مصر: "هيئة الدفاع الوطني" جهاز أمني جديد تابع للرئيس

مصر: "هيئة الدفاع الوطني" جهاز أمني جديد تابع للرئيس

26 يوليو 2017
هاجس دائم لدى السيسي بشأن أداء الأجهزة(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية مطلعة، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ودائرة من أقرب مساعديه يعكفون حالياً على وضع الصيغة النهائية لاستحداث جهاز معلوماتي جديد يتبع مكتب الرئيس مباشرة تحت اسم "هيئة الدفاع الوطني"، يضم في تشكيله، عناصر من جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية، وأخرى من الاستخبارات العامة، والاستخبارات الحربية. وأوضحت أن الجهاز الجديد الذي سيتبع مكتب السيسي مباشرة ستكون له صلاحيات واسعة للغاية على كافة مرافق وقطاعات الدولة المصرية وأجهزتها. ولفتت إلى أن الجهاز الجديد سيضم في أحد فروعه مجموعة من الخبراء والباحثين في عدد من الفروع السياسية والاجتماعية.

وعزت المصادر السبب وراء التفكير في إنشاء الجهاز الجديد، إلى عدم ثقة السيسي بأداء بعض الأجهزة الحالية، في ظل خلل كبير بعدد من القطاعات والمرافق، وأهمها المرفق الأمني، مشددة على أن الجهاز الجديد سيكون من صلاحياته مراقبة أداء باقي الأجهزة السيادية والمعلوماتية ورفع تقارير بشأن أدائها للرئيس.



وأشارت المصادر إلى أن عملية تأسيس الجهاز الجديد ومقراته، بدأت منذ أشهر عدة في سرية تامة تحت متابعة مباشرة من السيسي ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، قائلة إنه "في الغالب لن يتم الإعلان رسمياً عن الجهاز الجديد وسيظل يعمل بشكل سرّي وترفع تقاريره للرئيس، لافتة إلى أن مدير مكتبه فقط هو من سيكون مخوَّلاً له الاطلاع على تقارير ذلك الجهاز". وتوضح المصادر أن الخلفية الأمنية للسيسي، قبل توليه منصب وزير الدفاع ورئيس الجمهورية بعد ذلك، حينما كان يشغل منصب مدير الاستخبارات الحربية، تساهم في وجود هاجس دائم لديه بشأن أداء الأجهزة الأمنية، وعلاقاتها بالقصر الجمهوري.

وبحسب المصادر، فإن تكليف السيسي، اللواءَ عباس كامل، يأتي لثقته الكبيرة بالرجل الذي يعمل معه منذ سنوات عدة عندما كان مديراً لمكتبه في الاستخبارات الحربية، ثم وزارة الدفاع، قبل أن يشغل المنصب ذاته بعد وصول السيسي لسدة الحكم. وعلى صعيد دور الجهاز الجديد، أوضحت المصادر، أن من بين أدواره هو التحكم في الأداء الإعلامي، إذ ستنتقل له مسألة إدارة ملف الإعلام والقنوات والصحف التي باتت ملكاً لأجهزة سيادية بالدولة، ليأخذ شكلاً ممنهجاً ومنظماً بخلاف الطريقة التي يدار بها في الوقت الراهن من جانب شخص أو اثنين داخل مؤسسة الرئاسة.

يشار إلى أنه بعد انقلاب يوليو/تموز 2013، ظهر عدد من المصطلحات منها الأذرع الإعلامية في إشارة إلى عدد من الإعلاميين والكتاب الصحافيين، الذين يتم توجيههم بأوامر مباشرة من جانب مدير مكتب السيسي، اللواء عباس كامل ومساعده المقدم أحمد شعبان. وفي أعقاب ثورة 25 يناير، ظهر مصطلح الدولة العميقة، في إشارة إلى لوبي أجهزة الدولة السيادية ورجال الأعمال الذي تنسب له مسؤولية العديد من أعمال العنف والفوضى التي اجتاحت البلاد لإفشال الثورة. ويأتي إقدام السيسي على تأسيس الجهاز الجديد استباقاً لانطلاق التحركات الرسمية لخوض ولاية رئاسية جديدة، قبل الموعد المحدد للانتخابات الرئاسية المقرر لها 2018.

المساهمون