عن "العودة إلى حضن الوطن"

عن "العودة إلى حضن الوطن"

02 سبتمبر 2017
بدأ السجال مع عودة فراس الخطيب للمنتخب(مانان فاستيايانا/فرانس برس)
+ الخط -
استرجعت عودة اللاعب عمر السومة إلى المنتخب السوري لكرة القدم بعد أن كان يلعب كمحترف ضمن الدوري السعودي، وما سبقه من عودة اللاعب فراس الخطيب الذي كان يلعب ضمن دوريات عربية عديدة أبرزها في الكويت، الجدل بين جمهوري المعارضة والنظام حول ما يسمى "العودة إلى حضن الوطن"، وعما إذا كان اللاعبان قد تخليا، بعودتهما، عن موقفهما الداعم للثورة السورية لينضما إلى الجمهور الموالي للنظام. فرغم تصريحات اللاعبين السومة والخطيب بأن عودتهما للمنتخب هي لأسباب رياضية بحتة ولا علاقة لها بالسياسة، وأنهما مع زرع الفرح لدى السوريين أيا كان توجههم، إلا أن هذه التصريحات لم تخفف من حدة الجدل القائم بين جمهور النظام وجمهور الثورة؛ فجمهور النظام الذي لم يرحب بعودتهما، ذهب بعضه إلى حد اعتبار أن كل من رفع علم الثورة أو انحاز لمطالبها، هو خائن للوطن وتجب محاكمته قبل أن يتم قبوله تحت "سقف الوطن" الذي يبدو أنهم ما زالوا لا يرون فيه سوى الولاء لبشار الأسد. وذهب بعضهم إلى وضع شرط تقبيل الحذاء العسكري قبل قبول عودتهما إلى سورية.

أما جمهور الثورة فطغى على موقفه إلباس موقف اللاعبين لبوساً سياسياً واعتبرهما مرتدين عن الانتماء للثورة ارتميا في حضن النظام من أجل تحقيق مصالح شخصية خاصة بهما. كما ذهب بعضهم إلى حد اعتبار عودتهما إلى سورية بمثابة الخيانة للثورة ولأهدافها، وتأييد القاتل على جرائمه التي ارتكبها بحق السوريين. ولكن أياً كان الهدف من عودة الخطيب والسومة إلى سورية واللعب مع المنتخب السوري، معلوم كيف يستغل النظام مثل هذه العودة وكيف يجبر اللاعبين بعد عودتهم على رفع علم النظام والإدلاء بتصريحات معادية للثورة، واعتبار كل من يؤيدها إرهابياً، وكيف يتعامل النظام مع الإنجازات الرياضية التي يحققها اللاعبون ولا يفصلها عن السياسة، ويعتبر أنها تحققت بسبب توجيهات القيادة السياسية "الحكيمة". مع العلم أنه من الواضح أن أحد أهم الأسباب التي دفعت اللاعبين إلى العودة هو نظام الاحتراف الذي يحتم على اللاعبين، كي يزيدوا من فرصهم الاحترافية، أن يكونوا تابعين لمنتخب وطني.

المساهمون