دعوات شباب السجون تواجه منتدى شباب السيسي

"نحتاج للتحدث من خارج الأسوار": دعوات شباب السجون تواجه منتدى السيسي

06 نوفمبر 2017
آلاف الشباب يقبعون في السجون بينهم شوكان(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي انطلق فيه، أمس الأحد، منتدى شباب العالم تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء بشعار "نحتاج للتحدث" على أن يستمر حتى يوم الجمعة المقبل، كانت هناك دعوات أخرى أطلقتها أحزاب وقوى المعارضة المصرية تطالب بفتح المجال العام وإطلاق سراح آلاف الشباب القابعين في السجون، وفي مقدمتهم عدد من القوى الشبابية التي تقدمت صفوف ثورة 25 يناير.

وبحسب اللجنة المشرفة على تنظيم المؤتمر فإنه يضم نحو 3 آلاف شاب، بينهم مشاركون من نحو 56 دولة، في حين يتواجد نحو 12 آلف شاب في السجون المصرية على خلفية اتهامات لها علاقة بالصراع السياسي الذي تشهده مصر منذ انقلاب الثلاثين من يونيو/حزيران 2013 الذي قادته المؤسسة العسكرية.

وأطلقت 6 أحزاب، ونحو 100 شخصية عامة مصرية، بياناً تحت عنوان "نحتاج التحدث من خارج السجون"، أكدوا خلاله ضرورة إطلاق سراح الشباب المتواجدين في السجون بناء على أحكام تتعلق بحرية الرأي والتعبير، وآخرين وفقا لقضايا سياسية.

وجاء في البيان "بينما تنشغل كافة مؤسسات الدولة بتنظيم مؤتمر عالمي للشباب في شرم الشيخ تحت شعار (نحتاج للتحدث)، فإن الموقعين يودون انتهاز هذه الفرصة للمطالبة بإطلاق سراح العشرات من الشباب القابعين في السجون منذ سنوات، سواء بعد صدور أحكام بحقهم في قضايا سياسية تتصل بحرية الرأي والتعبير، أو بناء على تمديد لا ينتهي للحبس الاحتياطي، وذلك لأن هؤلاء أيضا من حقهم أن يتحدثوا ويعبّروا عما يتعرضون له من ظلم ومعاناة".

وتابع أصحاب البيان قولهم "إن أحمد دومة، وعلاء عبد الفتاح، وعمرو علي، وشوكان، وهشام جعفر، وإسماعيل الإسكندراني، وإسلام مرعي، وأندرو ناصف، ونائل حسن، وأحمد إبراهيم، والشاذلي حسين، وإسلام الحضري، وأحمد سعيد، وإيناس إبراهيم، ومحمد محفوظ، وعبد الرحمن طارق (موكا)، ود. عبد الله شحاتة، ومعتقلي الدفوف في أسوان ممن تراوحت فترة سجنهم بين الشهور الستة والأعوام الأربعة، ليسوا مجرد أسماء نكتفي بترديدها للمطالبة بالإفراج عنهم. ولكنهم نماذج لشباب مصري حر من حقهم أن يتحدثوا ويعبروا عن آمالهم وطموحاتهم لبناء وطن يحترم حقهم في حرية الرأي والتعبير، والسعي لتغيير حقيقي نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحقق أهداف ثورة 25 يناير 2011 التي أبهرت العالم بسلميتها وتصميم المشاركين فيها". وأضافوا "لكن النظام الحالي اعتاد الاهتمام بالمظاهر فقط، وبينما يدعو آلاف الشباب من كل أنحاء العالم لكي يتحدثوا عن مشاكلهم وهمومهم، فإنه يقوم بسجن الشباب المصري بناء على تهم واهية وملفقة، أو لمجرد قيامهم بكتابة تعليق أو مقال على مواقع التواصل الاجتماعي".

وشدد الموقعون على البيان أنه "مجرد عقد مؤتمر في شرم الشيخ تحت شعار نحتاج للتحدث، لن ينجح في مداراة الواقع المتدهور الذي يعانيه الشباب المصري الآن، سواء من ناحية حرمانه من أبسط حقوقه السياسية، أو من ناحية تحقيق طموحه في إيجاد وظيفة عمل مناسبة تحترم آدميته بدلاً من السعي للهجرة في قوارب الموت".

