"جيروزاليم بوست": مكسب إسرائيل من زيارة ملك السعودية لموسكو

"جيروزاليم بوست": مكسب إسرائيل من زيارة ملك السعودية إلى موسكو

09 أكتوبر 2017
تراهن إسرائيل على الحدّ من النفوذ الإيراني (الأناضول)
+ الخط -
بعد الزيارة التاريخية التي قام بها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى روسيا الأسبوع الماضي، والتقى خلالها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سارعت دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى تقييم أبعادها وتأثيراتها المحتملة على منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الزيارة ستكون لها امتدادات واسعة على المنطقة، وقد تحقق إسرائيل مكسباً لها لجهة الحدّ من نفوذ إيران وتدخلها في سورية ولبنان. كما تساءلت إن كانت موسكو ستأخذ بعين الاعتبار المخاوف السعودية والإسرائيلية من التمدد الإيراني بالمنطقة.

كما أشارت الصحيفة العبرية إلى أن الانفتاح السعودي على روسيا يأتي في سياق التراجع الذي شهده العقد الأخير للنفوذ الأميركي بالشرق الأوسط. وتابعت أن السعودية كانت حجر الزاوية في السياسة الأميركية والتحالفات التي تقيمها بالمنطقة منذ أزيد من نصف قرن، لكن في ظل ولاية الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بدأت المملكة تتحسس بأن السياسة الأميركية بدأت تغير وجهتها.

إلى ذلك، قالت الصحيفة إن "زيارة العاهل السعودي تأتي في ظرف خاص يمر به الشرق الأوسط؛ بعد ثورات الربيع العربي التي سعت لتحقيق الديمقراطية، لكنها جلبت الفوضى بليبيا وسورية". وأضافت أنه من وجهة النظر السعودية، فإن "الثورات العربية لم تؤد سوى إلى الفوضى وانتشار التطرف الذي يهدد المملكة".

ولفتت "جيروزاليم بوست" في هذا السياق، إلى أن "الرياض تدخلت لمنع الإطاحة بالنظام الملكي بالبحرين في 2011، ودعمت الجنرال عبد الفتاح السيسي للاستيلاء على السلطة من جماعة الإخوان المسلمين في 2013. كما أنها دعمت في البداية الثورة ضد نظام بشار الأسد".

من جهة أخرى، اعترفت الصحيفة العبرية بأن "دولة الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية تتقاسمان مصالح مشتركة بشأن المخاوف من التهديد الإيراني بالمنطقة، لا سيما الانخراط الإيراني بسورية، ودعم حزب الله اللبناني".

وأضافت أنه "بعد وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى السلطة عملت تل أبيب على تقوية علاقاتها مع موسكو من خلال الزيارات المتبادلة والاتصالات الهاتفية".

ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي السابق بروسيا، زفي ماغين، قوله "إنها أكثر من مجرد زيارة رمزية"، مضيفاً "إنها ليست مجرد زيارة للعاهل السعودي، إنه تغيير طرأ على صورة روسيا بالمنطقة"، موضحاً أنه "ينبغي وضع الزيارة في سياق مجريات الأحداث بسورية، بما أن روسيا هي أهم داعم لنظام الأسد، بالإضافة إلى إيران، وإيران هي عدو للسعودية".

وتابعت الصحيفة أنه بما أن السعودية تقود المعسكر السني بالمنطقة، فإنه حسب ماغين، هناك "تنافس شرس" وإسرائيل اختارت الاصطفاف إلى جانب السعودية ودول الخليج.

كما أن روسيا تورطت بالاشتغال إلى جانب إيران بسورية، "لكن روسيا ليست مهتمة بسورية فحسب أو فقط كي تكون صديقا للاعب الإيراني على الطاولة. إنها تريد أن تكون لاعبا مهما بالمنطقة، إلى جانب الولايات المتحدة".

وبحسب "جيروزاليم بوست"، فإنه بالنظر إلى هذه المعطيات، فإن ماغين يرى أن روسيا قطعت شوطا جديدا باستقبال العاهل السعودي والوفد الضخم الذي رافقه.

وبشأن صفقة التسليح التي أعلن عن توقيعها خلال الزيارة، وستحصل بموجبها السعودية على منظومة الدفاع الروسية "اس 400"، قال للصحيفة الباحث بالمعهد القومي للدراسات الأمنية، يويل غوزانسكي، إن الصفقة قد تتطلب وقتا طويلا قبل إنجازها.

هذا الأخير أضاف: "لقد كانت الزيارة مهمة من الناحية الرمزية وما هو رمزي يعني الكثير بالعالم العربي وبالنسبة للسعوديين"، مشددا على أن إسرائيل والسعودية تحاولان الحد من النفوذ الإيراني بسورية.

ومن أجل الحد من التدخل الإيراني بسورية، يضيف غوزانسكي، فإن السعوديين "مستعدون لتقديم استثمارات لروسيا، كفتح صندوق استثماري، وسيكون ذلك كمقابل لقيام روسيا بما يطلبونه منها بسورية".

وتابع "هناك شيء آخر يهتم به السعوديون بسورية وهو الاستثمار السعودي في إعادة إعمار سورية، والسعوديون يمكنهم القيام بذلك في المناطق السنية وتقوية نفوذ السكان السنة".

المساهمون