رحيل مؤسس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني

رحيل مؤسس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني

14 مايو 2017
رحل الشيخ درويش عن عمر يناهز 69 عاما (تويتر)
+ الخط -

تُوفي مؤسس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، الشيخ عبد الله نمر درويش، صباح اليوم الأحد، عن عمر يناهز 69 عاما. وفارق الحياة في مستشفى شارون في مدينة بتيح تكلفا "ملبس"، حيث كان يعالج بعد تراجع حالته الصحية أخيرا.  

ونعت "الحركة الإسلامية"، على لسان رئيسها الشيخ حماد أبو دعابس، وأبناء الشيخ المرحوم عبد الله نمر درويش، ووالدتهم وعائلة عيسى في كفر قاسم، رحيل الشيخ درويش. وجاء في إعلان النعي: "راضية بقضاء الله تعالى ومسلّمة الأمر إليه، تنعى الحركة الإسلامية في البلاد وعائلة عيسى في كفر قاسم والخارج، إلى عموم شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، فضيلة شيخنا الوالد العلامة والداعية الشيخ عبد الله نمر درويش، مؤسس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني".

وقال البيان: "لقد أسلم سيدنا الشيخ أبو محمد عبد الله، الروح لبارئها، صباح هذا اليوم، عن عمر ناهز ثمانية وستين عاما، راضيا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا. وسيشيّع جثمانه الطاهر، ظهر اليوم الأحد عند الساعة الثانية ظهرا، من بيته في كفر قاسم إلى مقبرة الشهداء في كفر قاسم. عاش شيخنا راضيا بقضاء الله، وصابرا على ما أصابه من بلاء في جسده مدة حياته، لم يقعده ذلك عن طلب العلم الشرعي والجهاد في سبيل الله تعالى. منذ أواخر ستينيات القرن الماضي وهو يحمل لواء الدعوة إلى الله تعالى، مقتفيا أثر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته، ليمنّ الله عليه من فضله، وتنتشر الدعوة في كل بلد من بلداننا الفلسطينية ولتدخل كل بيت". 

وكان الشيخ عبد الله نمر درويش أسس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، في مطلع سنوات السبعينيات، في عام 1972، كحركة محلية في قرية كفر قاسم، سرعان ما تمددت الحركة وانتشرت في بلدات الجليل والمثلث والنقب.  

وفي عام 1981 ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه واتهمته بإقامة علاقات مع تنظيم "أسرة الجهاد"، وحُكم عليه بالسجن الفعلي أربع سنوات، قضى منها ثلاث سنوات في السجن. 

بعد خروجه من السجن عاد ليتزعم الحركة الإسلامية التي عُرفت آنذاك بـ"حركة الشباب المسلم"، والتي نشطت بالأساس في صفوف الفلسطينيين في الداخل، وفي قضايا الدعوة وتنظيم الندوات الدعوية، إلى جانب العمل في معسكرات تطوع خيرية وتعزيز الخدمات المحلية والبنية التحتية، فيما كانت توسع صفوفها باستمرار.  

وفي عام 1989، خاضت الحركة الإسلامية الانتخابات البلدية في الداخل، وحققت انتصارا في خمس بلدات عربية، هي رهط أم الفحم وكفر قاسم وجلجولية وكفر برا، إضافة إلى تمكنها من إدخال ممثلين لعضوية المجالس البلدية في عدد آخر من القرى من أقصى الشمال، وحتى أقصى الجنوب في النقب.  

لكن الحركة التي بدأت تراكم زخما كبيرا في المجتمع الفلسطيني في الداخل، تعرضت لانقسام شديد، عشية انتخابات الكنيست الإسرائيلية عام 1996، عندما أقر مجلس الشورى فيها خوض الانتخابات التشريعية في قائمة موحدة مع "الحزب الديمقراطي العربي"، الذي قاده آنذاك النائب عبد الوهاب درواشة. 

وانشقت الحركة الإسلامية في الداخل على خلفية هذا القرار، وانسحب منها الشيخان رائد صلاح وكمال خطيب، ليؤسسا الحركة الإسلامية الجناح الشمالي، وهو الجناح الذي حظرته الحكومة الإسرائيلية في قرار عن الكابينت السياسي والأمني، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2015. 

وظل الشيخ عبد الله نمر درويش، حتى بعد الانشقاق، رئيسا للحركة والمرجعية الروحية لها، حتى بعد اعتزاله المنصب في السنوات الأخيرة، وانتخاب الشيخ حماد أبو دعابس رئيسا لها.