باريس تحذر من "التفكك" بسبب كتالونيا... ومدريد تستقوي بالقانون

باريس تحذر من "تفكك خطير" في أوروبا بسبب كتالونيا... ومدريد تستقوي بالقانون

22 أكتوبر 2017
كيف سيردّ مؤيدو الانفصال على إجراءات مدريد؟ (باكو فرير/Getty)
+ الخط -


حذّرت فرنسا، اليوم الأحد، من "تفكك خطير" في دول الاتحاد الأوروبي، بسبب أزمة كتالونيا في إسبانيا، في وقت دعت مدريد سكان الإقليم إلى تجاهل أي تعليمات من القادة الانفصاليين، معوّلة في الوقت عينه على عدم امتلاك هؤلاء أي سلطة قانونية.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في تصريحات نشرتها صحيفة فرنسية، اليوم الأحد، من أنّ أزمة كتالونيا يمكن أن تؤدي إلى "تفكك خطير"، معبّراً عن أمله في أن تسمح الانتخابات التي أعلنت عنها مدريد بـ"توضيح الوضع".

وقال لودريان إنّ رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أعلن عن انتخابات في أسرع وقت في كتالونيا، و"آمل أن تسمح بتوضيح الوضع والعودة إلى طريق حوار بنّاء".

حذر لودريان من "تفكك خطير" بالاتحاد (فاضل سينا/فرانس برس) 




واتخذت إسبانيا، السبت، إجراءات قاسية لمنع كتالونيا من الانفصال، والاستعداد لإقالة السلطة التنفيذية التي يقودها كارليس بوتشيمون، والذي رأى في هذه الإجراءات "أسوأ هجوم" تتعرّض له منطقته منذ الحكم الديكتاتوري لفرانسيسكو فرانكو.

وقرّرت الحكومة الإسبانية إقالة القيادات التي دعت لانفصال إقليم كتالونيا وإجبار الإقليم على إجراء انتخابات جديدة. وقالت إنّها ستتخذ إجراءات غير مسبوقة لمنعه من الانفصال.

وتسعى الخطة، والتي لا تزال تحتاج إلى تصديق مجلس الشيوخ، إلى حل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا في أربعة عقود، لكنّها تخاطر بمواجهة رد فعل غاضب من مؤيّدي الانفصال. وأولى دلالات رد الفعل تمثل في خروج تظاهرة هائلة للمطالبين بالاستقلال في برشلونة، إثر الإعلان عن الإجراءات.

بوتشيمون: الإجراءات "أسوأ هجوم" منذ حكم فرانكو (باكو فرير/getty) 

وأفادت شرطة برشلونة بأنّ نحو 450 ألف شخص من سكان كتالونيا تظاهروا في وسط المدينة، مطالبين باستقلال الإقليم بعدما طلبت مدريد من مجلس الشيوخ إقالة الحكومة الكتالونية.

وقال لودريان إنّ "المهم في هذه القضية هو أنّ هناك دولة قانون يجب احترامها وأن يكون ذلك المرجع الأساسي في البناء الأوروبي". وأضاف "ما إن يتم الخروج عن الإطار الدستوري في دول الاتحاد، نجد أنفسنا في وضع من التفكّك الخطير".

ودعا الوزير الفرنسي إلى "حوار" في "إطار قانوني".

وحتى الآن استبعد الاتحاد الأوروبي فكرة القيام بوساطة في الأزمة، ويدعم موقف مدريد.

نحو 450 ألف شخص تظاهروا وسط برشلونة (لولا بو/الأناضول) 

في الأثناء، قال وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس، اليوم الأحد، إنّه يأمل أن يتجاهل الكتالونيون أي تعليمات من قيادة الإقليم، إذا اتخذت إسبانيا قراراً بتعليق الحكم الذاتي في الإقليم.

وقال لبرنامج "أندرو مار شو"، على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنّ "كل ما تسعى الحكومة للقيام به هو إعادة إقرار النظام القانوني، والحفاظ على الدستور، وكذلك القواعد في كتالونيا وأن تمضي قدماً بعد ذلك".

وأضاف "سنشكّل السلطات التي ستحكم وتدير شؤون كتالونيا وفقاً لقوانين كتالونيا وأعرافها... آمل أن يتجاهل الجميع أي توجيهات يخططون لإصدارها، لأنّهم لا يملكون السلطة القانونية لذلك".

وهذه المرة الأولى في تاريخ الديمقراطية الإسبانية القائمة منذ أربعة عقود التي تفعّل فيها الحكومة الإسبانية المركزية حقها الدستوري في السيطرة على إقليم متمتع بحكم ذاتي وحكمه بشكل مباشر. وسيشمل الحكم المباشر للإقليم السيطرة الكاملة على شرطة الإقليم وشؤونه المالية ووسائل الإعلام العامة.

كذلك قرّرت الحكومة المركزية أيضاً الحد من سلطات برلمان كتالونيا.

ويتعيّن الآن أن يقر مجلس الشيوخ الإسباني هذه الإجراءات في تصويت مزمع، الجمعة المقبل، في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.


(رويترز، فرانس برس)

المساهمون