النظام السوري يواصل هجومه في البادية

النظام يواصل هجومه بالبادية السورية وسط غارات للطيران الروسي

12 يوليو 2017
"الجيش يعمل لاستعادة ما خسره في البادية (محمد نور/الأناضول)
+ الخط -



شنت قوات النظام السوري، عصر اليوم الأربعاء، هجوماً عنيفاً على محور بئر محروثة في البادية السورية، بريف دمشق الشرقي، حيث تدور معارك كر وفر ضد "الجيش السوري الحر"، بالتزامن مع غارات كثيفة من الطيران الروسي على البادية وريف حمص الشرقي.

وقال المتحدث باسم "جيش أسود الشرقية" المعارض للنظام، سعد الحاج، إن قوات النظام، مدعومة بمليشيات أجنبية، حققت تقدماً في محور بئر محروثة في عمق البادية السورية، شرق محافظة دمشق، بعد هجوم عنيف ترافق مع غارات جوية من الطيران الروسي، في حين يعمل "الجيش السوري الحر" على استعادة ما خسره في المنطقة.

وفي السياق نفسه، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محاور سد أبو خشبة وجويف وأم رمم في البادية بأطراف ريف دمشق، المتاخم لريف حمص الشرقي، والمعروف بـ"البادية الشامية".

وذكر "المكتب الإعلامي في البادية والقلمون الشرقي" أن قوات النظام هاجمت "الجيش السوري الحر" في البادية الشامية بقوة قوامها خمس عشرة دبابة تغطيها طائرتان حربيتان روسيتان وطائرة مروحية.

وكان النظام السوري قد بدأ، قبل ثلاثة أيام، بهجوم عنيف ضد "الجيش الحر" في عدة محاور بالبادية السورية في أرياف دمشق وحمص والسويداء، وتمكن من السيطرة على مساحة واسعة، كان "الجيش السوري الحر" قد طرد تنظيم "داعش" منها.

من جهة أخرى، قال "المكتب الإعلامي في البادية والقلمون الشرقي" إن تنظيم "داعش" تمكن من إعطاب دبابتين لقوات النظام بصاروخين موجهين شمال شرق محطة آراك في ريف حمص الشرقي في بادية تدمر الشرقية، خلال معارك بين الطرفين، في حين شن الطيران الروسي عدة غارات على  محيط الحقل ومحيط مدينة السخنة ومحيط منطقة حميمة ومحيط حقل الهيل.

وأضاف المكتب الإعلامي أن الطيران الحربي الروسي استهدف مستودع أسلحة لتنظيم "داعش" في قرية أم توينة شرق ناحية جب الجراح في ريف حمص الشرقي، كانت بداخله سيارة مفخخة ودبابة تم تدميرهما بالكامل.

وكان النظام السوري قد سيطر، أمس، على كامل حقل الهيل النفطي، وفق ما أفادت به مصادر لـ"العربي الجديد"، ويسعى إلى بسط سيطرته على مواقع في طريق مدينة السخنة، آخر معقل كبير لتنظيم "داعش" في ريف حمص.

إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية في القلمون الغربي بريف دمشق الشمالي عن استهداف الجيش اللبناني جرود بلدة فليطة داخل الأراضي السورية بالمدفعية الثقيلة، دون وقوع إصابات بشرية.

مقتل مدنيين بقصف "داعش"

في غضون ذلك، قتل وجرح مدنيون بقصف مدفعي من تنظيم "داعش" على حي الجورة الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري في مدينة دير الزور شرق البلاد، فيما ارتفع إلى سبعة قتلى عدد ضحايا القصف الجوي من التحالف الدولي على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مدنيين اثنين قتلا وجرح آخرون بينهم نساء وأطفال نتيجة قصف مدفعي بقذائف الهاون من تنظيم "داعش" على حي الجورة الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور.

من جانبها قالت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن تنظيم "داعش" قصف أحياء هرابش والقصور في مدينة دير الزور، ما تسبب بمقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

ويتقاسم كل من تنظيم "داعش" وقوات النظام والمليشيات الموالية له، السيطرة على أحياء دير الزور، بينما يقبع المدنيون في حصار يشارك به التنظيم والنظام منذ ثلاث سنوات، حيث تقوم الأمم المتحدة بإسقاط مساعدات فوق مناطق سيطرة النظام عبر الطيران.

وكانت مصادر محلية قد أفادت في وقت سابق اليوم لـ"العربي الجديد" أنّ "خمسة مدنيين قُتلوا وأصيب العشرات بجروح، من جرّاء غارات جوية لطائرات حربية روسية، على حي الحميدية، الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور".

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الجوي من قوات التحالف الدولي "ضد الإرهاب" على مدينة البوكمال الواقعة على الحدود السورية العراقية، مساء أمس الإثنين، إلى سبعة قتلى واثنين وثلاثين جريحًا.

وأوضحت مصادر محلية، أن أهالي مدينة البوكمال نزحوا إلى القرى المجاورة نتيجة الغارات المتكررة على المدينة من طيران التحالف والطيران الروسي والطيران العراقي، في حين حذر تنظيم "داعش" المدنيين من محاولة مغادرة مناطق سيطرته، متهماً كل من يحاول الخروج بـ"الردة".

ويذكر أن مدينة البوكمال ثالث أكبر معقل لتنظيم "داعش" في محافظة دير الزور، وتسعى القوى المتنافسة في سورية لتكون لها فرصة في السيطرة على المدينة بعد طرد "داعش" من دير الزور، وتعد المنطقة الواصلة من مدينة الميادين ودير الزور، أغنى المناطق في سورية بالنفط والغاز.