أولى دفعات الجيش التركي تصل جبل سمعان شمال سورية

أولى دفعات الجيش التركي تصل جبل سمعان شمال سورية

13 أكتوبر 2017
وصول المزيد من التعزيزات العسكرية (مصطفى كماشي/الأناضول)
+ الخط -

وصلت أولى دفعات الجيش التركي، فجر اليوم الجمعة، إلى منطقة جبل سمعان، قرب مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي شمال سورية، بعد دخولها الأراضي السورية بالقرب من معبر باب الهوى بريف إدلب الشمالي، في حين أكدت رئاسة الأركان التركية بدء نشر نقاط مراقبة في إدلب في إطار اتفاق "عدم التصعيد" الذي أبرمته تركيا الشهر الماضي مع إيران وروسيا.

وأضافت الأركان التركية في بيان أن "القوات التركية في المنطقة تؤدي واجباتها بما يتماشى مع قواعد الاشتباك المتفق عليها مع روسيا وإيران".

ومن المتوقع أن تتمركز القوات التركية داخل قلعة سمعان الواقعة على قمة الجبل الاستراتيجي، الذي يطل على قرى وبلدات ناحية عفرين شمال غرب حلب، والتي تسيطر عليها مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردية".

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن عشرين آلية عسكرية، ترافقها أربع دبابات وعدد من الجنود، توجهت إلى منطقة جبل سمعان بعد دخولها مدينة دارة عزة، بينما لا تزال بقية القوات تنتظر عند الحدود السورية التركية في منطقة كفر لوسين شمال إدلب.

وينتظر، وفق المصادر، أن تنتشر القوات التركية أيضاً في محيط دارة عزة ومنطقة جبل الشيخ بركات، وهي مناطق اشتباك بين المعارضة السورية المسلحة ومليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية.

وكانت وسائل إعلام تركية قد أفادت، أمس الخميس، بوصول المزيد من التعزيزات العسكرية أرسلها الجيش التركي إلى منطقة الريحانية المقابلة لمعبر باب الهوى مع سورية.


وجاء دخول أول الأرتال التابعة للجيش التركي بعد جولتي استطلاعٍ قام بهما وفدٌ من ضباط الجيش التركي في المنطقة المحيطة بدارة عزة، تحت حماية قواتٍ من تنظيم "هيئة تحرير الشام".

ويأتي نشر القوات التركية تطبيقاً لاتفاق مناطق خفض التوتر، بين الدول الراعية والضامنة في محادثات أستانة حول سورية.

قوات النظام تحرق الميادين

إلى ذلك، واصلت قوات النظام السوري، الجمعة، عملياتها العسكرية العنيفة في مدينة الميادين شمال شرق سورية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي بعد حصارها للمدينة.

وأفادت مصادر "العربي الجديد" أن قوات النظام والمليشيات المساندة له واصلت، منذ صباح اليوم الجمعة، عملياتها العسكرية في الأحياء الجنوبية والغربية من مدينة الميادين، حيث تدور معارك عنيفة مع تنظيم "داعش"، وسط قصف مدفعي وجوي كثيف من القوات الروسية التي تساند النظام في هجومه.

وذكرت المصادر أن قوات النظام باتت تسيطر على ثلث أحياء المدينة بعد التقدم في المحور الجنوبي والغربي والشمالي الغربي، بفضل سياسة الأرض المحروقة والدعم الجوي الروسي الكثيف الذي أجبر "داعش" على الانسحاب إلى الخلف، في حين نزح معظم سكان المدينة إلى البادية ومناطق في الحسكة.

وكانت قوات النظام قد تمكنت، أمس، من محاصرة المدينة من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية، وذلك إثر عملية التفاف مكنتها من الوصول إلى تلال بلدة محكان المطلة على طريق الميادين البوكمال، في حين دمر الطيران الروسي وطيران التحالف الجسور التي تصل المدينة بالضفة الشمالية من نهر الفرات.

