النظام السّوري وروسيا يضعان القلمون الشرقي على عجلة التّهجير

النظام السّوري وروسيا يضعان القلمون الشرقي على عجلة التّهجير

06 يوليو 2017
النظام يلجأ لفرض الأمر الواقع (ياسين اكغول/ فرانس برس)
+ الخط -
وجه النظام السوري رسائل للأهالي والمعارضة السورية في القلمون الشرقي بريف دمشق الشمالي، طالب فيها بتشكيل لجنة للتفاوض من أجل "المصالحة" أو التهجير، وذلك بالتزامن مع إغلاق الطرق المؤدية إلى بلدتي جيرود والرحيبة، وقصف جوي على مواقع المعارضة في منطقة الضّبعة.

وقال الناطق باسم "جيش أسود الشرقية"، سعد الحاج، في تصريح، إن طيران النظام السوري استهدف بشكل مباشر اليوم الخميس مواقع لـ"الجيش السوري الحر" بست ضربات في منطقة الضبعة بالقلمون الشرقي، ما أحدث أضرارا مادية.

وأضاف الحاج أن التصعيد الجديد والمتواصل على المنطقة منذ عدة أيام يأتي بهدف الضغط على المعارضة وأهالي القلمون الشرقي، للقبول بشروط المصالحة التي أرسلها النظام لـ"المجلس المحلي" عبر وسطاء.

وأكّد كذلك أن فصائل المعارضة السورية المسلحة في القلمون الشرقي مصممة على عدم قبول شروط النظام وحلفائه، ومستعدّة للبقاء والقتال في حال تقدم النظام وبدأ بعمل عسكري في المنطقة.

وفي السياق نفسه، تحدثت مصادر محلية مع "العربي الجديد" عن قيام النظام السوري برعاية روسية بعدة خطوات استباقية لفرض شروطه في المنطقة، حيث قام بحصار مدينتي جيرود، والرحيبة في القلمون، عبر إغلاق الحواجز والطرق ومنع الدخول والخروج وإدخال المواد الغذائية.

وأوضحت المصادر أن المجلس المحلي في جيرود تواصل بشكل مباشر مع الطرف المفوض من النظام السوري والقوات الروسية، وتم الاتفاق على تهدئة الوضع وتشكيل لجنة للتفاوض تشمل المنطقة بالكامل وليس جيرود فقط، على أن يتم تحديد المكان والزمان لاحقاً لعقد جلسة المفاوضات.

وطرح النظام السوري على مدينتي جيرود والرحيبة شروط مصالحة قد تؤدي إلى تهجير آلاف المدنيين من المنطقة إلى الشمال السوري حال قبولها، حيث يتم تخييرهم ما بين الخروج إلى الشمال، أو تسوية أوضاع المئات مقابل دخولهم في قوات النظام.

وكان النظام السوري قد هجر المعارضين له من مدينة التل في القلمون الغربي بريف دمشق الشمالي إثر اتفاق مصالحة تم تنفيذه في شهر ديسمبر/ كانون الأول نهاية العام الماضي، كما هجر العديد من مدن وبلدات ريف دمشق الأخرى.

ويسعى النظام السوري من خلال العملية التي ترعاها روسيا إلى تأمين محيط مطارات السين والناصرية والشعيرات العسكرية في منطقة القلمون الشرقي، من الصواريخ التي تطلقها المعارضة السورية المسلحة المتمركزة في جبال المنطقة، كما يريد تأمين خط الغاز المغذي لمدينة دمشق.

ويذكر أن مدينتي جيرود والرحيبة تضمان أكثر من 50 ألف مدني، وتعيشان تحت "هدنة" بين النظام السوري وفصائل مسلحة من "الجيش السوري الحر" والمعارضة، وذلك نتيجة قرب المدينتين من خط الغاز المغذي للمحطة الحرارية المسؤولة عن توليد الكهرباء في مدينة دمشق والمطارات العسكرية.