تركيا تطالب روسيا وإيران بالضغط لوقف الهجمات على إدلب

تركيا تطالب روسيا وإيران بالضغط على النظام لوقف هجماته على إدلب

12 يناير 2018
يلدريم: على روسيا وإيران الضغط على النظام (هاكان غوكتيب/الأناضول)
+ الخط -
طالبت تركيا، اليوم الجمعة، روسيا وإيران، بالضغط على النظام السوري، من أجل وقف هجماته على محافظة إدلب شمالي سورية، مؤكدة سعيها للتعاون معهما بشأن إعادة إحياء مسار جنيف التفاوضي.

وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أنّ تركيا تواصل محادثاتها مع كل من إيران وروسيا، فيما يخص الهجمات التي يشنّها نظام بشار الأسد، في مناطق "خفض التصعيد"، لا سيما في محافظة إدلب.

وقال يلدريم، في تصريحات للصحافيين، عقب صلاة الجمعة، إنّ "تركيا اتخذت المبادرة برفقة كل من إيران وروسيا، للوصول إلى سلام دائم في سورية، ولتحقيق مكاسب على الأرض"، مضيفاً أنّ "الهجوم دون التمييز بين العناصر الإرهابية والمدنيين هو خطأ جسيم".

وتابع: "لأجل ذلك نتحدّث مع كل من روسيا وإيران، ونطلق تحذيراتنا، ونتخذ إجراءاتنا، من أجل البحث بكيفية الفصل بين الإرهابيين والمدنيين في مكان يعيش فيه الملايين من البشر"، مشدّداً على أنّه "أصبح لزاماً على كل من روسيا وإيران الضغط على النظام".


وحذر رئيس الوزراء التركي، من أنّ الحملة العسكرية المتصاعدة في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة "ستسبّب موجة نزوح جديدة".

ودعا يلدريم، إيران وروسيا، إلى تحذير النظام السوري من هذه الهجمات، منبّهاً إلى أنّها "لن تؤدي إلا لتقويض عملية السلام في سورية".

وعلى صعيد آخر، قال يلدريم إنّ أنقرة "أكثر أمناً" من كل من واشنطن ونيويورك، في إشارة إلى قرار الخارجية الأميركية تصنيف تركيا في الفئة الثالثة إلى جانب دول مثل السودان وفنزويلا لناحية الأمان أمام المواطنين الأميركيين الراغبين بزيارتها.

وردّت الخارجية التركية على القرار الأميركي، اليوم الجمعة، وأطلقت تحذيراً إلى مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة، خوفاً من "الاعتقال التعسفي".

وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، إنّ "المواطنين الأتراك الذين يسافرون إلى الولايات المتحدة يواجهون خطر الاعتقال التعسفي، وعليهم أن يعيدوا النظر في خططهم للسفر، واتخاذ احتياطاتهم إذا قرّروا ذلك".



من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أنّ بلاده تخطط للتعاون مع روسيا وإيران، من أجل إحياء مسار جنيف حول سورية، والوصول إلى حلّ سياسي دائم هناك.
وشدّد جاووش أوغلو، في مقابلة مع مجلة "إيست ويست" الإيطالية، وفق ما أوردت "الأناضول"، اليوم الجمعة، على رغبة تركيا في "رؤية سورية مستقرة ومزدهرة وديمقراطية في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أنّ بلاده تمتلك حدوداً بطول 911 كيلومتراً مع سورية.
وذكّر الوزير التركي بأنّ بلاده وروسيا تعاونتا في 2016 من أجل ضمان وقف إطلاق نار في حلب، شمالي سورية.
وتابع: "وعقب ذلك توسّع وقف إطلاق النار، ثم تكاثفت الجهود وتم الإعلان عن وقف إطلاق نار بكل سورية في 2016، ولتعزيز هذا الأمر تمّت دعوة روسيا وإيران إلى مباحثات أستانة".
ورأى أنّ مناطق "خفض التصعيد" التي تشكلت بموجب مباحثات أستانة، "ساهمت في تخفيف العنف على الأرض"، مضيفاً "نخطّط لمواصلة التعاون مع روسيا وإيران، من أجل إحياء مسار جنيف، والوصول إلى حلّ سياسي دائم في سورية".
واليوم، الجمعة، بحث جاووش أوغلو الأوضاع في سورية خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم ، في بيان، إنّ "لافروف تحدّث عبر الهاتف مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو، بشأن الاستعدادات لمؤتمر الحوار الوطني السوري". ومن المتوقع عقد المؤتمر في منتجع سوتشي الروسي، في أواخر يناير/كانون الثاني الحالي.

وحول العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، لفت جاووش أوغلو إلى أنّ اختلاف الآراء بين البلدين حول سورية بدأ في فترة الرئيس السابق باراك أوباما.
وأعرب عن قلق بلاده من الدعم الأميركي لمليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، فضلاً عن حركة "الخدمة" برئاسة فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز 2016.
وقال إنّه "يجب علينا التعاون بشكل أكبر من أجل الوصول إلى حلّ لتلك المسائل الحساسة".
تجدر الإشارة إلى أنّ التأسيس لمسار جنيف، بدأ في يونيو/حزيران 2012، باجتماع أولي شاركت فيه الدول المعنية بالأزمة السورية، وصدر عنه بيان دعا إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وإدخال المساعدات، وتأسيس هيئة حكم انتقالي تكون كاملة الصلاحيات.
كما نصّ قرار لمجلس الأمن الدولي، حمل رقم 2254، وصدر في ديسمبر/ كانون الأول 2015، على أن يتم تأسيس هيئة حكم انتقالي بعد محادثات بين النظام والمعارضة السورية، خلال 6 أشهر، تقوم بكتابة دستور جديد في غضون 12 شهراً، ثم إجراء انتخابات.