تراجع وتيرة المعارك اليمنية: صدى لدعوات المفاوضات؟

تراجع وتيرة المعارك اليمنية: صدى لدعوات المفاوضات؟

21 ابريل 2017
خفّ التصعيد المتبادل في الآونة الأخيرة (أحمد الباشا/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد العديد من جبهات المواجهات بين قوات الشرعية والانقلابيين في اليمن تراجعاً محدوداً في الآونة الأخيرة، مع بقائها مشتعلة في الجزء الغربي من محافظة تعز، حيث المناطق القريبة من باب المندب، بالإضافة إلى جبهة ميدي والمناطق الحدودية مع السعودية، في ظلّ غموض يلف جهود الحل السياسي مع تسريبات تتحدث عن مباحثات غير واضحة المعالم، تسعى لتفعيل المسار السياسي، مع تعالي الأصوات الداعية إلى إنهاء الحرب.

وخلال الأيام الماضية، وبعد تصعيد قوات الشرعية، الشهر الماضي، من عملياتها شرق العاصمة صنعاء، تؤكد مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، أن "حدة المواجهات تراجعت منذ ما يقرب من أسبوعين، مع بقاء اشتباكات متقطعة وقصف متبادل بين الحين والآخر، لكن التصعيد تراجع على الأقل، مقارنة بما بدا عليه بالتزامن مع تصعيد العمليات في مارس/آذار الماضي".

وتُعدّ جبهة مديرية نِهم شرق صنعاء، من أكثر جبهات القتال اشتعالاً بين قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية من جهة، ومسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم الموالين لعلي عبدالله صالح، من جهة أخرى، إذ تسعى قوات الشرعية من خلال هذه الجبهة، لتحقيق اختراق نحو العاصمة صنعاء، وتقول، إنها باتت قادرة على قصف أهداف بالمدفعية داخل العاصمة. ومن شأن أي تقدم نوعي للشرعية في هذا السياق، أن يكون له تأثيراته السياسية والميدانية، غير أن بقاء المعركة لأكثر من عام في هذه الجبهة، عكس الصعوبات التي تواجهها.

وبالتزامن مع تراجع حدة المواجهات شرق صنعاء، تشهد جبهات أخرى تراجعاً نسبياً مماثلاً كأطراف مأرب الغربية ومناطق المواجهات في محافظة الجوف الواقعة إلى الشمال من مأرب، فيما تستمر المعارك العنيفة بوتيرة يومية في الساحل الغربي، حيث المناطق الواقعة بأطراف مديرية المخا الساحلية في تعز، ومحيطها. وهي المنطقة التي تسعى قوات الشرعية المدعومة من التحالف، لاستكمال السيطرة عليها، في إطار العملية التي تنفذها في الساحل الغربي، وتتحدث الشرعية عن محطتها التالية هي مدينة الحديدة الحيوي.



وكانت قوات التحالف والشرعية أطلق، مطلع العام الجاري، ما سُمي بـ"عملية الرمح الذهبي"، وخلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، حققت قوات الشرعية تقدماً بالسيطرة على مواقع استراتيجية في ذوباب والمخا. وتهدف من خلال عمليتها في الساحل الغربي، لتشديد الحصار على مناطق سيطرة الحوثيين شمالاً، بغية تقليل قدرتهم على تهديد السفن التابعة للتحالف والملاحة الدولية عموماً، وقطع ما تقول الشرعية ودول التحالف إنها أسلحة مهربة إيرانياً تصل إلى الحوثيين عبر البحر الأحمر.

إلى ذلك، تتواصل المواجهات والغارات الجوية بوتيرة يومية، في الجزء الشمالي من الساحل الغربي، وتحديداً في منطقة ميدي الحدودية مع السعودية، التي تتقدم من جانبها قوات يمنية موالية للشرعية وتخوض معارك متقطعة مع الانقلابيين منذ أكثر من عام.

في هذا الإطار، تتواصل العمليات الجوية للتحالف في مناطق سيطرة الحوثيين الحدودية بمحافظة صعدة، والذين يواصلون تنفيذ هجمات وإطلاق قذائف من الجانب اليمني باتجاه مواقع سعودية، فيما تشهد جبهة حدودية على الأقل، في صعدة، مواجهات بين قوات الشرعية التي تقدمت من جهة السعودية، وبين الحوثيين، الذين تعتبر محافظة صعدة، معقلهم الأول ومركزهم الحصين.

الجدير بالذكر، أن تراجع حدة المواجهات نسبياً في بعض الجبهات وأهمها شرق العاصمة صنعاء، يأتي بالترافق مع مبادرات ودعوات شخصية يطلقها سياسيون يمنيون، وتصبّ جميعها في خانة البحث عن صيغة مناسبة للخروج من الحرب، ومن ذلك ما طرحه السياسي اليمني، رئيس حزب العدالة والبناء، عبد العزيز جباري، من أفكار تتضمن وقف إطلاق النار وإبقاء ميناء الحديدة مفتوحاً، وأفكار لا تختلف كثيراً عن دعوات أخرى أطلقتها شخصيات مستقلة أو توصف بأنها قريبة من الانقلابيين.

وذهبت بعض التكهنات والتسريبات الإعلامية أخيراً، إلى وجود مباحثات غير معلنة من نوع ما، يتم التنسيق بشأنها مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ذلك ما تردد من معلومات ضعيفة عن زيارة لرئيس وفد الحوثيين، محمد عبد السلام إلى السعودية، بالإضافة إلى مداولات إعلامية، ومنها ما نشرته صحيفة "انترناشيونال بوليسي دايجست" الأميركية أخيراً، توقعت فيها انفراجة يمنية قريباً، منوّهة إلى أنه "يجري البحث عن زعيم يمني"، لكن ذلك وغيره يبقى تكهنات وتسريبات تنفي المصادر الرسمية لدى الأطراف اليمنية دقتها.