معركة حماة... "هيئة تحرير الشام" توجّه رسائل

معركة حماة... "هيئة تحرير الشام" توجّه رسائل

19 سبتمبر 2017
يريد التنظيم إثبات أنه ما زال قويا (Getty)
+ الخط -
بدأ تنظيم "هيئة تحرير الشام" بعمل عسكري ضد قوات النظام السوري في ريف حماة الشمالي، على محاور بلدة معدان، انطلاقا من نقاط التنظيم في محيط قرية عطشان بأقصى ريف إدلب الجنوبي، وذلك في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن عملية عسكرية وشيكة ضد التنظيم في إدلب بمشاركة "الجيش السوري الحر" وتركيا.

وأتت المعركة بعد ثلاثة أيام من انتهاء الجولة السادسة من محادثات أستانة، والتي نصت في مخرجاتها على ضم ريف حماة الشمالي مع إدلب إلى مناطق خفض التوتر المتفق عليها بين الضامنين الروسي والتركي، وبقية الدول الراعية لأطراف النزاع في سورية.

وتشير الأنباء إلى أن التنظيم وفصائل مساندة له شنوا المعركة، استباقا لهجوم محتمل من قوات النظام المدعومة بمليشيات طائفية والطيران الروسي، بغية السيطرة على مدينة مورك آخر مدينة في ريف حماة الشمالي، ليكون الخط الفاصل بينها وبين مناطق سيطرة المعارضة في المساحة الواصلة بين مورك ومدينة خان شيخون.

وكانت مصادر قد أفادت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، بوجود مفاوضات بين ممثلين للفصائل ووفد روسي انتهى بخلاف حول ترسيم حدود مناطق خفض التوتر، حيث أصر الوفد الروسي على أن تكون مورك ضمن مناطق سيطرة النظام وتخضع لقوات روسية وتكون خان شيخون ضمن مناطق سيطرة المعارضة وتخضع لقوات تركية.

وتوقعت مصادر أن "هيئة تحرير الشام" تريد الضغط في ريف حماة، كونها من المناطق الحساسة لدى النظام وحلفائه، للحصول على مكاسب في إدلب، في ظل الحديث عن عملية عسكرية مرتقبة ضد التنظيم هناك.

وقد يمنح هجوم "تحرير الشام" ذرائع لروسيا والنظام السوري لشن هجوم معاكس يمكن الأخير من الحصول على مزيد من المكاسب العسكرية على الأرض، والسيطرة على معظم مناطق ريف حماة الشمالي الشرقي، والدخول إلى ريف إدلب الجنوبي لأول مرة منذ قرابة ثلاثة أعوام، وهو ما قد يمثل توريط الهيئة في عملية انتحار ذاتي بتحريض دولي.

وفي السياق، رأى الخبير العسكري العقيد أحمد الحمادة، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "هيئة تحرير الشام" وبقية الفصائل المشاركة في المعركة، "هدفهم توجيه رسالة إلى المتفاوضين في أستانة بأنه لا يمكنكم القفز فوقنا ونحن موجودون على الأرض، ولدينا قوة عسكرية تقلب الموازين والطاولة".

وبيّن الحمادة "أن روسيا والنظام لا يحتاجان إلى ذرائع إذا أرادا الهجوم على إدلب أو أي مكان آخر، فهما قاما بالرد على الهجوم بقصف المستشفيات ومراكز المدنيين في ريف إدلب الجنوبي والمعركة في ريف حماة".

كما اعتبر أن "هيئة تحرير الشام" تريد توجيه رسالة من خلال المعركة إلى كل من يريد مقاتلتها ومن يقف بصفه بأن لديها القدرة، وذلك في ظل الحديث عن عملية عسكرية مرتقبة ضدها في إدلب وريفها.

ويذكر أنّ ريف حماة الشمالي شهد في نهاية مارس/ آذار الماضي عملية عسكرية مباغتة من قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة على المحورين الشرقي والغربي، لكن قوات النظام تمكنت بدعم من القوات الروسية من صد الهجوم الذي جاء عقب ختام محادثات أستانة ثلاثة.

وفي تطورات المعركة التي أطلق عليها اسم "يا عباد الله اثبتوا"،  قالت مصادر محلية إن قوات النظام والمليشيات المساندة تكبدت خسائر بشرية ومادية في محيط معدان وخسرت ثلاث قرى في المنطقة، كما تعرضت لخسائر نتيجة قصف استهدف مطار حماة العسكري المتاخم لمدينة حماة براجمات صواريخ "غراد".