الاحتلال يحول الأقصى إلى ثكنة عسكرية

الأقصى يتحول إلى ثكنة عسكرية ودوريات الاحتلال تستبيحه

15 يوليو 2017
دعوات إلى تحرك عاجل لحماية الأقصى (توماس كويكس/فرانس برس)
+ الخط -
أكد مسؤول فلسطيني أن دوريات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية اقتحمت واستباحت باحات المسجد الأقصى المبارك، مشيرا إلى أن الأقصى تحول الليلة الماضية إلى ما يشبه ثكنة عسكرية.

وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد": "كان الأقصى أشبه بثكنة عسكرية. فجنود الاحتلال انتشروا بكثافة في ساحاته، واقتحموا جميع المرافق، وأدخلوا دورياتهم العسكرية إلى هناك، في حين ما زال الأذان ممنوعا، وكذلك دخول المصلين، ولم يسمحوا لنا بالبقاء هناك".

ووصف الشيخ الكسواني الوضع داخل الأقصى بـ"الحزين جدا ويمزق نياط القلوب"، حيث واصلت قوات الاحتلال، اليوم، استباحة المسجد الأقصى ومرافقه المختلفة، وألحقت أضرارا بها بعد أن حطمت مكاتبَ ومقرات وغرفا بحجة البحث عن سلاح.

وأكد الشيخ عمر الكسواني، خلال مؤتمر صحافي دعت إليه هيئة العمل الوطني في القدس، وعقد في مدينة القدس صباح اليوم، أن الوضع في الأقصى هو الأخطر منذ عقود، إذ تمعن سلطات الاحتلال في عدوانها على المسجد ومحاولة تغيير الوضع القائم، كما تمعن في انتهاكاتها بحق المصلين وتمنعهم من أداء الصلاة فيه لليوم الثاني على التوالي بالتزامن مع منع رفع الآذان، إضافة إلى ما قام به جنود الاحتلال وما زالوا يقومون به من استباحة لمرافق المسجد وتحطيمها والاعتداء عليها بحجة البحث عن أسلحة.

ودعا مدير المسجد الأقصى إلى تدخل عربي وإسلامي ودولي عاجل وفوري، لأن ما يجري في القدس والأقصى عدوان غير مسبوق وخطير.

وكانت مصادر في الأوقاف الإسلامية قد ذكرت لـ"العربي الجديد"، أن قرار السماح للشيخ الكسواني بالدخول للأقصى اتخذ بعد ضغوط من الأردن، الذي نقل رسائل احتجاج للحكومة الإسرائيلية على عدوانها الأخير على المسجد.

وفي السياق، حذر مسؤولون فلسطينيون، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في القدس، من تبعات ونتائج ممارسات الاحتلال وإجراءاته الأخيرة ضد المسجد الأقصى من إغلاقه ومنع المصلين من الدخول إليه، منبهين إلى أن ما جرى ويجري يهدد بتفجير الأوضاع.

وقال عدنان الحسيني، وزير شؤون القدس ومحافظها، إن "ما قامت به سلطات الاحتلال من إجراءات يمثل اعتداء سافرا على المسجد الأقصى يستدعي من الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي تحركا عاجلا لوقف التدهور الجاري والذي سيقود إلى نتائج وخيمة على المنطقة برمتها".

وعبّر الحسيني عن أسفه وصدمته للصمت العربي والإسلامي حيال ما يتعرض له الأقصى من عدوان، حيث قال: "هل يعقل أن يظل المسجد مغلقا بينما يستبيحه جنود الاحتلال، ويمنع المصلون من دخوله ويمنع رفع الأذان من مآذنه".



وأضاف: "لأول مرة منذ العام 1969، يغلق الأقصى وتمنع الصلاة فيه. وما يحدث هذه الأيام خطير جدا، تسعى من خلاله سلطات الاحتلال إلى تهويد المسجد وفرض سيطرتها المطلقة عليه".

أما حاتم عبد القادر القيادي في حركة فتح، فوصف ما يتعرض له الأقصى بالعدوان الخطير، ولا يمكن السكوت عليه أبدا.

