السبسي يحدد الخطوط العريضة للدبلوماسية التونسية

السبسي يحدد الخطوط العريضة للدبلوماسية التونسية

01 اغسطس 2017
السبسي: مواقف الخارجية جنبت البلاد الأزمات مع الدول الشقيقة(Getty)
+ الخط -
جدد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ووزير خارجيته خميّس الجهيناوي، المسؤولان دستوريا عن ملف السياسة الخارجية، على الخيارات التونسية المعتمدة إزاء القضايا العربية الساخنة خصوصاً حول سورية، حيث أضيفت لدعوات بعض الأحزاب والشخصيات، محاولة المنظمة النقابية التونسية، الاتحاد العام التونسي للشغل، لإعادة العلاقات مع النظام بشكل كامل. 

وفي الوقت الذي كانت قيادات من الاتحاد تلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الإثنين، في دمشق، كان السبسي يتحدث من تونس بمناسبة الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية، أي كل الجهاز الديبلوماسي التونسي، لصياغة خارطة طريق للسياسة الخارجية التونسية للسنوات المقبلة.

السبسي أكد أن "ضوابط السياسة الخارجية التونسية بُنيت على الأخذ بمتطلبات التاريخ والجغرافيا وبالتوازنات الإقليمية والعالمية"، مؤكداً أنها "مواقف سليمة جنبت البلاد الأزمات مع الدول الشقيقة والصديقة وآخرها موقف تونس من الأزمة الدائرة في الخليج العربي والذي "قبلت به كافة الأطراف".

وأشار السبسي، إلى أنه "ليس من الضروري أن تكون لتونس مواقف متشنجة تجاه طرف دون آخر في مثل هذه القضايا". ويلتقي هذا التأكيد للسبسي مع مواقف وزير خارجيته، خميّس الجهيناوي، التي تشير إلى أن البلاد لم تخضع للضغوطات المختلفة.

وأضاف، الجهيناوي، في حوار صحافي لجريدة "ابريس"، الناطقة بالفرنسية في تونس، أن كافة الدول الخليجية اتصلت بتونس حول الأزمة، وتم إعلامها بأن "تونس تقف على مسافة واحدة بين الجميع إلا أن ذلك لا يعني أننا سلبيون ونكتفي بمراقبة الوضع فقط، فنحن ندفع الجميع إلى الحوار".

وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي كان منظمة مستقرة ومتناسقة وذات مصداقية بسبب استقرار أنظمتها، مقارنة بوضعية اتحاد المغرب العربي أو بالمشاكل التي تعرفها جامعة الدول العربية، مضيفاً "هذه الأزمة أثرت على نظرتنا للأمن والتنمية في العالم العربي ككل".

وإلى جانب الملفين السوري والخليجي، تشكل الأزمة الليبية أكبر اهتمامات السلطات التونسية، بسبب تأثيرها المباشر على أوضاعها الأمنية والاقتصادية، ولطالما شكّلت أولوية الأولويات بالنسبة لكل السياسات الخارجية التونسية. ومع تواتر المبادرات واختلافها، وآخرها الفرنسية، يبدو أن السبسي وجّه رسائل غير مباشرة لأكثر من طرف على علاقة بالموضوع، فقد أكد مرة أخرى على ضرورة وجود رغبة من مختلف الحساسيات الليبية من أجل الوصول إلى حل ينهي الصراع السياسي في ليبيا.

وفي هذا الصدد، أكد السبسي أن تونس ''لن تستبعد أي طرف في ليبيا من أجل الوصول إلى حل للأزمة الليبية"، قائلاً "إنّ ما يهمني هي تونس باعتبار أنّ استقرار ليبيا من استقرار تونس، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، دون أي إقصاء"، مشدداً على أن أجندة تونس الوحيدة هي "عودة الاستقرار إلى هذا البلد الشقيق"، بالنظر إلى "تشابك مصالح البلدين، الاقتصادية والأمنية".

وأوضح أنّ دعوته للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر لزيارة تونس تندرج ضمن قناعة الديبلوماسية التونسية بأنّه قادر على أن يكون جزءاً من الحل للأزمة الليبية، قائلاً ''أعلمت خليفة حفتر أنّه جزء من المشكل لكننا نريده أن يكون جزءاً من الحل، فرحّب بذلك''.

واعتبر السبسي أن محاولات مصر والإمارات وفرنسا جمع حفتر ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج تبقى حلولاً سطحية، لأن هذا الثنائي جزء من الحل وليس كل الحل وأن هناك أطرافاً أخرى لا ينبغي استبعادها من الحوار.


المساهمون