قتال الساعات الأخيرة في الرقة.. والمدنيون دروعاً بشرية

قتال الساعات الأخيرة في الرقة.. والمدنيون دروعاً بشرية

11 أكتوبر 2017
أكثر من 5000 مدني محاصرين في الرقة(Getty)
+ الخط -
يتواصل القتال في مدينة الرقة السورية بين من تبقى من مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي ومليشيات "سورية الديمقراطية"، بينما أعلن التحالف الدولي أن مسؤولين محليين وشيوخ عشائر سوريين، يقودون محادثات لتأمين ممر آمن لخروج المدنيين من المناطق التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم.


ورجّحت مصادر المليشيات الكردية، التي تقاتل في الرقة، السيطرة الكاملة على المدينة وإعلانها مدينة محررة من "داعش" خلال ساعات، في حين أكّد ناشطون تمكن مقاتلي التنظيم من تحقيق بعض التقدم في الساعات الأخيرة، مستغلاً حالة الطقس، إذ سادت موجة من الغبار في المدينة.


وقال الناشطون، في شبكة "فرات بوست"، إنّ عناصر التنظيم يتحصنون ضمن المناطق الشمالية لأحياء مدينة الرقة، بعد أن تمكنوا خلال اليومين الماضيين من التوسع في منطقة الفردوس، ودوار النعيم، والأماسي، ودوار الدلة، وأجزاء من شارع تل أبيض، والمشفى الوطني، ومنطقة التوسعية، فيما لا تزال الاشتباكات على جبهة المشفى الوطني، والملعب البلدي، والحديقة البيضاء، وجبهة شارع القطار.



وتزامنت الاشتباكات مع قصف مدفعي وجوي عبر طائرات التحالف الدولي للمدينة، بينما تحاول المليشيا الكردية السيطرة على المشفى الوطني والذي تجري معارك في محيطه منذ أكثر من 15 يوماً.


وشهدت المدينة في اليومين الماضيين أكثر من 40 غارة جوية من قبل طيران التحالف الدولي، ذهب ضحيتها أكثر من 20 قتيلاً من المدنيين، في حين ما زال أكثر من 5000 مدني محاصرين في المدينة يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية، وهم عرضة لقناصة المليشيات و"داعش" على السواء، بحسب الناشطين.


وذكر بيان للتحالف الدولي أن شيوخ عشائر محليين من مجلس الرقة المدني، يقومون بالتفاوض من أجل تأمين خروج المدنيين من بقية المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، في حين سيتم "تسليم أولئك الذين قاتلوا في صفوف داعش ممن غادروا الرقة إلى السلطات المحلية لينالوا القصاص وفق القانون".


إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن عملية عسكرية للسيطرة على مدينة الميادين، المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" في ريف دير الزور. ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث الرسمي باسم الوزارة، إيغور كوناشنكوف، أن الطيران الحربي ينفذ نحو 150 غارة يوميا على مواقع لـ"داعش" في مدينة الميادين، مشيراً إلى مقتل 70 من عناصر "داعش" في المدينة نتيجة الغارات الروسية.


من جهته، قال عضو مجلس الشعب (البرلمان)، التابع للنظام جمال الزعبي، إنّ قوات النظام سيطرت على كامل مدينة الميادين، شرق دير الزور، معتبراً أن ذلك يعد ضربة لـ"واشنطن وحلفائها، لأنها فقدت منطقة استراتيجية للسيطرة على بعض منابع النفط والغاز"، حسب قوله.


غير أن مصادر محلية شكّكت بهذه الرواية، مؤكدة أنّ معركة مدينة الميادين ستكون صعبة أمام قوات النظام، التي تعتمد كلياً على دعم الطيران الروسي ولا تملك مقومات على الأرض تساعدها على القتال والتمدد.


وفي مدينة دير الزور نفسها، قالت مصادر النظام السوري إنّ قوات الأخير والمليشيات التي تساندها وصلت إلى جسر السياسية بعد السيطرة الكاملة على قرية حطلة، وباتت تحاصر حويجة الصكر ومدينة دير الزور بالكامل.


في حين تمكن تنظيم "داعش" من استعادة مناطق عدة، فجر اليوم، عقب اشتباكات مع "قوات سورية الديمقراطية" في ريف دير الزور الغربي.


