استراتيجية ترامب النووية: سعي لأسلحة جديدة لمواجهة روسيا

استراتيجية ترامب النووية: سعي لأسلحة جديدة لمواجهة روسيا

15 يناير 2018
تسعى إدارة ترامب لرفع مستوى الردع النووي (Getty)
+ الخط -
تقول الإدارة الأميركية الحالية إنها تسعى لتطوير أسلحة نووية جديدة تهدف لمواجهة التهديدات النووية من قبل روسيا، والتي تطاول بشكل رئيسي الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، وتهدف خطة الإدارة، التي لم يوافق عليها ترامب بعد، إلى خفض احتمال اندلاع نزاع نووي، في حين يقول معارضوها إنها ترفع احتمالات نشوب مثل هكذا نزاع.

الاقتراح الجديد، والذي نشر من خلال وثيقة أطلق عليها اسم "مراجعة للوضع النووي"، يضع الولايات المتحدة في موقف أكثر عدوانية، وهو الاقتراح الأول من نوعه منذ عام 2010 حين اقترحت إدارة أوباما استبدال الترسانة النووية الأميركية بأسلحة أحدث وأكثر فاعلية، وهو ما توافق عليه الوثيقة التي أصدرتها إدراة ترامب الحالية.

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إنه من المتوقع أن تنشر الوثيقة التي ستتضمن خطط إدارة ترامب لتطوير الأسلحة النووية بشكل رسمي في مطلع الشهر القادم، بالتوازي مع نشر خطط لتطوير المنظومة الدفاعية ضد الصواريخ البالستية.

ونشرت صحيفة "هافينغتون بوست" وثيقة مشروع تقرير السياسة الأميركية النووية يوم الخميس، وحصلت وكالة "أسوشيتد برس" على نسخة منه يوم الجمعة. ورداً على سؤال حول صحة التقرير، وصف الناطق باسم البنتاغون الوثيقة بأنها "وثيقة غير نهائية"، حيث لم يتم الانتهاء من مراجعتها والموافقة عليها من قبل ترامب الذى أمر بإعدادها قبل عام.

وترى الإدارة الأميركية الحالية أن "السياسات والإجراءات الروسية محفوفة بإمكانية سوء التقدير مما يؤدي إلى تصعيد غير منضبط للصراع في أوروبا". وتشير الإدارة في الوثيقة على وجه التحديد إلى مذهب روسي يعرف باسم "التصعيد إلى التصعيد"، حيث ستستخدم موسكو أو تهدد باستخدام الأسلحة النووية ذات الأثر الصغير في نزاع تقليدي محدود في أوروبا، إيمانا منها بأن القيام بذلك سيجبر الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الانصياع للموقف الروسي خوفا من تصعيد كبير.

وتقترح الإدارة الأميركية للرد على هذه السياسة الروسية حلا من خطوتين، الخطوة الأولى تتمثل بتعديل عدد صغير من القذائف المسيرة البعيدة المدى التي تحملها الغواصات الاستراتيجية لتتناسب مع رؤوس حربية نووية أصغر حجما.

أما الخطوة التالية فستكون على المدى الطويل، وتتمثل بإعادة إحياء مشروع صاروخ "كروز نووي" كان تم العمل عليه أثناء فترة الحرب الباردة، وفي الفترة اللاحقة لها وتم إيقاف المشروع الخاص به في عام 2011.

وتهدف الخطة الأميركية إلى إنشاء منظومة ردع إقليمية تردع روسيا عن تصعيد نووي محتمل، حيث تعتقد إدارة ترامب أن التهديدات النووية الكورية الشمالية والخطاب الاستفزازي من قبل روسيا يدحضان دعوات تقليل الاعتماد على الأسلحة النووية.

ويشير التقرير الأميركي إلى أن روسيا طورت طوربيدا قادر على حمل رأس نووي والسفر لمسافة بعيدة تحت سطح البحر، الأمر الذي يدعم المخاوف من تصعيد نووي من قبل الروس.

وقد تصاعدت المخاوف الغربية عموماً والأميركية خصوصاً من تصعيد روسي محتمل بعد الأزمة الأوكرانية، حيث يعتبر أعضاء حلف الناتو أن روسيا  شنت عدواناً على أوكرانيا واقتطعت أجزاء من أراضيها بعد عمل عسكري.


(العربي الجديد)