التحالف الدولي يتجه نحو تقطيع أوصال الرقة السورية

التحالف الدولي يتجه نحو تقطيع أوصال الرقة السورية

29 يونيو 2017
عمليات الرقة "متوقفة" في الوقت الراهن(أورهان سيسك/ الأناضول)
+ الخط -



تُراوح معارك مدينة الرقة السورية مكانها، إذ لم تستطع قوات "سورية الديمقراطية"، وقوات "النخبة" السورية، تحقيق تقدم من شأنه قلب معادلة الصراع على المدينة، الذي بدأ في السادس من الشهر الجاري، فيما أكدت مصادر أن هناك حشداً لقوات عربية شرقي المدينة، من أجل القيام بعملية واسعة النطاق تستهدف تقطيع أوصال المدينة.

وأشار محمد خالد الشاكر، الناطق باسم قوات "النخبة السورية" في حديث مع "العربي الجديد" أن العمليات العسكرية داخل الرقة "متوقفة في الوقت الراهن"، موضحاً أن قواته كانت تنوي التحرك من حيي المشلب والصناعة باتجاه حي الرميلة شمال المدينة "ولكن توقف هذا المسعى" بسبب تغيّر في الاستراتيجية القتالية المتبعة.

وبيّن الشاكر أن "نيّة غرفة عمليات (غضب الفرات) تتجه نحو تقطيع أوصال المدينة كي يُسهل حصار مسلحي التنظيم داخل أحياء محاصرة"، مضيفاً أن "حصار مسلحي التنظيم يعني تسليم أنفسهم، خاصة أن غالبية مسلحي التنظيم الذين يقاتلون في الرقة هم سوريون يمكن التفاهم معهم". 

وأوضح أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية غايته التخلص من مسلحي التنظيم الأجانب فقط، مشيراً أن التحالف "منح عفواً عن مسلحين كانوا مع التنظيم كونهم سوريين غُرّر بهم"، وفق قوله. 

وكشف الشاكر أن هناك عملية "تحشيد" للمئات من مقاتلي "النخبة" على تخوم حي الرميلة شمال شرقي المدينة، من أجل البدء بعملية اقتحام واسعة النطاق لعزل أحياء شمال المدينة عن وسطها.

وأشار المتحدث أن التحالف الدولي يتجه للاعتماد على مقاتلي "النخبة" كون أغلبهم من الرقة وريفها، مضيفاً: "أنهم يعرفون مدينتهم جيداً، وبإمكانهم تحقيق تقدم كبير في القتال ضد التنظيم".

وتتمركز قوات "النخبة" شرقي المدينة، وانتزعت السيطرة على حيي الصناعة والمشلب، وتتمركز معها وحدات من قوات "سورية الديمقراطية"، كما تحتفظ "النخبة" بوجود لها في شمال المدينة مع فصيل "الصناديد"، الذي يتزعمه الشيخ القبلي دهام حميدي الهادي، ويضم مقاتلين عرباً من محافظة الحسكة.

وفي غربي المدينة، يقاتل مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات "سورية الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي. وتهاجم مدينة الرقة العديد من الفصائل الموالية للوحدات الكردية، ومنها: جيش الثوار، لواء الشمال الديمقراطي، قوات العشائر، لواء مغاوير حمص، صقور الرقة، لواء التحرير، لواء السلاجقة، قوات الصناديد، المجلس العسكري السرياني، مجلس دير الزور العسكري.

وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن قوام القوات المهاجمة للرقة يكاد يصل إلى 50 ألف مقاتل، عدد كبير منهم من المكون العربي، يتلقون التوجيه القتالي المباشر من ضباط التحالف الدولي، ويتحركون تحت غطاء جوي من طيران الأخير.

من جانبها، أعلنت قوات "سورية الديمقراطية"، والمعروفة اختصاراً بـ"قسد" أنها انتزعت السيطرة الخميس على قرية كسرة عفان التي تقع على مسافة 6 كم جنوب الرقة، في خطوة أخرى باتجاه تضييق الخناق، وإطباق الحصار على مسلحي تنظيم "داعش" داخل المدينة. 


وكانت هذه القوات سيطرت منذ أيام على حي القادسية غربي المدينة، بعد اشتباكات على مدى أيام مع مسلحي التنظيم الذين يحاولون سد كل الثغرات التي من الممكن أن تستغلها القوات المهاجمة للولوج أكثر إلى قلب المدينة.

ويتبع التنظيم أسلوب قتالٍ يعتمد على هجمات معاكسة تجعل كلفة أي تقدم للقوات المهاجمة مرتفعة، في تكرار لسيناريو الموصل الذي اتبعه التنظيم.

في غضون ذلك، بدأت الولايات المتحدة الأميركية تحركاً يتعلق بمستقبل محافظة الرقة، حيث قام المبعوث الأميركي الخاص إلى التحالف الدولي، الأربعاء، بزيارة إلى مجلس محلي شكلته "سورية الديمقراطية"، ويتخذ من بلدة عين عيسى مقراً مؤقتاً له.

ويبدو أن واشنطن تحاول الدفع باتجاه تولي شخصيات عربية مسؤولية إدارة الرقة بعد انتزاع السيطرة عليها، لنزع فتيل أي صدامٍ عربي – كردي، خاصة أنه ليس هناك مكون سكاني كردي يُذكر في محافظة الرقة، ما خلا بعض القرى في شمالها بالقرب من مدينة تل أبيض.

 

دلالات