العبادي يوجه بإخراج مليشيات "الحشد" من كركوك

وجه رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، اليوم الأربعاء، بإخراج مليشيات "الحشد الشعبي" من كركوك، على خلفية انتهاكات وعمليات نهب نفذتها طاولت منازل مواطنين كرد، مؤكدا أنّ الأمن مستتب في المحافظة.

وقال مكتب العبادي، في بيان صحافي، إنّ "العبادي أمر بمنع تواجد أي جماعات مسلحة أخرى في محافظة كركوك"، في إشارة الى مليشيات "الحشد الشعبي".

كما وجه العبادي، "بملاحقة العناصر الذين ينشرون الكراهية والعنصرية ومقاطع فيديو مزيفة هدفها إيقاع الفتنة بين المواطنين وتعريض السلم الأهلي للخطر".

وأكد العبادي أنّ "الأمن في كركوك مستتب وتحت سيطرة الشرطة المحلية وبإسناد من جهاز مكافحة الإرهاب".

وكانت مليشيات "الحشد" قد نفذت عمليات سطو ونهب على منازل المواطنين الكرد في كركوك، مستغلة تواجدها في كركوك وعدد من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا.

من جهته، أكد مسؤول قريب من مكتب العبادي، أنّ "العبادي تعرض إلى ضغوط كبيرة من جهات سياسية كردية، وأخرى أميركية ومن الأمم المتحدة لأجل إخراج الحشد من كركوك".

وقال المسؤول، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "تلك الجهات تدخلت بموضوع انتهاكات الحشد بكركوك، وأجرت اتصالات هاتفية اليوم مع العبادي"، مبينا أنّ "تلك الجهات طلبت من العبادي الحفاظ على السلم الأهلي في كركوك، والحفاظ على وحدة وتلاحم الشعب العراقي، وعدم إطلاق يد الحشد في المحافظة، وضرورة سحبهم فورا".

وأضاف أنّ "تلك الجهات حذرت العبادي من مغبة ترك الحشد، لما سيتسبب به ذلك من ضرب للنسيج المجتمعي، وعدم إمكانية حصر وتطويق الأزمة بين بغداد وأربيل، والتي تسعى جهات سياسية إلى فتح باب الحوار بها"، مبينا أنّ "العبادي استجاب لتلك الضغوط ووجه بسحب الحشد".

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة في العراق، أنّ "أكثر من 61 ألف شخص كردي نزحوا من كركوك خلال اليومين الماضيين، مع دخول القوات العراقية والحشد الشعبي". وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في العراق، ليز غراندي، في بيان صحافي، إنّه "خلال الـ 48 ساعة الماضية نزح ما يقرب من 61.200 شخص من مناطق كركوك".

وأضافت أنّ "معظم الأسر النازحة تقيم مع أسر أخرى وفي المجمعات الضيقة"، داعية، جميع الأطراف إلى "بذل كل جهد ممكن لحماية جميع المدنيين المتضررين من الوضع الراهن".

يشار الى أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" كانت قد انتشرت في كركوك مع القوات العراقية خلال أحداث السيطرة عليها أمس الأول، ولم تنسحب حتى الآن، بينما يتخوف الأهالي من وجودهم، خشية ارتكابهم الانتهاكات.