مغيبو كركوك: اتهامات تلاحق الكرد ومخاوف من المساومات السياسية

المغيبون في كركوك: اتهامات تلاحق الكرد ومخاوف من المساومات السياسية

04 ديسمبر 2017
اتهامات للقوات الكردية بالتهجير القسري (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -

يترقب أهالي المغيبين من محافظة كركوك حسم ملف أبنائهم الذين اعتقلتهم القوات الكردية من المحافظة خلال السنوات الماضية، لمعرفة مصيرهم، وسط مخاوف وتحذيرات من دخول الملف في مساومات وصفقات سياسية. 

وقال والد أحد المعتقلين، من بلدة الرياض في كركوك، يدعى أبو غزوان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الأسايش الكردية اعتقلت ابني منذ عام وثلاثة أشهر"، مبينا أنّ "عملية الاعتقال جاءت على خلفية مخطط للضغط على المكون العربي لأجل التهجير القسري وإحداث تغيير ديمغرافي في المناطق". 

وأوضح أبو غزوان أنّ "ابني مغيب منذ ذلك الوقت، وتم نقله من كركوك إلى أربيل، ولم نعرف عنه شيئا منذ أن تم نقله قبل نحو ثمانية أشهر"، مبينا أنّ "الحكومة العراقية وعدتنا بمتابعة الملف، وقدمنا شكاوى في المحاكم المختصة، لكننا لم نحصل على شيء حتى الآن". 

وكانت المحاكم الرسمية ومراكز الشرطة في محافظة كركوك قد بدأت، منذ الشهر الماضي، باستقبال الشكاوى من قبل أهالي المحافظة ضد المسؤولين الكرد، الذين حكموا محافظة كركوك خلال السنوات الماضية، بتهم ارتكاب انتهاكات واعتقالات خارج القانون. 

من جهتها، حذرت منظمة الشفافية العراقية (منظمة مدنية) من خطورة "زج المدنيين في صراع السلطة والأحزاب السياسية". 

وقال رئيس المنظمة، غالب الحامدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أكثر ما نخشاه اليوم هو زج المدنيين في الصراع السياسي بين الجهات الحكومية وأحزاب السلطة"، مبينا أنّ "ملف المعتقلين يجب أن يكون بعيدا عن هذه الصراعات، وأن يتم التعامل معه بإنسانية وبشفافية، وأن لا يدخل حيز الصفقات السياسية". 

وشدد على "ضرورة تدخل الأمم المتحدة بهذا الملف ومتابعته بشكل مباشر، فضلا عن ملفات الاعتقال لدى الجهات الأخرى، ومنها الحشد الشعبي والقوات الأمنية". 

في غضون ذلك، دعت إدارة محافظة كركوك الأمم المتحدة إلى التدخل لمعرفة مصير المغيبين والمعتقلين في سجون إقليم كردستان. 

وبحسب بيان صحافي لمكتب محافظ كركوك، راكان الجبوري، فإنّه "وخلال استقبال مدير مكتب الشؤون السياسية لبعثة اليونامي في العراق، مانوج ماثيو، دعا الأمم المتحدة للتدخل وبحث هذا الملف مع كردستان، وأن يكون لها دور في حسمه". 

وأكد ماثيو على "أهمية الحوار والتفاهم بين مكونات كركوك، بما يسهم بوضع حلول لمشكلة المحافظة، التي تعد من أهم أولويات عمل بعثة اليونامي في العراق". 

وينفي الجانب الكردي موضوع الاعتقالات غير القانونية، ويعتبر إثارة هذا الملف مجرد تهمة تسعى بغداد لإلصاقها بالكرد لتحقيق مكاسب سياسية ومنع عودتهم إلى كركوك.