وأضاف: "شعبنا سيدافع عن مسجده مهما غلت التضحيات، ولن نسمح بأن يتواصل هذا العدوان، وأن يفرض الاحتلال علينا تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا رضوخا لأطماع غلاة المستوطنين المتطرفين، ونوابهم في الكنيست والذي صادق نتنياهو مؤخرا على السماح من جديد لنواب اليمين باقتحامه".

وأكد عبد القادر قدرة المقدسيين ومن خلفهم شعبهم على الدفاع عن الأقصى ومواجهة أطماع الاحتلال فيه، لكنه حث شعوب العالمين العربي والإسلامي على التحرك الفوري، لأن الأقصى اليوم في خطر شديد.

الأمر ذاته تطرق إليه عدنان غيث، أمين سر حركة فتح، إقليم القدس، وعضو مجلسها الثوري، حيث حمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الأخير، معتبرا "ما جرى يوم أمس الجمعة نتاج السياسة الحمقاء لرئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يدعم الاقتحامات اليومية للأقصى، ويعطي لنوابه في الكنيست الضوء الأخضر للعودة من جديد لاقتحام الأقصى".

وتابع غيث: "حركة فتح لن تتوانى عن الدفاع عن المسجد الأقصى، وهي الأمينة عليه وعلى دماء الشهداء، ولن تسمح بما يخطط له الاحتلال من تقسيم زماني ومكاني للأقصى، تمهيدا لفرض السيطرة الكاملة عليه".

تحذيرات أردنية

حذّر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الأردني وائل عربيات، اليوم السبت، سلطات الاحتلال الإسرائيلي من التمادي في انتهاكاتها "غير المسبوقة" لحرمة المسجد الأقصى، بحجة احتواء العنف والتوتر.

وحمّل عربيات، في بيان صادر عن الوزارة، سلطات الاحتلال "مسؤولية تزايد التوتر والعنف في القدس الشريف، والناتج عن تصعيد الانتهاكات التي ارتكبتها سلطات الاحتلال والمتطرفون اليهود بحق الأقصى مؤخراً". وأكد "موقف بلاده الرافض لإغلاق الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه تحت أي ظرف".


ويمتلك الأردن حق الولاية على المقدسات الإسلامية في القدس، حسب ما نصت معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994.

وواصل الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي إغلاقه وعزله للبلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة. وأغلق الاحتلال المسجد الأقصى، ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه، أمس، بعد عملية نفذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني، داخل باحات المسجد الأقصى، أسفرت عن استشهادهم، ومقتل اثنين من عناصر شرطة الاحتلال.

وقال وزير الأوقاف الأردني، إنّ "ما أقدمت عليه إسرائيل من إغلاق أدى إلى تعطيل خطبة الجمعة في هذا الحرم الشريف، وما حصل من قيام سلطات الاحتلال بمنع إقامة الصلوات والأذان سابقة لم يشهدها المسجد الأقصى منذ أكثر من ثمانمائة عام".

واعتبر ما جرى "حدثاً خطيراً وغير مسبوق وهو في ذات الوقت اعتداء على حرية إقامة الشعائر والتي تجاوزها العالم في ما يتعلق بالحريات الدينية، وبدا يتحدث عن حرية الضمير في العقيدة لا عن حرية العبادة فحسب".

وشدد على أنّ الأعمال الاستفزازية وما تبعها من إغلاق للمسجد الأقصى، وقيام الاحتلال بمنع السلطات الأردنية من ممارسة واجبها تجاه المقدسات "هي اعتداءات مرفوضة وتعتبر تعدياً صارخاً على حرية العبادة ومخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني".

وأكد في الوقت عينه "استمرار الأوقاف الإسلامية الأردنية بواجبها الديني والأخلاقي في ظل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس".

وتأتي استباحة الأقصى وإغلاقه عقب عملية الاشتباك المسلح الذي امتد لباحات المسجد الأقصى يوم أمس الجمعة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني المحتل ومقتل اثنين من شرطة الاحتلال،.

وإثر ذلك، قرر الاحتلال إعلان البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى منطقة عسكرية مغلقة حتى إشعار آخر، كما أغلق أبواب الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة، حيث تعتبر هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الاحتلال منع إقامة صلاة الجمعة في المسجد الأقصى منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967.