قصة اللبناني نزار زكا... "تُخفيه" إيران وتتهمه بالعمالة لأميركا

قصة اللبناني نزار زكا... "تُخفيه" إيران وتتهمه بالعمالة لأميركا

22 فبراير 2017
اختفى زكا في طهران عام 2015 (فيسبوك)
+ الخط -

ضمن قصص اتهامات التجسّس بين الولايات المتحدة وإيران، تبرز قصة اتهام جديدة، بطلها هذه المرة رجل أعمال لبناني يدعى نزار زكا، تتهمه طهران بأنّه "كان ينوي تنفيذ مشاريع لاختراق المجتمع الإيراني، بالتعاون مع السلطات الأميركية"، فيما تنفي عائلته هذه الاتهامات وتؤكّد أنّه اختفى بداية أثناء زيارة له إلى طهران للمشاركة في مؤتمر اقتصادي.

زكا مواطن لبناني يحمل الإقامة الأميركية الدائمة، تخرّج من أكاديمية "سايد ريفير" العسكرية الأميركية عام 1985، ولديه ولدان يدرسان هناك حالياً.

كان مقيماً في العاصمة واشنطن ويترأس منظمة "آي سي تي" (اجمع)، وهو تكتل شركات من 13 بلداً يروج لتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط، كما أنّه نائب رئيس "المنظمة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والخدمات" (ويتسا).

اختفى في طهران عام 2015 أثناء تلبية دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر اقتصادي، قبل أن تعلن السلطات الإيرانية عن توقيفه بتهم تجسّس لصالح الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما تنفيه عائلته.

وقد تولّت وسائل إعلام إيرانية ترويج "دعم زكا لتحالف قوى 14 آذار في لبنان، وتقرّبه من مسؤولين في السفارة الأميركية في بيروت".

وأكدت إيران خبر اعتقال زكا، في وقت سابق من عام 2015، وذكرت السلطات أنه متهم بارتباطه بـأجهزة أمنية وعسكرية أميركية، كانت تدعمه لتنفيذ بعض المخططات في البلاد.

وكانت "المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات" قد أعلنت عن اختفاء زكا الذي يتولّى منصب أمينها العام السابق، إذ لم تصل أي أخبار عنه منذ زيارته إلى العاصمة طهران، في سبتمبر/أيلول 2015.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يزور فيها زكا إيران، إلا أنّه اختفى بحسب عائلته، وبحسب مصادر تتواجد خارج إيران، أثناء مغادرته لفندقه عقب مشاركته في مؤتمر دعته إليه مستشارة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، شهيندخت مولاوردي.

وكانت وكالة أنباء "فارس الإيرانية"، قد نشرت في وقتٍ سابق، معلومات وصوراً لزكا، وهو يرتدي بزة عسكرية، ويقف بالقرب من مسؤولين أميركيين، واصفة إيّاه بأنّه "كنز أميركا الخفي".

أما موقع "مشرق نيوز" الإيراني، فقد زعم أنّ "زكا تلقى تدريباً أميركياً خاصاً، وحاول خلال زياراته المتعددة لإيران أن يتقرّب من بعض المسؤولين في التيارات السياسية".

واليوم الأربعاء، قال نائب رئيس الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني مهدي سياري، خلال مراسم تعيين رئيس جديد لهذه الاستخبارات في منطقة كرمانشاه، إنّ "زكا المعتقل في إيران منذ مدة، قدّم اعترافات بأنّه كان ينوي تنفيذ مشاريع لاختراق المجتمع الإيراني، بالتعاون مع السلطات الأميركية".

ونقلت المواقع الإيرانية عن سياري قوله، إنّ "زكا اعترف أيضاً بحصوله على مبلغ يقدّر بثمانية ملايين يورو، بغية الدعم والارتباط بخمس عشرة جمعية ومنظمة غير حكومية ناشطة في مجال حقوق المرأة والأسرة"، وفق رواية الاستخبارات الإيرانية.

وقد تطرّق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال زيارته العاصمة بيروت مطلع العام الحالي، إلى قضية زكا، مُعتبراً أنّ "الملف لا يُضرّ بالعلاقات بين البلدين، خصوصاً بعد إثبات مخالفته للقوانين الإيرانية"، على حدّ تعبيره.

وقد ذكرت بعض المصادر أنّ حكماً صدر بحق زكا بالسجن لعشرة أعوام، فضلاً عن دفع غرامة مالية تقدر بأربعة ملايين دولار، بسبب تهم أمنية.

وعانى زكا خلال توقيفه من مضاعفات صحية، إلى جانب وفاة والدته خلال فترة احتجازه، في وقت تطالب فيه عائلته في لبنان وفي الولايات المتحدة سلطات البلدين بمتابعة ملفه.