الموقف الشعبي من مناطق تخفيف التوتر

الموقف الشعبي من مناطق تخفيف التوتر

20 مايو 2017
رغم الاتفاق واصل النظام عمليات التهجير (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -


بعد البدء بتطبيق اتفاق تخفيف التوتر، الذي ابتدعته روسيا وضمنته مع تركيا، وإيران، يبدو الموقف الشعبي من هذا الاتفاق متردداً بين تأييده والتنديد به، كونه أدى من جهة إلى تخفيف القتل في معظم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالفعل، ومن جهة أخرى يرى سكان تلك المناطق أنه صناعة دولة لا تزال تقتلهم وتسعى من خلال هذا الاتفاق إلى تكريس سلطة بشار الأسد، الذي ثاروا ضده. كما يرى فيه البعض بداية لمشروع تقسيم لبلدهم.

فمع بداية الإعلان عن هذا الاتفاق كان معظم سكان مناطق المعارضة ضده بسبب عدم ثقتهم بعرابه وبالتزاماته التي طالما نقضها، إذ كان معظمهم غير واثقين من إمكانية تطبيق هذا الاتفاق ولكن مع مرور الوقت وانخفاض مستوى القتل بشكل فعلي في تلك المناطق بدأ السكان يتعاطون مع الاتفاق بإيجابية، من باب الأمان الآني الذي حصلوا عليه نتيجة تطبيقه، متناسين النتائج السلبية المستقبلية التي قد ينتجها. ولكن مع مرور الوقت واكتشاف الناس أن هذا الاتفاق، وإن كان قد جنّبهم القصف بالطيران بشكل جزئي، إلا أنه أعطى الفرصة للنظام لاستكمال عمليات التهجير في مناطق أخرى، خصوصاً في محيط دمشق وحي الوعر في حمص. كما بدأ قسم منهم يكتشف أن النظام بدأ بالفعل بتطبيق مفاعيل هذا الاتفاق وانشاء ما يشبه المراكز الجمركية بين المناطق ويأخذ ضرائب على التبادل التجاري الذي يحصل فيما بينها، الأمر الذي ساهم برفع اسعار الكثير من السلع سواء في مناطق النظام أو في مناطق سيطرة المعارضة. ما استولد خلق حالة من التذمر لدى معظم السوريين من الاتفاق، الذي وجدوا فيه تمهيدا لتقسيم سورية إلى مناطق نفوذ، وهو الأمر الذي يرفضه معظم السوريين سواء كانوا موالين للنظام أو معارضين له.

ومع مرور الوقت ومن خلال تصريحات روسيا عرابة هذا الاتفاق، بدأ سكان مناطق المعارضة يكتشفون أن واحدا من أهداف هذا الاتفاق هو إعطاء فرصة للنظام وتأهيله من أجل أن يكون شريكاً دولياً في محاربة الإرهاب وبالتالي إعادة الاعتبار الدولي له. الأمر الذي خلق ردة فعل شعبية عليه على الرغم من كل الأمان الذي حققه.