توجّس إسرائيلي من ممر إيراني يربط طهران بلبنان

توجس إسرائيلي من ممر إيراني يربط طهران بلبنان عبر الأراضي العراقية والسورية

04 يونيو 2017
الممر يمر عبر الأراضي العراقية والسورية (Hasan Katan/ الأناضول)
+ الخط -

ذكر تقرير موسّع لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تتابع، بقلق وتوجّس بالغين، نشاط إيران في العراق، سعيا لشق ممر بري يصل طهران بلبنان عبر الأراضي العراقية والسورية، بمساعدة المليشيات التابعة لإيران وتلك العراقية المحلية الموالية لها، بما يحقق لإيران حلماً طويل الأمد.


ويورِد التقرير أنه من هذا المنطلق تعتبر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، أن التطور الأهم في المنطقة في هذه الأيام لا يتعلق بقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التراجع عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، بل بما يحدث على امتداد الحدود السورية العراقية، وتبعاته المستقبلية على صورة التوازن العسكري وموازين القوى في المنطقة.

ويقول التقرير إن ما حققته إيران من دعم للنظام السوري، بفضل التدخل الروسي، والتعاون الإيراني الأميركي في صد تنظيم "داعش" وإبعاده عن الحدود العراقية السورية مكّن المليشيات الموالية لإيران من السيطرة على مناطق استراتيجية قرب الحدود العراقية السورية.

وأضاف أن ذلك قد يمكن الإيرانيين من إعادة فتح مقاطع من الطريق الرئيسي الذي يربط بين بغداد والمناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد، لكن إكمال فتح هذا الممر يظل مرهونا حاليا بتقدم قوات الأسد شرقا نحو الحدود العراقية، حيث تنشط اليوم مليشيات كردية تساندها الولايات المتحدة.

وتنقل "هآرتس" عن مدير عام وزارة الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل، حجاي تسوريئيل، قوله "إن الحدود السورية العراقية هي اليوم الموقع الأهم في المنطقة. هناك ستحدد صورة الوضع الإقليمي".

ويضيف، أن تكريس ممر بري تحت تأثير إيران ونفوذها سيغير الميزان الاستراتيجي في الشرق الأوسط، إذ إن "إيران ومن خلال المليشيات الشيعية وتعاونها مع قوى أخرى، تواصل اتخاذ خطوات تضمن تعزيز قبضتها على سورية".

ولفت المسؤول الإسرائيلي، في هذا السياق، إلى مساعي إيران لدى النظام السوري لاحتكار ميناء شمال غربي سورية بشكل يعطي إيران موطئ قدم على سواحل المتوسط، وهو ما كان نتنياهو حذّر منه خلال زيارته الأخيرة لموسكو وعند لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مارس/آذار من العام الحالي.

ويلفت التقرير إلى أنه على الرغم من تصريحات ترامب، خلال زيارته للسعودية، إلا أنه لا يزال غير واضح ما إذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة تعتزم القيام بخطوات فعلية لوقف المد الإيراني، فغالبية التحرك الأميركي موجه لضرب تنظيم "داعش".

أما فيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي، فيشير التقرير إلى أن حكومة الاحتلال تركز حاليا كل جهدها حول المثلث الحدودي السوري الأردني الإسرائيلي، وضمان عدم عودة قوى موالية لإيران والنظام إلى هذه المنطقة، في الوقت الذي تجري فيه العمليات التي من شأنها أن تؤثر مستقبلا أيضا على الأردن، إلى الشرق من هذا المثلث، وهي تطورات ذات تبعات وتأثير كبيرين على صورة وملامح المنطقة في السنوات القادمة.