وثائق كيندي.... مخططات "سي.أي.إيه" لاغتيال كاسترو وأشياء أخرى

وثائق تحقيقات كيندي.... مخططات "سي.أي.إيه" لاغتيال كاسترو وأشياء أخرى

27 أكتوبر 2017
كينيدي في البيت الأبيض 21 يناير/كانون الثاني 1961 (Getty)
+ الخط -
(إعداد: هنا نخّال)

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بنشر 2800 وثيقة سرية تتعلّق باغتيال الرئيس السابق جون كينيدي عام 1963، ما زاد من تشويق مؤيدي نظرية المؤامرة في العالم، لاسيما أنّ الوثائق كشفت مخططاتٍ أميركية لاغتيال الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، فضلاً عن تفاصيل أخرى.

وبينما لا يزال صحافيون ومتحمسون للقضية، يخوضون في الوثائق الضخمة الدفينة التي لم يسبق لها مثيل، توقّفت صحيفة "دايلي ميرور" البريطانية، في تقرير، اليوم الجمعة، عند نقاط كشفتها الوثائق حتى الآن.

وكان الكونغرس الأميركي قد أمر في عام 1992، بأن تكون جميع السجلات المتعلّقة بالتحقيقات في وفاة كينيدي متاحة للجمهور، وحدّد موعداً نهائياً لذلك هو 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017، لإصدار كامل المجموعة ذات الصلة.

وأكد ترامب السبت الماضي، أنّه سيسمح بفتح الوثائق "رهناً باستلام مزيد من المعلومات". وتم الليلة الماضية، نشر الوثائق أخيراً، على الرغم من أنّ عدة مئاتٍ منها لا تزال محجوبة، بعد أن خضغ ترامب لضغوط من مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، ووكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، بحسب الصحيفة.

وقال البيت الأبيض، إنّه سيتم نشر السجلات المتبقية بعد تنقيحها، "بشكل متتابع"، خلال الأسابيع المقبلة.

والنقاط التي توقّفت عندها "دايلي ميرور" هي الآتية:

أوزوالد يتحدّث "روسية مكسّرة"

قبل شهرين من اغتيال كينيدي، تم ضبط لي هارفي أوزوالد، الشخص المتهم بقتل كينيدي، وهو يتحدّث مع ضابط في جهاز المخابرات السوفياتي "كي جي بي"، بلغة "روسية مكسّرة".

وتقول إحدى الوثائق إنّه "وفقاً لمكالمة هاتفية تم اعتراضها في مكسيكو سيتي، كان لي أوزوالد في سفارة الاتحاد السوفياتي هناك في 28 سبتمبر/أيلول 1963 وتحدث مع القنصل فاليري فلاديميروفيتش كوستيكوف".

وتتابع الوثيقة "وقد عُلم ذلك عندما اتصل أوزوالد بالسفارة السوفياتية في 1 تشرين الأول/ أكتوبر، معرّفاً عن نفسه بالاسم وهو يتحدّث روسية مكسّرة، مشيراً إلى ما سبق ذكره وقد طلب من الحارس الذي أجاب على الهاتف، ما إذا كان هناك (أي شيء جديد بخصوص برقية
مرسلة إلى واشنطن)".

للاطلاع على الوثيقة: انقر هنا.

لي هارفي أوزوالد (getty) 

وتذكر وثيقة أخرى، أنّ مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "ج. إدغر هوفر" كان غاضباً من أنّ أوزوالد أُصيب بالرصاص، قبل التمكّن من إجراء مقابلة كاملة معه، ومواجهته محاكمة بشأن وفاة كيندي.

ففي وثيقة مؤرخة بتاريخ 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1963، وصف هوفر وفاة أوزوالد بأنّها "لا مبرر لها" وقال إنّ حقه المدني "اُنتهك". وأضاف هوفر، بحسب الوثيقة "أخشى، أنّ الكثير من أناس الحقوق المدنية سيفتحون باب الجحيم لأنّه (أوزوالد) كان مكبل اليدين وليس لديه سلاح".

وتابع "هناك حتماً منْ سيظهر من بعض عناصر مجتمعنا، ممن يصدّعون الرؤوس بأنّ حقوقه المدنية اُنتهكت كما هي فعلاً".

وفي نفس الوثيقة، يشير هوفر، إلى أنّ شرطة دالاس تم تحذيرها من أنّ هناك مؤامرة لقتل أوزوالد بيد أّنها فشلت بالحؤول دون اغتياله.

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" في دالاس، يحاول العثور على أوزوالد، قبل اغتيال كينيدي في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1963، وفقاً لما ذكرته وثائق قسم نيوأورلينز التابع للمكتب.

