يلدريم: نتعاون مع الروس والإيرانيين على الأرض

يلدريم: نتعاون مع الروس والإيرانيين لمنع وقوع مأساة في إدلب

25 اغسطس 2017
يلدريم جدد رفض بلاده استفتاء انفصال كردستان (الأناضول)
+ الخط -
أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن كلًّا من أنقرة وموسكو توصلتا لاتفاق في ما يخص صفقة شراء تركيا لمنظومة الصواريخ الدفاعية "إس 400"، بينما صعّد من حدة الرفض التركي لإجراء الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق، مشيرًا الى تعاون مع روسيا وتركيا منعاً لـ"وقوع مأساة في إدلب".


وفي حديثه للصحافيين خلال عودته من الزيارة التي قام بها لعدد من دول شرق أسيا، أكد يلدريم أن الاتفاق الخاص بمنظومة "إس 400" موجود بالفعل، إلا أن القرار النهائي سيتم اتخاذه من قبل اللجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية التركية.


وجدد يلدريم رفض بلاده لإقامة استفتاء الانفصال في إقليم كردستان العراق، بالقول: "موقفنا كان واضحًا للغاية من البداية، ونعيده اليوم أيضًا؛ إن إقامة الاستفتاء سيكون خطوة خاطئة. هناك ما يكفي من المشاكل في المنطقة"، مضيفًا: "لا بد من إلغاء الاستفتاء مباشرة. الإدارة المركزية في العراق ترفض (الاستفتاء)، وأيضًا إيران وتركيا، والولايات المتحدة تقول إنها لا تريد (عقد الاستفتاء)، وكذلك الدول الأوروبية تراه في غير وقته. وعند أخذ هذا كله بعين الاعتبار يبدو أن إصرار إقليم شمال العراق على الاستفتاء بلا معنى، وفوق هذا لا يوجد توافق كامل بين المجموعات في الإقليم على ذلك. وكيفما نظرنا يبدو قرار الاستفاء خاطئًا؛ ففي كركوك هناك العرب والتركمان، وإدخال كركوك في الاستفتاء سيزيد من تعقيد الأمور".


وفي تعليقه على تصريحات زعيم "حزب الحركة القومية" (يمني قومي متطرف)، دولت بهجلي الذي أكد أن قرار إقامة الاستفتاء لا بد من أن يكون سببًا لتركيا لإعلان الحرب؛ نفى يلدريم إمكانية إعلان تركيا أي حرب، بالقول: "إن الحروب تقوم بين الدول، ونحن لا نعترف بهؤلاء (إقليم كردستان العراق) على أنهم دولة… إن تعدّى أحد على حقوقنا السيادية عندها سيكون ذلك سببًا للحرب، ولكن هنا توجد إدراة ذاتية هي جزء من العراق، وهذا ليس سببًا للحرب".


وفي ما يخص التعاون بين كل من تركيا وإيران بإقامة عمليات عسكرية مشتركة، قال يلدريم: "في هذا الأمر، صرحت إيران مؤكدة أنها لن تسمح بإيواء مقاتلي (حزب العمال) الكردستاني في أراضيها، وأكدت أيضًا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بإجراء عمليات مشتركة خارج أراضيها. إنّ توافقنا يقوم على المكافحة المشتركة ضد إرهابيي العمال الكردستاني".





وفي تعليقه على احتمالية توسيع عمليات "درع الفرات"، وتحجيم تواجد حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في منطقة عفرين في محافظة حلب، فسّر يلدريم موضوع العمليات العسكرية قائلًا: "لتركيا حدود تبلغ 911 كم مع سورية، وهي حدودنا الأطول، كما لنا مع العراق حدود بطول 350 كم، وتأتينا من هناك تهديدات كثيرة، سواء من (داعش) أو من (العمال الكردستاني)، وبسبب عمليات النظام تتعرض بلادنا لضغوط وكذلك (لموجات) لاجئين"، مضيفًا: "لقد قمنا بعملية درع الفرات، بعد أن بدأت الصواريخ تسقط على كل من ولايتي كيليس وغازي عنتاب"، وتابع يلدريم: "ليس لدينا مصلحة بمهاجمة أي منطقة في كل وقت، ولكن في حال استوجبت الشروط، أو كان هناك تهديد للأموال والأرواح، أو في حال وجود اعتداء على حقوقنا السيادية؛ سنردّ بالمثل".


وأشار يلدريم إلى أن التعاون الأوضح هو الذي تقيمه تركيا مع روسيا، وكذلك التعاون مع الحكومة العراقية لاستخدام أراضي إقليم كردستان العراق في قتال الكردستاني.


وشدد يلدرم على الموقف التركي الداعي لحماية وحدة الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن التواصل مع النظام السوري يتم عبر الروس بشكل أساسي، قائلًا: "نتعاون مع كل من الروس والإيرانيين على الأرض، وينقل لنا النظام السوري طلباته وتوقعاته بشكل أكبر عبر الروس، إن روسيا تتحدث باسمها وباسم النظام السوري، وهدفنا من التعاون مع روسيا وإيران هو تطهير المنطقة من (داعش) وكذلك منع وقوع مأساة في إدلب، وإقامة منطقة خفض التصعيد فيها، هناك مليونا مدني في إدلب لا يجب وضع حياتهم في خطر، ونعمل على عدم جعل التنظيمات المتطرفة مشكلة جديدة".


وفي ما يخص إمكانية حصول تغييرات جذرية في السياسة الخارجية التركية لناحية إعادة العلاقة مع النظام السوري، تساءل يلدريم: "لننظر إلى سورية، هل هناك سلطة للدولة في هذه البلاد؟ هناك الأميركيون، والروسيون والإيرانيون، وكذلك تركيا، وأوروبا، وتعمل هذه الدول على تصحيح الأمور، وهذه أولويتنا، ولا معنى الآن للعمل من أجل أمور ليست إلا مضيعة للوقت".