مسلم البراك: لا بديل عن الحكومة المنتخبة في الكويت

مسلم البراك: لا بديل عن الحكومة المنتخبة في الكويت

الكويت

خالد الخالدي

avata
خالد الخالدي
22 ابريل 2017
+ الخط -
 وجه النائب السابق وزعيم المعارضة الكويتية، مسلم البراك، خطاباً نارياً هاجم فيها الحكومة الكويتية ورئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، وعدة أطراف سياسية في البلاد، عقب دقائق قليلة من خروجه من السجن المركزي، بعد أن أتم محكوميته البالغة عامين على خلفية "إهانته للذات الأميرية" في خطاب سابق له.

وقال البراك بعد اجتيازه أمتاراً قليلة من بوابة السجن: "موعدنا بدأ الآن وقلتها سابقاً بأني سأخرج من السجن مرفوع الرأس على أكتاف الجماهير وسيسجن التاريخ سجاني".

وانتقل البراك بلباس المؤسسة الإصلاحية من المركزي إلى مقر بيته في منطقة الأندلس، عبر مسيرة شعبية حاشدة شارك فيها المئات من المواطنين الكويتيين المؤيدين له، قبل أن يلقي خطاباً مطولاً من أمام بيته وسط جموع بلغت عدة آلاف بحسب تقديرات غير رسمية.

وهاجم البراك في خطابه وزير الداخلية السابق، الشيخ محمد الخالد الصباح، واتهمه بأنه هو من خطط رفقة مرزوق الغانم لتنفيذ قرارات سحب الجنسية وإبعاد المعارضين الكويتيين عن البلاد، وعلى رأسهم الإعلامي المقرب منه، سعد العجمي، وخاطبه بعد أن نزع منه لقب (الشيخ) وهو الذي يطلق على أفراد الأسرة الحاكمة في الكويت.

وقال البراك  إن "محمد خالد حمد يتهمني بأنني أختبئ خلف النساء، ولا أرى في ذلك عيباً أو حقارة، لكن اسألوه من الذي قبّل أيدي خالاته ليعود إلى الوزارة"، في إشارة إلى إبعاد محمد الخالد عن وزارة الداخلية مطلع الألفية بعد أن تمادى جهازه الأمني في سحب جنسيات المواطنين وتورط قيادات في وزارته آنذاك بشبه فساد مالي وإداري، قبل أن يعود مرة أخرى إبان الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد بعد تعديل مرسوم الانتخابات عام 2012، واستخدامه لسلاح سحب الجنسيات للمرة الثانية.

وأضاف البراك: "إنني ما زلت مؤمناً بمضامين خطابي السابق، الذي ألقيته وسجنت بسببه، كما أنني مؤمن بأنه لا طريق لنا في الكويت إلا عبر الحكومة المنتخبة التي يأتي رئيسها من صناديق الاقتراع، لأنها خيارنا وبدلة السجن التي أرتديها أشرف لي من ألف (بشت) يرتديه سراق المال العام".



وأثنى البراك على خيارات الشعب الكويتي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في إشارة إلى أن موقفه من قرار المعارضة إنهاء المقاطعة كان إيجابياً، وقال: "الشعب أسقط 30 مندوباً في مجلس 2016 وهو الذي يستحق التحية وأقول بكل مرارة هناك 11 عضواً حنثوا بقسمهم في انتخابات الرئاسة، وقاموا بالتصويت لمرزوق الغانم رغم أنهم وعدوا بعد إعطاء الصوت له، وأرفض رفضاً تاماً منح أي حصانة لرئيس مجلس الوزراء أو أي وزير آخر، وأقول إن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت"، كما استذكر زميله النائب السابق والمعارض الإسلامي، فلاح الصواغ، الذي توفي العام الفائت نتيجة خطأ طبي.

وهاجم البراك نواب مجلس الأمة، الذين صوتوا بالرفض على قانون تعديلات الجنسية الأسبوع الفائت، كما هاجم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم واتهمه بالكذب على الشعب الكويتي في قاعة البرلمان، بعد أن ادعى وجود 400 ألف مواطن كويتي قاموا بتزوير جنسياتهم. وقال إن مرزوق اتهم ثلث الشعب الكويتي بالتزوير واستشهد بمستندات غير صحيحة، ولم يتحدث أحد من النواب ضده لأنه يسيطر على المجلس.

ودعا البراك الكويتيين إلى ندوة جماهيرية أخرى يوم الإثنين "لوضع النقاط على الحروف" حسب وصفه، وهو ما قال عنه مراقبون إنه تأكيد على أن البراك يخطط لقيادة المعارضة مرة أخرى ولكن من خارج مجلس الأمة، وإن الهدنة التي عقدها نواب المعارضة مع رئيس الوزراء قد اقتربت من الانهيار بعد أن تزعزعت نتيجة لتصويت الحكومة ضد قانوني تعديلات الجنسية والعفو العام.

ومن المنتظر أن يتحدث البراك يوم الإثنين القادم في ندوته الجماهيرية عن خططه السياسية ورؤيته المفصلة للأحداث، وزيادة وتيرة الهجوم على رئيس مجلس الأمة الحالي، الذي يحاول بكل قوة المحافظة على حالة التوازن السياسي في البلد وعدم الاستقرار، خصوصا خلال أربع سنوات من اشتعال الحراك الكويتي المعارض.