وكتب أحد الوكلاء، أنّ أوزوالد كان مصدر اهتمام للمكتب، وفقاً لـ"مصادر كوبية"، بحسب الوثيقة.

مخططات غريبة لـ"سي آي إيه" لاغتيال فيديل كاسترو

دبّرت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" سلسلة من المؤامرات الغريبة لقتل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، من ضمنها تلويث بدلة للغطس تحت الماء، وتفجير صدف بحرية، لا سيما أنّ كاسترو كان يهوى الغطس من دون بدلة، والمعروف بـ"الغطس الحر".

تقول إحدى الوثائق "كانت خطة وكالة الاستخبارات المركزية تقوم على وضع غبار داخل البدلة مع فطريات تنتج (قدم ماديرا)، وهو مرض جلدي مزمن، فضلاً عن تلويث البدلة ببكتريا السل في جهاز التنفس".

وتتابع الوثيقة: "... كانت هناك أيضاً مناقشات حول إعداد صدف بحرية مفخخة بشكل مذهل، يتم غمرها في منطقة كان كاسترو، في كثير من الأحيان، يمارس فيها الغطس الحر".

للاطلاع على الوثيقة: انقر هنا.

الزعيم الكوبي فيدل كاسترو 1962 (getty) 

وتشير وثيقة أخرى لـ"سي آي إيه"، إلى أنّ رد فعل السفير الكوبي وفريقه، على تقرير اغتيال كيندي كان "فرحة عارمة".

وأكد كاسترو، للمسؤولين الأميركيين أنّ بلاده لم تشارك في مؤامرة الاغتيال، عندما زاره محققون عام 1978. وتورّطت "سي آي إيه"، في أنشطة مناهضة للشيوعية، موجهة إلى كوبا وجمهورية الدومينيكان والكونغو وفيتنام.

اتصال مجهول بصحيفة بريطانية

كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، أنّ أحد كبار المراسلين في صحيفة "كامبريدج نيوز" البريطانية تلقّى اتصالاً مجهولاً ينصح بالاتصال بالسفارة الأميركية في لندن للحصول على "أخبار كبيرة"، ثم أغلق.

ووفقاً لجهاز الاستخبارات البريطاني "MI5"، فقد حدث هذا قبل 25 دقيقة من إطلاق النار على الرئيس كينيدي.

ويُوصف مراسل "كامبريدج نيوز" الذي تلقّى الاتصال، بأنّه "شخص سليم ومخلص، وليس له سجل أمني".

للاطلاع على الوثيقة: انقر هنا.

ضابط شرطة دالاس "قتل كينيدي"

تشير إحدى الوثائق البارزة، إلى أنّ الضابط في قسم شرطة دالاس جي دي تيبيت، كان القاتل الحقيقي لكينيدي.

ويستند هذا، كما يبدو، على محادثة مزعومة بين أحد المخبرين، وإتش ثيودور لي مدير جامعة نوتردام.

للاطلاع على الوثيقة: انقر هنا.

تحذير حول كتاب عن تفاصيل العلاقة الرومانسية بين بوبي كينيدي ومارلين مونرو

تكشف الوثائق أنّ مذكرة تم إرسالها إلى النائب العام آنذاك روبرت كينيدي، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" عن كتاب من شأنه أن يتناول تفاصيل قصة حب بين بوبي كيندي ومارلين مونرو.

وتقول الوثيقة إنّ الكتاب من تأليف فرانك إيه كابيل، بعنوان "الموت الغريب لمارلين مونرو"، وتضيف "لقد زوّدنا مكتب نيويورك الآن بنسخة من هذا الكتاب المؤلف من 70 صفحة".

وتتابع "يدعي الكتاب أنّ تورّط مونرو مع كينيدي كان معروفاً لأصدقائها وصحافيين في محيط هوليوود".

ويزعم الكتاب، بحسب الوثيقة، أنّ "هناك مكالمات هاتفية من شخص إلى شخص، وشهود عيان أحياء، وأشرطة تسجيلات وكتابات معينة، تشهد على مدى وثاقة صداقتهم".

للاطلاع على الوثيقة: انقر هنا.

مغامرات كينيدي

تشير وثيقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، إلى "فتاة هوليوودية رفيعة المستوى"، اتصل بها المحقق الخاص في لوس أنجليس فريد أوتاش الذي "أُدين بقضية مراهنات بسباق الخيل".

وذكر أحد مرافقي أوتاش، لوكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في لوس أنجليس، أنّ أوتاش سألها عن "مشاركتها في حفلات جنسية" مع جون كينيدي وصهره بيتر لوفورد، والفنانين فرانك سيناترا وسامي ديفيس جونيور.

