعى إلى فصل مدينة دوما عن مدينة حرستا خلال حملتها العسكرية المستمرة منذ نحو أسبوعين، مشيراً إلى أنها تركز على خط التماس من الشمال إلى الجنوب، أي من مشفى حرستا العسكري إلى إدارة المركبات والمعهد الفني العسكري، وذلك بهدف عزل حرستا والسيطرة عليها، وإشغال الفصائل عن معركة "إدارة المركبات".

وكانت قوات النظام سيطرت على مزارع عدة شمال شرقي مدينة حرستا، بهجوم بدأته من تجمع المشافي وكتيبة حفظ النظام قبل 15 يوماً في المنطقة، نحو المزارع التي تفصل حرستا عن دوما شرقاً، وهي محاذية للطريق الدولي دمشق- حلب، وقريبة من كتلة المشافي التي يستخدمها النظام كمقار عسكرية لقواته وتمركز مدفعيته ونقطة انطلاق لهجماته على مدينتي دوما وحرستا، كونها تفصل بين المدينتين.

وفي المسار السياسي، التقى وفد "الهيئة العليا" للمفاوضات السورية، برئاسة نصر الحريري، اليوم الأحد، بوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في العاصمة الرياض، وبحث الجانبان آخر التطورات في شأن مسار الحل السياسي، كما أطلع الوفد السوري الجانب السعودي على نتائج جولته الأوروبية الأخيرة.

وقالت مصادر في "الهيئة العليا"، لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماع تناول بشكل خاص الاستحقاقات السياسية القريبة، أبرزها اجتماع فيينا بعد أيام.

ويستعد وفد "الهيئة العليا" للسفر، خلال ثلاثة أيام، إلى العاصمة النمساوية فيينا، حيث من المفترض أن يتم عقد لقاءات تفاوضية ضمن "مسار جنيف"، بحضور المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، يومي 25 و26 الشهر الجاري، في حين ينتظر أن يعقد "الحوار الوطني السوري" في مدينة سوتشي، بحسب ما أكدت موسكو، في الثلاثين من هذا الشهر.

من جهته، استبعد الناطق باسم وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، يحيى العريضي، إحراز أي تقدم في مفاوضات فيينا المقبلة. وقال العريضي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "خلال سبع سنوات لم يغير النظام أسلوبه في المماطلة، وحاول قدر ما يستطيع الابتعاد عن دخول أي عملية سياسية منتجة"، مشدداً على أن هدف النظام من الذهاب إلى فيينا "ضرب فيينا وسوتشي، لأنه ما زال يعبر عن العقلية نفسها والتي ملخصها: أحكمها أو أدمرها".

وبشأن مشاركة المعارضة في مؤتمر سوتشي، قال إنه لا قرار، حتى الآن، لدى المعارضة بشأن المشاركة في المؤتمر، لكن "إذا تمت المشاركة، فسوف يكون ذلك بهدف مزيد من الإيضاح لصورة النظام وداعميه، أنهم غير مهتمين بالعملية السياسية، وأن تركيزهم فقط على تعديل الموازين على الأرض وضم المزيد من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة".