"داعش" يتراجع بالرقة... والنظام يهاجم عين ترما بالغوطة الشرقية

"داعش" يتراجع في مدينة الرقة... والنظام يهاجم عين ترما بالغوطة الشرقية

27 اغسطس 2017
ضربات جوية عنيفة للتحالف الدولي (ديلي سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

سيطرت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، اليوم الأحد، على منطقة مستشفى الأطفال جنوب غرب مركز مدينة الرقة، في وقت شنت قوات النظام السوري، هجوما بعد تمهيد مدفعي على مواقع "فيلق الرحمن"، في جبهة عين ترما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

 

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن تنظيم "داعش" الإرهابي تراجع من مبنى مستشفى الأطفال ومحيطه جنوب غرب مركز مدينة الرقة، إثر ضربات جوية عنيفة من التحالف الدولي، واشتباك بالأسلحة المتوسطة مع "قوات سورية الديمقراطية" التي تقدمت وسيطرت على المستشفى الواقع في حي المرور.

 

وأوضحت المصادر أن التقدم الجديد قد يتيح للمليشيات إحراز تقدم آخر في الجبهة الشمالية من المدينة، وذلك بالتزامن مع محاولة التقدم في حي النهضة والأجزاء الشمالية الغربية من المدينة.

 

وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر أن المعارك بين "قوات سورية الديمقراطية" و"داعش" باتت على مشارف مبنى المستشفى الوطني من الجهتين الغربية والجنوبية، بعد سيطرتها على مواقع في محيطه، من بينها فرع الأمن الجنائي سابقا.

وفي حال تمكنت "قوات سورية الديمقراطية" من السيطرة على مبنى المستشفى الوطني شبه المدمّر، تكون على بعد خمسمائة متر فقط من مركز مدينة الرقة.

 

وسيطرت "قوات سورية الديمقراطية" على قرابة ستين بالمائة من أجزاء المدينة، وذلك بعد أكثر من ثمانين يوما على انطلاق عملية السيطرة على الرقة بدعم من طيران التحالف الدولي.

النظام يهاجم عين ترما

في غضون ذلك، شنت قوات النظام السوري هجوما بعد تمهيد مدفعي على مواقع "فيلق الرحمن" المعارض في جبهة عين ترما، حيث تدور معارك عنيفة بين الطرفين.


وذكر "فيلق الرحمن"، في بيان، أن "الفرقة الرابعة من قوات النظام خرقت اتفاق وقف الأعمال القتالية، وشنت هجوما، في محاولة لاقتحام جبهات عين ترما في الغوطة الشرقية"، مضيفا أن القوة التي قامت بمحاولة الاقتحام مدعومة بالدبابات.



من جانبه، أفاد "مكتب الغوطة الإعلامي" بأن قوات النظام وبعد قصف مكثف بالمدفعية والصواريخ بدأت بشن هجوم بأربع دبابات على نقاط المعارضة، بهدف التقدم والسيطرة على أطراف عين ترما، وسط تحليق من طيران الاستطلاع التابع للنظام فوق الغوطة.

وأضاف المركز أن قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ حي جوبر شرق مدينة دمشق، وذلك في خرق لاتفاق جنيف الموقّع بين "فيلق الرحمن" والضامن الروسي، والذي ينص على ضم مناطق سيطرة "فيلق الرحمن" في الغوطة وشرق دمشق إلى مناطق خفض التوتر.

وفي السياق، قال الدفاع المدني السوري في ريف دمشق إن قوات النظام قصفت أطراف مدينة عين ترما بأكثر من أربعة عشر صاروخ أرض أرض، وعدد من القذائف المدفعية، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة في الممتلكات.
من جانب آخر، ذكرت مصادر أن قوات النظام سمحت لمدنيين بالعودة إلى منازلهم في بلدة السبينة جنوب دمشق، بعد قرابة أربع سنوات من إخلاء البلدة، وزعمت مصادر موالية لقوات النظام أن منع المدنيين من العودة كان بهدف إعادة تأهيل البلدة.

ويرى مراقبون أن العملية تأتي بالتزامن مع الانتهاء من معرض دمشق الدولي، ضمن حملة إعلامية تهدف إلى الدعاية لسيطرة النظام وعودة الأمن إلى المنطقة المحيطة بدمشق.

هجوم ضد "قسد" بالشدادي 

إلى ذلك، هاجم انتحاريون مقرا لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في جنوب مدينة الشدادي بريف الحسكة شمال شرق سورية، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوفها.

 

وذكرت مصادر محلية أن ستة انتحاريين هاجموا بشكل مباغت مقر القيادة العامة لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" جنوب مدينة الشدادي بعد تسللهم إلى المدينة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفها.

 

وتلا عملية التفجير هجوما من تنظيم "داعش" الإرهابي انطلاقا من مواقعه في الجهات الغربية والجنوبية في محيط المدينة وريف دير الزور المتاخم للمنطقة، في محاولة اقتحام المدينة، وفق المصادر ذاتها.

 

وتمكن التنظيم من دخول أجزاء من المدينة، في حين لا تزال المعارك مستمرة وسط غارات من طيران التحالف الدولي على مناطق يسيطر عليها "داعش" في ناحية الشدادي، التي تقع على مقربة من الحدود الإدارية بين الحسكة ودير الزور.

 

ويذكر أنّ مدينة الشدادي تعد المنطلق الرئيسي لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في أي عملية مرتقبة ضد تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور. ويرى مراقبون أن تنظيم "داعش" يحاول بسط سيطرته عليها لتكون نقطة دفاع متقدّمة شمال دير الزور.

 

وكانت "قوات سورية الديمقراطية" قد أعلنت، على لسان أحد قيادييها قبل أيام، أن عملية عسكرية ضد تنظيم "داعش" في دير الزور ستبدأ في القريب.