تقديرات: إسرائيل لن تقوم "بالمهمة القذرة" نيابة عن السعودية

تقديرات: إسرائيل لن تقوم "بالمهمة القذرة" نيابة عن السعودية

12 نوفمبر 2017
اتهم نصر الله السعودية بتحريض إسرائيل ضد لبنان(فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي ذكر فيه الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، في خطابه الأخير، أن السعودية تريد دفع إسرائيل إلى مواجهة عسكرية جديدة في لبنان، محذرا القادة الإسرائيليين من مغبة الإقدام على أي خطوة في هذا السياق، لتجنب دفع "ثمن باهظ"، يرى محللون إسرائيليون أن "إسرائيل ليست على عجل من القيام بالمهمة القذرة نيابة عن السعودية"، وهو العنوان الذي حمله أيضا المقال التحليلي للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هريئيل، في العدد الصادر الأحد.

ويرى الكاتب أن الأزمة التي فرضها السعوديون في لبنان، وإرغام رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، على الاستقالة، جاءت في وقت ليس نصر الله جاهزا فيه لإسقاطاتها، ولذلك بدا عصبيا خلال خطابه.

وفي جميع الحالات، فإن "المجتمع الإسرائيلي ليس كبيت العنكبوت ينهدم تحت الضغط العربي"، في إشارة منه إلى عدم مجازفة إسرائيل، بالتدخل ضد "حزب الله"، وفقا لرغبات المملكة العربية السعودية التي تسعى إلى شحن الأجواء والتعبئة ضد "حزب الله" وإيران.

وجاء في الصحيفة أن نصر الله ليس القائد الوحيد الذي وجد نفسه غارقا في أمر أكبر من مقاسه، ولكن أيضاً الرهان السعودي، لا يضمن أن يكلل المسار الهجومي الذي يتخذه القادة السعوديون بنجاح، على الرغم من التصريحات الحماسية الداعمة من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة أن وزارة الخارجية الأميركية، كانت أقل حماسا من ترامب في موقفها الرسمي، ودعت إلى إعادة الحريري لمنصبه، وحذّرت دولا أجنبية (أي إيران، ولكن أيضا السعودية) من التدخل في الشأن اللبناني.

بالعودة إلى الموقف الإسرائيلي، لفت المحلل العسكري إلى أن إسرائيل، باستثناء الهجوم المعلن على إيران، قبل نحو أسبوع، لا تتطرق أبدا إلى قضية استقالة الحريري وما تبعها، بل إنه لم تقم أي جهة رسمية إسرائيلية، بالتعقيب على الاتهامات الموجهة لإسرائيل وبالرد على التقديرات، التي تشير "كما لو أن هناك خطوة سعودية ــ إسرائيلية مشتركة، ضد إيران وحزب الله في لبنان".

كما أن إسرائيل لم تتخذ أي خطوات لزيادة الجهوزية والتأهب في الشمال، أي على الحدود مع لبنان، والتي من شأنها الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعد لمبادرة مخطط لها مسبقا.

"على ما يبدو السعودية هي المعنية بذلك، في حين ليس لإسرائيل أي مصلحة مباشرة في مواجهة عسكرية"، يقول الكاتب، مستدركا: "لا بد من الإشارة إلى أن السعودية سبق أن بنت على عملية عسكرية إسرائيلية مرتين في الماضي، إذ عقدت آمالها على أن تقوم إسرائيل بمهاجمة المواقع النووية في ايران، وبعد ذلك، بنت على تدخل الجيش الإسرائيلي ضد نظام بشار الأسد- في الحرب السورية، وفي الحالتين خرجت السعودية مخطئة".

وتابع: "ما زالت التحركات السعودية المكثفة، تضيف المزيد من التوتر إلى الساحة المحمومة أصلا، والتي تتواجد فيها إسرائيل و"حزب الله" من حين إلى آخر، على بعد خطأين فقط لهذا الطرف أو ذاك، من الحرب".

ولفت المقال إلى أن التحركات السعودية فاجأت إلى حد ما الجهات الأمنية الإسرائيلية، وبشكل خاص الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري المصغر، والذين لا يتابعون جميع تفاصيل التطورات اليومية.

المساهمون