المعارضة السورية تتوقع كسر التفرّد الروسي: قواعد اللعبة تغيّرت

المعارضة السورية تتوقع كسر التفرّد الروسي: قواعد اللعبة تغيّرت

12 ابريل 2017
التدخل الأميركي الأخير قد يغير قواعد اللعبة(فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -
يتوقّع عدد من رموز المعارضة السورية، أن تكون المرحلة المقبلة مختلفة تماماً عما سبقها، على ضوء التحرّك الغربي بقيادة أميركية لكسر التفرّد الروسي بالملف، وعرض المقايضة الذي يحمله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، اليوم الأربعاء، في موسكو للقيادة الروسية. ومفاد هذه المقايضة، تخلّي روسيا عن نظام بشار الأسد وإيران، في مقابل رفع العقوبات عنها والتساهل في التعاطي معها في الملفات الشائكة في أوروبا.

ويرى الدبلوماسي السوري المعارض بسام العمادي، أنّ "زمن الغطرسة الروسية والإيرانية في سورية، انتهى"، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ روسيا "ليست بالقوة القادرة على مواجهة طويلة"، معرباً عن قناعته أنّ "ارتفاع وتيرة نبرة التصريحات الغربية ضد نظام بشار الأسد، تجاوز خطوط اللاعودة".

وأضاف أنّ "الرسالة التي يحملها وزير الخارجية الأميركي للقيادة الروسية، بضرورة التخلّي عن الأسد واضحة، ومفادها أنّه إذا لم تفعل ذلك فعليها الدخول في مواجهة مفتوحة ضدّ المجتمع الدولي".

ويتوقّع العمادي أنّ يشهد الموقف الغربي "تطوراً دراماتيكياً"، معرباً عن اعتقاده أنّ "الروس يتخلّون عن الأسد في حال تصاعد الضغط الغربي"، مؤكداً أن "لا خيار لروسيا إلا بالتراجع عن غطرستها، والتوقّف عن محاولة فرض أجنداتها على المفاوضين في أستانة وجنيف".

من جهته، يقول مستشار وفد المعارضة المفاوض يحيى العريضي، إنّ "وزير الخارجية الأميركي استخدم، أمس الثلاثاء، مفردات جديدة في الخطاب السياسي المتعلّق بسورية، بقوله إنّ "حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية".

ويرى العريضي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه العبارة "تحمل رسائل كره لمرحلة كاملة من الاستبداد مرت بها سورية من حكم وراثي"، مضيفاً أنّ "ترامب يبدو وفياً لشعاره الانتخابي، ويريد أن يجعل أميركا عظيمة ثانية، بعد مرحلة تردّد وعجز أميركي، تجلّى إبان حكم الرئيس باراك أوباما".

ويعتبر العريضي أنّ واشنطن جادة هذه المرة في إحداث تغيير كبير في سورية، متوقعاً أن ينعكس ذلك في جولة التفاوض القادمة في مدينة جنيف السويسرية، بدايات مايو/ أيار المقبل.

ويرى رئيس الـدائـرة الإعـلاميـة في "الائتلاف السوري المعارض أحمد رمضان، التحرّك الأميركي الأخير أنّه "يشير إلى تحوّل في الموقف الدولي من الأزمة السورية في عدة اتجاهات"، مشيراً إلى أنّ الإدارة الأميركية توصّلت إلى قناعة بأنّ "وجود سلاح كيماوي ليس فقط لدى نظام الأسد، وإنّما لدى المليشيات الحليفة له"، مضيفاً أنّ "امتلاك حزب الله وتخزينه لأسلحة كيماوية، تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني يهدّد الأمن الإقليمي، وينذر بخطر بالغ".

ويقول رمضان لـ"العربي الجديد"، إنّ "علم روسيا المسبق بوجود السلاح الكيماوي لدى النظام والمليشيات الحليفة له، ومعرفتها بجريمة استخدامه في خان شيخون، اعتبر تراجعاً خطيراً من موسكو بشأن التزامها سحب كامل السلاح الكيماوي من نظام الأسد في 2014، ولم يعد من أوراق لدى الروس، سوى تعطيل عملية التحقيق لكي لا تتم إدانتهم".

ويعرب رمضان عن قناعته، أنّ "فشل روسيا في وقف إطلاق النار في سورية، على مدى أكثر من 3 أشهر منذ توقيع اتفاق أنقرة، دفع واشنطن للتدخّل وسحب الاعتماد الذي منح لروسيا للدفع باتجاه الحل السياسي".

ويوضح رمضان أنّ "إدارة ترامب سعت لوضع استراتيجية تتعلّق بالتعامل مع الأزمة سورية، وكان مقرراً لها أن تُعلن في مايو/ أيار المقبل، ولكنّ تسارع الأحداث أدّى إلى التعجيل بها، وقد بنيت في الأساس على ثلاثة مرتكزات: محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) واستئصاله في سورية، والدفع باتجاه التهدئة ووقف إطلاق النار، ومن ثم تشجيع العملية السياسية، والتصدّي للتدخل الإيراني وتطويقه في سورية"، وفق رمضان.

ويرى رمضان أنّ استخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون، من قبل نظام الأسد بتشجيع إيراني، "قلب المعادلة، وأدّى إلى تغيير البند الثاني من الاستراتيجية من التهدئة إلى رحيل الأسد".

وقال رمضان إنّ "قواعد اللعبة في إدارة الأزمة تغيّرت"، مضيفاً أنّ "واشنطن تعود إلى صدارة المشهد بقوة، وتفرض رؤيتها في التعامل مع تطورات الوضع سياسياً وعسكرياً".

وشدّد رمضان على أنّ "الائتلاف السوري المعارض"، هو "أقرب من أي وقت مضى إلى الرؤية التي تتبناها إدارة ترامب بأبعادها الثلاثة: محاربة الإرهاب، وإزاحة الأسد والتصدّي لإيران"، مشيراً إلى أنّ هذه الأبعاد "هي أولويات قوى الثورة والمعارضة السورية"، خاتماً بالقول إنّ "الأيام القادمة ستشهد تطورات ساخنة، من بينها ما قد تكون تحوّلات دراماتيكية في الموقف الروسي".




المساهمون