الفقراء المحتقرون في الأردن
وقائع الجلسة، التي عقدتها الحكومة مع أعضاء اللجنة المالية في مجلس النواب، للتباحث حول آليات تمرير حزمة القرارات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة، وتستهدف في مجملها فقراء البلد، كشفت عن موضع الفقراء في وجدان المسؤول الأردني. المجتمعون كانوا يتباحثون حول إعدام الفقراء مباشرة من خلال تمرير حزمة القرارات كاملة، أو الحكم عليهم بالموت البطيء بتمرير جزء من تلك القرارات. تريد الحكومة "تشليح" المواطنين من أجل عيون صندوق النقد الدولي، تلك الحقيقة التي قالها نائب بتهكم لا يخلو من تسليمه العميق بأن ذلك سيحدث، ولم يدرك المجتمعون أن ما يستر المواطن اليوم هو الصبر فقط، وأن صمته ليس دليل رضاه، وأن نزع قطعة أخرى عنه ستجعله عارياً حتى من الصبر والرضا.
في المزاد العلني الذي فتح على قوت المواطنين، استكثر المجتمعون على الفقراء أن يأكلوا السمك وغيره من الأغذية التي دخلت نادي الطبقية، ودافعوا عن حق الفقراء بالخبز فقط، من دون أن يضعوا في حسبانهم أن الفقراء سيأكلونهم يوماً، ربما اقترب.