الاحتلال يواصل إغلاق الأقصى وبلديته تسيطر على ساحات المسجد

الاحتلال يواصل إغلاق الأقصى وبلديته تسيطر على ساحات المسجد لأول مرة

القدس المحتلة

محمد عبيدات

avata
محمد عبيدات
القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
16 يوليو 2017
+ الخط -
وضعت بلدية الاحتلال، اليوم الأحد، يدها عنوة على جميع ساحات المسجد الأقصى وأرسلت سبع سيارات نظافة وعدداً من عمال النظافة اليهود لتنظيف الساحات؛ وهو ما يحصل لأول مرة منذ احتلال الأقصى عام 1967، إذ يقوم عشرات من عمال النظافة، حصرياً من اليهود، وبعضهم متدينون، بالتنظيف في محيط قبة الصخرة المشرفة.

كذلك ينظّف العمال آثار التحطيم والتفتيش ونبش القمامة وبقايا طعام عشرات الجنود أمام المصلى القبلي، ولديهم سبع سيارات تابعة لبلدية الاحتلال دخلت إلى باحات المسجد، بينما سيطرت شرطة الاحتلال على مفاتيح باب الأسباط ومنه تدخل السيارات.

وفي حين تسيطر قوات الاحتلال على معظم مفاتيح أبواب الأقصى الخارجية والداخلية، بما فيها باب الرحمة، بعد مصادرتها، وترفض إرجاعها للأوقاف الأردنية حتى اللحظة، اقتحم ضباط كبار في جيش الاحتلال باحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة في جولات تخطيط متتالية، وانتشر العشرات من عناصر حرس الحدود الإسرائيلي في كل ناحية.


يأتي ذلك، في وقتٍ تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، إغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المصلين الفلسطينيين، ومنعهم من الدخول إليه وأداء صلاة الفجر فيه، وسط الحديث عن إعادة فتحه بشكل تدريجي اليوم الأحد.

وقالت المصادر المحلية لـ"العربي الجديد" إن قوات الاحتلال منعت، عبر الحواجز الحديدية التي تقيمها بشكل كبير في محيط المسجد الأقصى المبارك، عشرات الفلسطينيين من الوصول إليه، ما دفعهم إلى أداء صلاة الفجر عند أقرب نقطة تمكنوا من الوصول إليها عند بوابات ومداخل القدس القديمة.

وقال مسؤولون في الأوقاف الإسلامية لـ"العربي الجديد" إن الاحتلال كثف في غضون الساعات الماضية ضغوطه على حراس الأقصى لمنعهم من الانتظام في دوامهم داخل المسجد، بعد أن تتم إعادة فتح أبوابه عند الساعة الثانية عشرة والنصف من ظهر اليوم وفق ما تقرر الليلة الماضية.

وأشار هؤلاء إلى أن الاحتلال يواصل استباحته الأقصى وما زالت أعداد كبيرة من جنوده هناك، وتسيطر على ساحاته ومرافقه، وتعتدي عليها بتدنيسها وتسيير دوريات للقوات الخاصة هناك.

من جهته، قال مدير المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، لـ"العربي الجديد"، إن إدارة الأوقاف تتابع عن كثب ما يجري في الأقصى، وحال إعادة فتح أبوابه سيتم حصر جميع الأضرار التي لحقت بمرافقه، وفحص ما إذا كانت قد تمت سرقة ومصادرة ممتلكات من المتحف الإسلامي الذي تعرّض للتدنيس.

وجدّد الكسواني تنديده بمنع الاحتلال المواطنين من أداء صلاة الفجر في الأقصى، وقال إن "هذا إجراء مدان ونطالب الاحتلال برفع يده عن الأقصى".

إلى ذلك، كان المشهد في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة مشتعلاً، إذ اندلعت فجر اليوم مواجهات عند نقاط احتكاك وتماس عديدة مع جنود الاحتلال حول البلدة القديمة، تركزت في بلدة سلوان، وحي راس العمود، وبلدة العيساوية، بعد أن وصلت مجموعات كبيرة إلى هناك محاولة كسر الحصار عن الأقصى.

وكانت أعنف المواجهات قد اندلعت في سلوان وباب حطة، حيث أصيب جندي من حرس الحدود ومجندة، بعد استهدافهم بعدة زجاجات حارقة ومفرقعات نارية من قبل الشبان.