وقال ناشطون إنّ التنظيم تقدم مجدداً إلى قرى شقرة، سفيرة تحتاني، سفيرة فوقاني، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل، حيث تعتبر القرى المذكورة آخر معاقل التنظيم في غرب دير الزور، وباتت متصلة بالأحياء التي يسيطر عليها داخل المدينة، وسط تقدم لقوات النظام من جهة قريتي حطلة والصالحية.


في غضون ذلك، وصل أكثر من خمسة آلاف نازح من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" إلى مناطق تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية"، في محافظة الحسكة، شمالي شرقي البلاد، خلال الـ48 ساعة الماضية، بسبب القصف الجوي المكثف.


وأفادت مصادر محلية بأن نحو 1500 سيارة وصلت إلى نقطة المالحة، جنوب الحسكة، تضم أكثر من خمسة آلاف نازح، سيوزعون على مخيمات الهول وقانا ومبروكة، مرجحةً وصول ألف نازح آخر، اليوم، مشيرة الى أن المخيمات جميعها وصلت لطاقتها الاستيعابية القصوى ولم تعد قادرة على استقبال المزيد من النازحين.


ونزح أكثر من 380 ألف شخص من قراهم وبلداتهم في محافظة دير الزور، بسبب القصف الجوي المكثف والمعارك الجارية بين قوات النظام السوري وتنظيم "داعش" من جهة، والأخير و"قوات سورية الديمقراطية" من جهة أخرى.


وفي شرقي محافظة حماة، تمكن مقاتلو "داعش" من التحصن في المناطق التي سيطروا عليها شرق حماة، إثر عبورهم من ناحية عقيربات التي يفترض أنها محاصرة من جانب قوات النظام السوري إلى منطقة الرهجان في الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" التي تمكنت من استعادة بعض المناطق، إلا أن التنظيم ما زال مسيطراً على بعض القرى مثل طليحان، أبو كهف، السكري، سرحا، أبو الغر، أم ميال، المستريحة والرهجان.


وتستمر العمليات العسكرية بين الطرفين، إذ تسعى "تحرير الشام" إلى طرد التنظيم مجدداً من المنطقة، فيما أشارت العديد من المصادر في المعارضة السورية إلى العلاقة الوثيقة بين التنظيم من جهة والنظام السوري وحلفائه من جهة أُخرى.


وفي إطار هذه العلاقة المشبوهة بين الجانبين، تحدثت تقارير إعلامية عن هروب قادة بارزين من تنظيم "داعش" في دير الزور إلى محافظة الحسكة، بالتنسيق مع مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية، ووصولهم الى قوات النظام السوري في المدينة.


وفي جنوب البلاد، أعلنت قوات النظام ومليشياته سيطرتها على جميع التلال والنقاط في المنطقة المتاخمة للحدود المشتركة مع الأردن بريف دمشق الجنوبي الشرقي.


وأفادت وكالة أنباء النظام الرسمية بأن "وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة والرديفة قضت على آخر تجمعات إرهابيي داعش في التلال والنقاط القريبة من الحدود السورية الأردنية بريف دمشق الجنوبي الشرقي".


ونقلت وكالة (سانا) الرسمية، التابعة للنظام، عن مسؤول ميداني بقوات النظام قوله إن السويداء أصبحت تحت سيطرتهم، وأنهم استعادوا مساحة شاسعة تقدر بنحو 12 ألف كلم مربع.


وأشار إلى أن العملية العسكرية التي شنتها قوات النظام، واستمرت منذ منتصف أيار/ مايو حتى نهاية آب/ أغسطس الماضي، انتهت بالسيطرة على كامل النقاط والمخافر الحدودية مع الأردن ضمن محافظة السويداء.


ولفت إلى أن نقاط المخافر الحدودية مع الأردن ضمن محافظة السويداء تمتد من النقطة 128 وصولاً إلى النقطة 154، وهي عبارة عن نقاط حدودية تتوزع بشكل متتال على الحدود بينما يضم ريف دمشق الجنوبي الشرقي المخافر من 155 وصولاً إلى النقطة 197.






المساهمون