ووقّع على البيان أحزاب: الدستور، ومصر القوية، الكرامة، المصري الديمقراطي الاجتماعي، والعيش والحرية، إضافة إلى حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، والمستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، والمرشح الرئاسي المحتمل خالد علي، والاستشاري العالمي ممدوح حمزة، إضافة إلى عدد من أساتذة الجامعات.

في السياق نفسه، قال أحد الشباب المسجونين على ذمة اتهامات متعلقة بالتظاهر "نحن داخل السجون لا ندري نبكي مما نعانيه من أوضاع شديدة السوء في ظل إحساس طاغٍ بالظلم، أم نضحك سخريةً مما يقوم به النظام المصري الذي يظن أن العالم لا يعرف جرائمه، في حين يقف رأس النظام كالبلياتشو الذي يسعى لإضحاك جمهور يدرك مدى بؤسه".

ويتابع الشاب العشريني المتواجد في سجن الاستقبال بطره، والذي تحدث مع "العربي الجديد"، قائلاً "أتممت عامي الثالث داخل السجن محبوساً احتياطياً من دون حكم قضائي، وبناء على اتهامات واهية، ثم يأتي من يخرج ليعقد مؤتمرات يدعو فيها الشباب إلى التحدث، ويقفون يلتقطون الصور والبسمات تعتلي وجوههم، من دون أن يدرك العالم أنه يقف فوق تلال من دماء وجثامين الشهداء الذين قتلوا خلال الثلاث سنوات الماضية أو ممن ينتظر دورهم في السجون".

واستطرد الشاب نفسه قائلاً: "تقدم المحامي الخاص بي بكل ما يثبت براءتي من قائمة طويلة من الاتهامات المزيفة بحمل السلاح والسعي لإحداث الفوضى والتظاهر، وعلى الرغم من ذلك لم يلتفت لها أحد، ثم يقولون بعد ذلك في مؤتمرات إعلامية نحتاج للتحدث". وأضاف "هناك دعوات أخرى للتحدث ربما لا يستطيع السيسي الذي يرعى المؤتمر أن يتحدث عنها أمام العالم، وهي دفعنا للتحدث تحت التعذيب في مقرات الأمن الوطني للاعتراف بجرائم لم نرتكبها، أو دفعنا للتحدث لأمن السجون حتى لا يهينوا أهالينا خلال الزيارات في السجون، وكذلك ألا يهينونا أمامهم حتى لا تتفاقم أوضاعهم".

وكشف الشاب العشريني كيف أنه "على مدار العام الماضي حاول أكثر من شاب في العنبر الذي أتواجد فيه الانتحار للهروب من الظروف السيئة التي نعانيها والمصير المجهول".

من جهته، قال سياسي بارز انضم أخيراً لتحالف المعارضة ضد السيسي، إن "الجميع يعلم كيف يتم جمع هؤلاء الشباب، والغالبية العظمى من هؤلاء لا يذهب سوى للتمتع بالفسحة والعيش أسبوعاً كاملاً على نفقة الدولة في فنادق 5 نجوم ومن جيوب الناس الغلابة". وأعطى مثالاً على ذلك بقوله إن "تكلفة الشاب الواحد خلال أول مؤتمر عُقد العام الماضي بشرم الشيخ، واستمر لأربعة أيام وكان ذلك قبل تعويم الجنيه كانت تصل لنحو 6 آلاف جنيه، في حين وصل عدد الشباب المشارك في المؤتمر وقتها إلى 3 آلاف شاب بخلاف فرق التغطية الإعلامية".

يأتي هذا فيما يسوق أنصار السيسي عدداً من المزايا التي يجلبها المؤتمر لمصر، يأتي في آخرها مسألة فتح المناخ العام ودعم حرية التعبير، إذ يقول أمين شباب حزب المصريين الأحرار شهاب وجيه في تصريحات صحافية، إن المؤتمر يمثل دعاية جيدة لمصر أمام العالم، كما أنه يسهم في انتعاش السياحة ورفع نسب الإشغال في الفنادق التي تعاني من الركود.

 

دلالات