وبينما قالت الفتاة للوكلاء إنّها لا تعرف شيئاً عن أي من هذه الحفلات الجنسية، ذكر أوتاش في وقت لاحق ضمناً أنّ مجلة كانت "تبحث عن نقاط سوداء على كينيدي أو لاوفورد" يمكن استخدامها قبل انتخابات عام 1960.

للاطلاع على الوثيقة: انقر هنا.


ترامب المهتم

واعتبرت "دايلي ميرور" أنّ ترامب يحاول تصوير نشر الوثائق بمثابة إنجاز له، بينما الإنجاز يرتبط، وفق الصحيفة، بعدد الوثائق التي سُمح بنشرها.

وبإمكان ترامب تأخير نشر بعض الوثائق، إذا كان يعتقد أنّ من شأنها أن تسبّب "ضرراً للدفاع العسكري أو عمليات الاستخبارات أو إنفاذ القانون أو العلاقات الخارجية".

وقالت الصحيفة، "مهما كان يمكنك أن تقول عن ترامب، فإنّه من محبّي نظريات المؤامرة"، مذكّرة بما قاله عن "مسلمين يحتفلون بأحداث 11 سبتمبر/أيلول، إلى مطالبته بشهادة ميلاد باراك أوباما"، مرجّحة انفتاحه على جميع المؤامرات المناهضة لـ"الاسبتلشمنت".

وبينما تم نشر نحو 2800 وثيقة سبق أن تم اعتبارها سرية للغاية، اشتكى البعض في تغريدات عبر "تويتر"، من أنّ الوثائق المكتوبة بخط اليد "غير مقروءة تماماً"، معبّرين عن خيبة أملهم من معاناتهم لقراءة بعضها.



اغتيال كينيدي لغزٌ لا يزال يحيّر أميركا

خاضت آلاف الكتب والمقالات والبرامج التلفزيونية والأفلام، فكرة أنّ اغتيال كينيدي كان نتيجة مؤامرة واضحة، ولم يقدّم أي منها دليلاً قاطعاً على أنّ أوزوالد، الذي أطلق عليه مالك ملهى ليلي النار بعد يومين من مقتل كيندي، تعاون في ذلك مع أي شخص آخر، على الرغم من أنّها تبقى ذاكرة ثقافية ذات ثقل لدى الرأي العام.

واحدة من أكثر النظريات المعروفة عن اغتيال كينيدي، هي أنّ وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" هندست عملية اغتياله. ولقيت هذه النظرية شعبية من قبل المخرج أوليفر ستون في فيلم "JKF1991".

وبدأت النظريات هذه عن "سي آي إيه" تكتسب زخماً، بعد محاكمة رجل الأعمال كلاي شو، إثر اتهامه بالتآمر لاغتيال كينيدي.

واُتهم شو بارتباطه بعمل تجاري كان بمثابة جبهة "أنشطة تجسس سياسي غير قانونية" تقوم بها وكالة الاستخبارات المركزية، لكنّه بُرئ بعد القضية رفيعة المستوى، بقيادة النائب العام في نيو أورليانز جيم غاريسون.

وهناك خيوط مختلفة لنظرية مؤامرة "سي آي إيه"، تدعّي أنّ الوكالة قتلت كينيدي على خلفية تعامله مع غزو خليج الخنازير في كوبا، وخططه لتخفيض ميزانية الوكالة، فضلاً عن موقفه من الشيوعية.

وفي هذا الإطار، يقول باتريك ماني أستاذ التاريخ في كلية بوسطن، وفق "دايلي ميرور"، "يشكّك طلابي حقاً في أنّ أوزوالد كان القاتل الوحيد".

وأضاف أنّه "من الصعب أن يدرك عقلنا، أنّ شخصاً وحيداً خاسراً، يمكن بمفرده قتل كيندي وتغيير مسار تاريخ العالم"، متابعاً "ولكن هذا هو مكمن الدليل على ذلك".

كان اغتيال كينيدي الأول من نوعه، في سلسلة من عمليات القتل التي نُفذّت بدوافع سياسية، بما في ذلك قتل شقيقه روبرت كينيدي، وزعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور، الذي فاجأ الولايات المتحدة خلال حقبة الستينيات المضطربة.

ولا يزال كينيدي، أكثر الرؤساء شعبية لدى الرأي العام الأميركي.

لتحميل كامل وثائق "سي آي إيه" عن اغتيال كينيدي من موقعها على الإنترنت: انقر هنا.