الكنيسة الأرثوذكسية تواصل بيع أملاكها في فلسطين لجهات مشبوهة

الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية تواصل بيع أملاكها في فلسطين لجهات مشبوهة

13 أكتوبر 2017
احتجاج بقرية الرينة في الجليل ضد ثيوفيلوس (العربي الجديد)
+ الخط -

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن صفقات جديدة أبرمتها البطريركية الأرثدوكسية، تحت قيادة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، وتشمل بيع مساحات واسعة من الأراضي التي تملكها الكنيسة في الشطر الغربي من مدينة القدس المحتلة، قرب حي القطمون، تقوم عليها أكثر من 240 شقة سكنية، في حي تطلق عليه دولة الاحتلال جفعات أورانيم (أي تلة الصنوبر)، إلى جانب مراكز تجارية ومساحات واسعة من الأراضي.

وقالت الصحيفة إن صفقة البيع الرسمية قد تمت قبل ثلاث سنوات مقابل 3.3 ملايين دولار، وأن البطريركية باعت هذه الأراضي والأملاك لشركة مجهولة مسجلة في إحدى الدول، التي تعتبر ملجأ للمتهربين من الضرائب، ولا يمكن التحقق من هوية أصحاب هذه الشركات، لكن من الواضح أنها شركات تعمل مع جهات يهودية صهيونية تسعى لشراء المزيد من الأراضي.

وأشارت إلى أن هذه الصفقة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي مكمّلة لسلسلة من الصفقات التي أبرمتها الكنيسة، آخرها كشف عنها مؤخراً في باب الخليل في البلدة القديمة، وصفقة بيع ستة دونمات في باب ساحة برج الساعة في مدينة يافا، ناهيك عن بيع عشرات الدونمات المسجلة على اسم الكنيسة في مدينة قيسارية، والرملة، وحتى الناصرة، وعقارات أخرى في طبريا.  

وبحسب "هآرتس"، فإن البطريركية الأرثوذكسية اليونانية واصلت، في السنوات الأخيرة، عمليات بيع واسعة للأراضي التي تملكها والمسجلة باسمها، لا سيما وأنها تعتبر ثاني أكبر مالك للعقارات والأراضي داخل فلسطين، بعد مديرية أراضي إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية كانت تقوم، حتى قبل ست سنوات، بتأجير هذه الأراضي والعقارات لجهات إسرائيلية رسمية لسنوات طويلة تصل حتى 99 عاماً، لكنها بدأت، بعد ذلك، وتحت سيطرة البطريرك ثيوفيلوس، ببيع هذه العقارات بمبالغ زهيدة مقارنة بالثمن الحقيقي لها.  

وبحسب المصدر ذاته، فإن البطريركية الأرثوذكسية قد باعت، إلى غاية الآن، غالبية أملاكها وعقاراتها في مدينة القدس المحتلة، ولم تبق لديها عقارات وأملاك كثيرة فيها، كانت أكبرها الصفقة التي أبرمت عام 2011، وتم بموجبها بيع أكثر من مائة دونم من حي الطالبية الفلسطيني في  الشطر الغربي من القدس المحتلة، إذ استولت دولة الاحتلال على الحي كاملاً بعد النكبة، وقامت بتوطين المهاجرين اليهود فيه ومصادرة الأملاك الفلسطينية.

وأكدت الصحيفة في تقريرها أنها حصلت على وثائق بيع لثلاث من هذه الصفقات، يتضح منها أن ثمن بيع هذه الأراضي ليس معقولاً، إذ بيعت هذه العقارات بثمن زهيد للغاية، مثل دفع 3.3 ملايين دولار عن الأراضي المجاورة لحي القطمون، والتي تشمل 240 وحدة سكنية، تقوم على ما لا يقل عن 27 دونماً، علماً أن أصغر شقة من هذه الشقق يمكن بيعها لوحدها بنحو مليوني شيقل (أي نحو 600 ألف دولار). 

وفي يافا، بيعت ستة دونمات مقابل 1.5 مليون دولار، علماً بأن ثمن المحال التجارية التي تقوم على هذه الأراضي يصل إلى عشرات ملايين الدولارات.

أما في قيسارية، فباعت البطريركية الأرثوذكسية أرضاً تصل مساحتها إلى 430 دونماً، تشمل أيضاً المدرج الروماني الأثري، مقابل مليون دولار، علماً أن الأرض تقوم في أحد أغلى المواقع في فلسطين التاريخية.  

ويأتي الكشف عن هذه الصفقات فيما تتواصل الاحتجاجات والمظاهرات التي ينظمها الفلسطينيون المسيحيون الأرثوذكس ضد تهريب هذه الأملاك للجهات المشبوهة، مع المطالبة بعزل البطريرك ثيوفيلوس الثالث، وتعريب الكنيسة. 

وقد شهدت قرية الرينة في الجليل، مطلع الأسبوع، مظاهرة تصدى فيها الفلسطينيون للبطريرك ثيوفيلوس الثالث، وحاولوا منعه من دخول الكنيسة في القرية، إلا أن الشرطة الإسرائيلية وفرت له الحماية ومكنته من الدخول للكنيسة لأداء قداس ديني فيها.

كما شهدت مدينة بيت لحم، الشهر الماضي، مؤتمراً وطنياً لمجالس الملة للطائفة الأرثدوكسية في فلسطين ضد تهريب ممتلكات وأراضي الكنيسة للجهات الإسرائيلية، وللمطالبة بعزل ثيوفيلوس الثالث من منصبه.