"الحشد" تهدد القوات الأميركية بالعراق رداً على تصريحات تيلرسون

مليشيات "الحشد" تهدد القوات الأميركية في العراق رداً على تصريحات تيلرسون

24 أكتوبر 2017
تصريحات تيلرسون أحرجت العبادي (تويتر)
+ الخط -
سببت تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، من الرياض، مساء الإثنين، حول ضرورة مغادرة المليشيات الإيرانية العراق، حرجاً كبيراً لرئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي تسلم رسالة من قادة الفصائل المسلحة التابعة لمليشيات "الحشد الشعبي"، فضلاً عن كتل سياسية موالية لإيران، أبرزها "حزب الدعوة"، تطالبه بالبدء في وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأميركية للعراق، بعد انتهاء مهمة القضاء على تنظيم "داعش"، وهو ما قد يفتح صراعاً جديداً داخل بغداد.

ووفقاً لمصادر حكومية عراقية في بغداد، فقد تسلم رئيس الوزراء، مساء أمس الإثنين، رسالة موقعة من زعماء مليشيات "الحشد"، أبرزهم قيس الخزعلي، وهادي العامري، وأوس الخفاجي، وأبو مهدي المهندس، طالبوا فيها العبادي باستغلال زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى بغداد لطرح طلب وضع خطة انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من العراق خلال فترة زمنية لا تتجاوز عاماً واحداً.

وكشف وزير عراقي، لـ"العربي الجديد"، أن الرسالة حملت تهديدات مبطنة، فحواها أن "الفصائل الجهادية بالحشد ستعتبر القوات الأميركية بعد عام 2018 قوات احتلال وبالتالي أهدافاً عسكرية مشروعة لها".

ولفت الوزير إلى أن الرسالة جاءت رداً على تصريحات الوزير الأميركي.

وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن أعلن في يونيو/حزيران الماضي، أن القوات التابعة للتحالف الدولي بما فيها الجيش الأميركي يعملون في بناء القوات العراقية المسلحة وترسيخ الأمن، في الوقت الذي يؤكد مسؤولون في الإدارة الأميركية أن التواجد العسكري الأميركي في العراق مستمر لحين التأكد من عدم عودة تنظيم "داعش" وبناء قوات مهنية قوية قادرة على حماية العملية السياسية في البلاد.

ويتواجد نحو 11 ألف عسكري أميركي في مناطق مختلفة من العراق، يتركز معظمهم في الأنبار ونينوى وبغداد وإقليم كردستان العراق، من بينهم 6 آلاف عنصر قتالي.

على خط موازٍ، أصدر مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي بياناً عقب لقائه مع وزير الخارجية الأميركي، ذكر فيه أن مقاتلي "الحشد الشعبي مقاتلون عراقيون قاتلوا الإرهاب ودافعوا عن بلدهم".

وبحسب البيان، فإن العبادي استقبل تيلرسون والوفد المرافق له، وجرى بحث تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، والحرب ضد الإرهاب، وإجراءات الحكومة العراقية لفرض السلطة الاتحادية في محافظة كركوك، إضافة إلى الأوضاع السياسية والأمنية.

وفي ما يتعلق بـ"الحشد الشعبي"، أكد العبادي أن "مقاتلي الحشد الشعبي هم مقاتلون عراقيون قاتلوا الإرهاب ودافعوا عن بلدهم وقدموا التضحيات التي ساهمت بتحقيق النصر على داعش"، مبيناً أن "الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة، وأن الدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلّحة خارج إطار الدولة، وعلينا تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملاً للبلد وللمنطقة"، وفقاً للبيان.

وحطّ وزير الخارجية الأميركي، مساء الاثنين، في بغداد، في زيارة لم يعلن عنها من قبل، والتقى مع العبادي بعد ساعات من اتهام مكتب الأخير للوزير تيلرسون بالتدخل في الشؤون العراقية، إثر تصريحات له دعت "المليشيات الإيرانية" في العراق للعودة إلى بلادها.

من جانبه، قال زعيم مليشيا "العصائب"، إحدى الفصائل المرتبطة بمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، وتتكون من مقاتلين عراقيين وإيرانيين، قيس الخزعلي، رداً على تصريحات الوزير الأميركي، في تغريدة له على موقع "تويتر": "إلى وزير الخارجية الأميركي، على قواتكم العسكرية الاستعداد من الآن للخروج من وطننا العراق بعد الانتهاء من عذر وجود داعش فوراً، وبدون تأخير".


فيما قال زعيم مليشيا "بدر"، هادي العامري، في بيان مقتضب له، إنّ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون غير مرحب به في بغداد، مطالباً "العبادي بعدم استقباله إلا بعد اعتذاره عن تصريحاته غير المسؤولة تجاه الحشد الشعبي".

خلال ذلك، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة "صلاح الدين"، محمد العبيدي، تصريحات تيلرسون أنها "بداية الحديث عن جدوى بقاء 73 مليشيا راديكالية طائفية مسلحة تدين بالولاء لإيران خاصة مع انتهاء داعش في العراق".

وأضاف العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أنه "يمكن القول إنها بداية أيضاً لأولى ملامح صراع ما بعد داعش، لكن الإدارة الأميركية طرحت ورقة الحشد مبكراً بشكل أحرج العبادي الطامح إلى المهادنة في الأشهر الستة المتبقية على الانتخابات لحين حصوله على ولاية ثانية تضمن له التحرك بشكل أفضل في معالجة ملف المليشيات".

وأوضح أنّ "ورقة المليشيات باتت تعتبر ملفاً إيرانياً خالصاً في البلاد، وهي النسخة الثانية لحزب الله في لبنان، لذا بات من الصعب جداً بقاء العبادي في المنطقة الرمادية بين إيران والولايات المتحدة من جهة، وهنا يجب على واشنطن، واعتقد أنها ستفعل ذلك، إهمال بعض الملفات التي ترغب بتنفيذها في العراق مؤقتاً لعدم إحراج رئيس الوزراء الذي يبدو حتى الآن أنه أفضل من سابقيه، خاصة في ما يتعلق بالورقة الطائفية في العراق".


المساهمون