وبات الوصول صعباً على تنظيم "داعش" إلى مناطق سيطرة قواته في الضفة الشمالية، وخاصة في مناطق الشحيل وذيبان وصبيخان، التي تعد المدخل إلى حقل العمر النفطي، أكبر حقول النفط السورية. 

وتعرضت تلك المناطق أمس لغارات جوية مكثفة وقصف مدفعي أسفر عن مقتل 14 مدنياً على الأقل.

وفي غضون ذلك، سيطرت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على قرية هلالة شمال بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، بعد معارك مع مسلحي تنظيم "داعش"، وذلك بالتزامن مع معارك عنيفة بين الطرفين في محيط حقل الجفرة وبالقرب من حقل كونيكو.

ويأتي ذلك في محاولة إحراز مزيد من التقدم باتجاه حقل العمر، بالتزامن مع تقدم قوات النظام وإطباقها الحصار على مدينة الميادين، حيث تشهد محافظة دير الزور سباقاً بين الطرفين للسيطرة على أهم مكامن النفط والغاز في سورية.

من جانب آخر، قال "المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية" إن الاشتباكات تجددت بين "قسد" وتنظيم "داعش" في محيط المستشفى الوطني ومنطقة دوار النعيم شمال مدينة الرقة، قُتل وجرح خلالها عناصر من الطرفين.

وتشهد المدينة مؤخراً مفاوضاتٍ متعثرة بين الطرفين من أجل إعطاء مسلحي التنظيم طريق خروج من الرقة إلى مناطق سيطرته في ريف دير الزور.

قصف حي الحجر الأسود

وشن طيران النظام السوري، اليوم، عشر غارات على حي الحجر الأسود الخاضع لسيطرة مسلحي تنظيم "داعش" جنوب مدينة دمشق، وذلك بعيد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق خفض توتر في بلدات جنوب العاصمة بين المعارضة المسلحة والنظام برعاية روسية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الطيران الحربي التابع لقوات النظام شن عشر غارات على الأقل استهدفت مناطق في حي الحجر الأسود الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش". 

وقال الناشط رامي السيد، المتواجد في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن الأنباء تشير إلى مقتل عائلة جراء الغارات، لكن لم تتبين الحصيلة على نحو دقيق، مشيرا إلى أن الحي رغم خضوعه لسيطرة "داعش" إلا أنه يضم الكثير من المدنيين.

وتحدث الناشط قيس الشامي، مع "العربي الجديد"، عن توجيه النظام أمس الخميس إنذارا لتنظيم "داعش" من أجل الموافقة على إخلاء المنطقة، وذلك إثر توقيع اتفاق القاهرة مع فصائل المعارضة برعاية روسية، واليوم بدأ بتنفيذ تهديده بقصف عشوائي على الحي.

وأضافت المصادر أن الغارات جاءت بعد هدوء نسبي استمر ثلاثة أعوام تقريبا في الحي، وربما تأتي مقدمة لهجوم بري على الحي في ظل استقدام تعزيزات عسكرية إلى حواجز قوات النظام المحيطة به، للضغط على "داعش" للقبول بإخلاء المنطقة.

ويعد حي الحجر الأسود امتدادا لحي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي القدم المجاور، وتحاصر قوات النظام تلك المنطقة بشكل تام منذ عام 2013، وشهدت مؤخرا مفاوضات بين التنظيم وقوات النظام من أجل إجلاء مقاتلي "داعش" إلى محافظة دير الزور.

وكان النظام قد توصل أمس برعاية روسية إلى اتفاق مع المعارضة السورية المسلحة في منطقة جنوب دمشق يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين شريطة محاربة تنظيم "داعش"، وضم البلدات المحاصرة جنوبي دمشق وحي القدم إلى مناطق خفض التوتر مع الغوطة الشرقية.

وفي سياق متصل، خرقت قوات النظام اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية، حيث قصفت بالمدفعية مناطق في محور مدينة عين ترما وحي جوبر، ومناطق في بلدة كفر بطنا، ما أسفر عن أضرار مادية، بحسب ما أفاد به مركز الغوطة الإعلامي.