عودة التصعيد العسكري إلى اليمن

عودة التصعيد العسكري إلى اليمن

18 مارس 2017
تستعد قوات الشرعية لتصعيد المعارك شرق صنعاء (عبدالناصر الصديق/الأناضول)
+ الخط -



على عكس التوقعات التي سادت الفترة الماضية بالتوجه نحو التهدئة، ساد التصعيد العسكري مجدداً جبهات الحرب في اليمن، إذ قصف الحوثيون مسجداً في أحد معسكرات الشرعية في مأرب، بعد يوم من وصول تعزيزات، فيما كانت محافظة الحديدة، غربي البلاد، محور التصعيد العسكري الأبرز، ونفذت فيها مقاتلات التحالف العربي غارات جوية مكثفة، قبل ساعات من عقد مجلس الأمن جلسة استماع خاصة حول اليمن بدعوة روسية.
وكانت منطقة صرواح، الواقعة غرب مأرب، ساحة لقصف دام، إذ استهدف مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفاؤهم الموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، مسجداً يتبع لأحد معسكرات قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية يُعرف بمعسكر كوفل، أثناء صلاة الجمعة، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. وأعلن الحوثيون تبنيهم قصف معسكر كوفل، بصاروخ قالوا إنه من نوع "زلزال 1"، مشيرين إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، من دون الإقرار بأن القصف طاول مسجداً في المنطقة، ولاقى ردود فعل مستنكرة في الأوساط اليمنية باعتباره استهدف مسجداً أثناء الصلاة.
وتشهد منطقة صرواح، غرب مأرب، معارك ترتفع وتيرتها من حين لآخر بين قوات الشرعية والانقلابيين، وهي آخر أهم مناطق مأرب التي يسيطر الحوثيون على أجزاء منها، وعادت فيها وتيرة المعارك أخيراً بالتزامن مع قصف جوي بوتيرة شبه يومية من قبل مقاتلات التحالف، التي تهاجم الأهداف المفترضة للانقلابيين.
وجاء هذا التطور، بعد يوم من وصول تعزيزات عسكرية من التحالف إلى مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وباتت مركزاً عملياً لقوات الشرعية والقوى المناهضة للحوثيين شمالاً. وأفادت مصادر قريبة من "المقاومة" بأن التعزيزات تأتي في إطار الاستعدادات لتصعيد المعارك شرق صنعاء، والتي صعّدت فيها قوات الشرعية عملياتها منذ ما يزيد عن أسبوع، وتسعى لتحقيق اختراق نحو العاصمة، من خلال مديرية نِهم، الواقعة بين صنعاء ومأرب.


التصعيد في مأرب، أتى بالترافق مع تصعيد لافت من قبل مقاتلات التحالف العربي، التي نفذت، يوم الخميس، حسب مصادر تابعة للحوثيين، ما يزيد عن 40 غارة جوية استهدفت مواقع متفرقة في مناطق سيطرة الحوثيين على الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر. وأعلن الحوثيون سقوط 15 قتيلاً وجريحاً قالوا إنهم من الصيادين، في إحدى الغارات في الحديدة، الأمر الذي لم يتسن التأكد منه من مصادر مستقلة.
وجاء تصعيد العمليات العسكرية في الحديدة، التي تعد من أهم المدن الحيوية اليمنية وتضم المرفأ التجاري الأهم في البلاد، في ظل التصريحات الحكومية والتسريبات المختلفة، التي تفيد بأن الحديدة باتت الهدف التالي للعمليات العسكرية لقوات الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي، في الساحل الغربي، بعد أن استهدفت العملية في المرحلة الأولى خلال الشهرين الماضيين سواحل تعز الغربية القريبة من باب المندب، وأبرزها منطقة المخا، التي لا تزال المواجهات تدور بوتيرة يومية في بعض مناطقها.
ويأتي التصعيد خلافاً للآمال التي كانت سائدة في الأسابيع الماضية مع تكثيف الجهود الدولية لإحياء مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وقد أعربت الأخيرة، يوم الخميس الماضي، عن مخاوفها من تصعيد العمليات العسكرية في اليمن. وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى أن العمليات العسكرية قد وصلت إلى محافظة الحديدة، وأضاف في مؤتمر صحافي، أن استمرار القتال يسفر "عن مقتل وتشريد المدنيين ويخلّف آثاراً كبيرة على الوضع الإنساني".
وعقد مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، جلسة استماع حول الوضع في اليمن بدعوة من روسيا، التي كانت قد أصدرت منذ أيام بياناً يحذر من تدهور الوضع الإنساني، كما أعربت عن قلقها مما قالت إنها مخططات لاقتحام ميناء الحديدة، الذي يعد المرفأ الرئيسي في البلاد، لكنه تأثر إلى حد كبير بسبب التصعيد في الساحل الغربي منذ أشهر.