إلى ذلك مدد الاحتلال اعتقال ثلاثة من حراس الأقصى كانوا قد اعتقلوا عقب العملية الفدائية فجر الجمعة الماضية، وما زال التحقيق جارياً معهم للاشتباه بتقديمهم مساعدة لمنفذي العملية، وهو ما نفته عائلات المعتقلين، كذلك مسؤولو الأوقاف وعلى رأسهم الشيخ عزام الخطيب، المدير العام لأوقاف القدس، والذي وصف لـ"العربي الجديد" هذه الاتهامات بأنها هراء وكذب، ومحاولة تبرير لعدوانهم المستمر على الأقصى وحراسه.

وحسب تصريحات للشيخ عبد العظيم سلهب لـ"العربي الجديد"، يخشى مسؤولو الأوقاف أن تشرع سلطات الاحتلال بزرع أجهزة تنصت داخل مكاتب ومرافق الأوقاف التي جرت استباحتها.

وفي غضون ذلك، أفاد مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف، فراس الدبس، في تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، بأن مخابرات الاحتلال تجري اتصالات مع مجموعة من حراس المسجد الأقصى المبارك وتطالبهم بعدم الحضور إلى الأقصى اليوم الأحد، عرف منهم خليل ترهوني، وفادي عليان وحمزة نبالي.

من جهة أخرى، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، جلعاد أردان، اليوم الأحد، في مقابلة إذاعية مع إذاعة جيش الاحتلال، أن السيادة على الحرم القدسي الشريف هي للحكومة الإسرائيلية، وأنها صاحبة القرار بهذا الخصوص، وأن موقف الدول الأخرى (في إشارة إلى المملكة الأردنية الهاشمية) ليس مهماً، فالقرار يبقى لإسرائيل. 

وأضاف أردان أنه سيتم اليوم فتح قسم من بوابات المسجد الأقصى المبارك وليس جميعها، وأنه سيتم نصب ووضع أجهزة كاشفة للمعادن، إضافة إلى تركيب كاميرات على أعمدة خارج الحرم القدسي، لتصوير كامل ساحات وباحات المسجد الأقصى المبارك. 

واستغل أردان عملية الأقصى للتحريض على نواب القائمة المشتركة للأحزاب العربية، مدعياً أن من لا يستنكر العملية فهو شريك في المسؤولية عنها وعن عمليات قد تقع مستقبلاً. 

وأشار أردان أيضاً إلى إخراج الحركة الإسلامية الشمالية عن القانون وحظر نشاط حركتي المرابطين والمرابطات. وكشف أردان النقاب عن أن أجهزة المخابارات الإسرائيلية تواصل مراقبة ورصد تحركات جهات إسلامية مختلفة في الداخل الفلسطيني. 

ورفض أردان الإدلاء بتفاصيل حول الشبان الثلاثة منفذي العملية، لكنه قال إن البنية التحيتة التي نشط فيها الشبان الثلاثة تعتمد أيضاً على ما سماه أردان "بالحملة الكاذبة التي أطلقها ويديرها الشيخ رائد صلاح". 

وأضاف الوزير الإسرائيلي أنه أوعز للشرطة، الجمعة، برصد ومراقبة الشبكات الاجتماعية ومنع أية مظاهر مؤيدة للعملية في المسجد الأقصى المبارك. وقال إنه يتوقع من الشرطة مراقبة تصريحات الشيخ رائد صلاح، ودراسة اتخاذ إجراءات قانوية ضده في حال خرق القانون. 




ذات صلة

الصورة
صاحب الأغنام يجوب الأراضي بشكل يومي ويحميها (العربي الجديد)

مجتمع

لا يتوقف المستوطنون عن مضايقة الفلسطيني نظام معطان في مصدر رزقه بقرية برقة شرق رام الله وسط الضفة الغربية، هو الذي يواجه عنفهم منذ 15 عاماً.
الصورة

سياسة

هاجم مئات المستوطنين المسلحين قرية برقا شرق رام الله، حيث أضرموا النيران في حظيرة كبيرة لتربية الأغنام وأصابوا العديد من المواطنين بجروح
الصورة

سياسة

من عمليات اعتداء عشوائية، إلى هجمات دامية ومنظمة، هكذا تحوّل تنظيم "شبيبة التلال" الإرهابي خلال أكثر من عقدين على تأسيسه في جبال الضفة الغربية.
الصورة

مجتمع

طالبت عشرات المنظمات الحقوقية بالتحقيق فيما حدث منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى هذه اللحظة ضد النساء الفلسطينيات وتوفير الحماية اللازمة لهن وللمدنيين عموماً.