ستون يوماً على استعادة بغداد لكركوك.. هدوء حذر

ستون يوماً على استعادة بغداد لكركوك.. هدوء حذر

15 ديسمبر 2017
القوات الأمنية تحاول السيطرة على الوضع (مكرم غريب/ الأناضول)
+ الخط -
بعد مرور 60 يوما على دخول القوات العراقية إلى محافظة كركوك (شمال العراق)، يسود هدوء حذر في مدن وأحياء المحافظة التي تتكون من خليط قومي، أبرز مكوناته العرب والأكراد والتركمان.


ضابط في شرطة كركوك أكد لـ"العربي الجديد"، أن القوات العراقية المكونة من الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب تسيطر على جميع الأحياء، وأن الأمن مستتب في جميع المناطق باستثناء الأحياء الشمالية التي تشهد عمليات استهداف للقوات العراقية بين الحين والآخر من قبل مسلحين مجهولين.

وأشار إلى أن السلطات المحلية باشرت منذ دخول القوات العراقية إلى المحافظة في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعمليات رفع جميع مظاهر "تكريد" كركوك التي سادت خلال السنوات السابقة، موضحا أن القوات الأمنية رفعت العلم العراقي فوق جميع الأبنية الحكومية.

ولفت إلى نشر نقاط تفتيش متعددة وتسيير دوريات أمنية على مدار الساعة خشية تعرض كركوك لخروقات أمنية مفاجئة، لا سيما في ظل الحديث عن وجود جماعات كردية تسمي نفسها "الرايات البيضاء" في مناطق قريبة، مؤكدا أن أغلب الضباط والمنتسبين في شرطة كركوك عادوا للعمل في سلك القوات الأمنية.

وعلى الرغم من الخروقات الأمنية المتكررة في كركوك، إلا أن مسؤول الملف الأمني في المحافظة، اللواء الركن معن السعدي، أكد أن قواته تمتلك الأعداد الكافية لضبط الأمن هناك.
وأشار إلى أن كركوك تنعم بالأمن والاستقرار، موضحا أن الخروقات الأمنية التي حدثت هناك لن تتكرر.

وأوضح أن سكان كركوك استقبلوا جهاز مكافحة الإرهاب العراقي بحفاوة، مبينا خلال مؤتمر صحافي، أن الجهاز ينسق مع القوى الأمنية الأخرى لحفظ الأمن.

وتسبب دخول القوات العراقية إلى كركوك بنزوح 18 ألف أسرة باتجاه محافظات إقليم كردستان العراق، بحسب محافظ أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق)، الذي قال في وقت سابق، إن عدد النازحين بلغ نحو 100 ألف شخص نزحوا إلى أربيل والسليمانية.

وفي السياق، قال أمين عام وزارة "البشمركة" الكردية جبار الياور، إن نزوح الأكراد من كركوك كان بسبب خشيتهم من وقوع اضطرابات على خلفية انتشار القوات العراقية هناك، وانسحاب القوات الكردية.

وأقرت وزارة الهجرة العراقية بنزوح أكثر من 100 ألف شخص من كركوك بعد دخول القوات العراقية، مؤكدة أنها قدمت ما بوسعها للنازحين.

لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية ليث عبد الوهاب، قال إن هذه الأعداد مبالغ فيها، نافيا حدوث عمليات انتقامية في كركوك كما تشيع بعض وسائل الإعلام.

إلا أن رئيس دائرة العلاقات في حكومة إقليم كردستان العراق، فلاح مصطفى، أكد وجود عدد كبير من النازحين في المحافظات التابعة لها، مطالبا في تصريح صحافي، الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم إزاء ذلك.

وأكد عضو بالمجلس المحلي في مدينة كركوك، أن عددا كبيرا من النازحين الأكراد عادوا إلى منازلهم، مشيرا في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن البعض الآخر يطالب بضمانات من الحكومة المحلية قبل العودة.

وأشار إلى عودة جامعة كركوك وجميع الدوائر الرسمية للعمل بشكل طبيعي، موضحا أن نسبة كبيرة من الموظفين الأكراد عادوا إلى وظائفهم.

ولم يتأثر إنتاج النفط في حقول كركوك على الرغم من رفض القوات الكردية مغادرة هذه الحقول بادئ الأمر، قبل أن تضطر للانسحاب منها وترك أمر إمساكها للقوات العراقية.

وتعد كركوك واحدة من أهم المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، استولت عليها القوات الكردية تدريجيا بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، قبل أن تستعيدها القوات العراقية قبل شهرين على خلفية استفتاء الانفصال الذي أجري في إقليم كردستان العراق في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي.