تونس: تحذيرات أميركية تزيد المخاوف الأمنية

تونس: تحذيرات أميركية تزيد المخاوف الأمنية

30 سبتمبر 2016
حذرت الخارجية الأميركية من "تهديد إرهابي محتمل" (Getty)
+ الخط -
ألقت تحذيرات الخارجية الأميركية لرعاياها بعدم الذهاب إلى بعض المناطق الخطرة في تونس، بظلالها على الوضع الأمني، خصوصاً في ظل مخاوف من عودة مقاتلين تونسيين يحاربون مع تنظيم "داعش" في ليبيا، بعد تشديد الخناق عليهم في سرت.  

وكانت الخارجية الأميركية قد حذّرت مساء أمس الخميس، مجدداً، رعاياها من السفر إلى تونس، وحددت مناطق الجنوب والمناطق الحدودية كمناطق ينصح بالابتعاد عنها.

وجاءت تحذيرات الوزارة، بسبب ما قالت إنه "تهديد إرهابي محتمل"، من التوجه إلى جنوب شرق تونس، قرب الحدود مع ليبيا، والمناطق الجبلية في غرب البلاد.

وأشار بيان الخارجية إلى "مدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا، ومدن جندوبة والقصرين على الحدود مع الجزائر، بالإضافة الى قفصة وسيدي بوزيد، وسط تونس، وصحراء رمادة في أقصى الجنوب".

وكانت الخارجية الأميركية قد أطلقت تحذيرات مماثلة في شهر أبريل/نيسان الماضي.

وفي هذا السياق، اعتبر وزير الدفاع الوطني، فرحات الحرشاني، أن "عدم الاستقرار على الصعيد الإقليمي، خاصة في سورية وليبيا، يؤثر بشكل مباشر في استقرار الأوضاع التونسية".

وشدد على وجوب "دعم حكومة الوفاق الوطني الليبية، لأن في استقرار ليبيا تأميناً لحدود تونس والحدود الأوروبية أيضاً".

واعتبر في تصريحات صحافية أثناء مشاركته في ملتقى علمي، أن "هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سرت، ستؤثر على تونس وعلى كل دول المتوسط، خاصة بعد توزع مقاتليه على جنوب ليبيا والجزائر وتونس، بحسب ما كشفته آخر التقارير".

وأكد أن "الوزارة تقوم بواجبها في تأمين الحدود وحماية السيادة الوطنية والحفاظ على البلاد براً وجواً وبحراً"، مشيرا إلى أن "تونس تسير في الطريق الصحيح في ما يخص حربها على الإرهاب، خصوصاً أن الإمكانات تتطور، إضافة إلى التعاون الدولي المهم في المجال العسكري والأمني، وهو ما يسهل عملية تأمين الحدود وتعقب الأخطار الإرهابية المحتملة".

وشدّد الحرشاني على أن "الحرب على الإرهاب لا تقتصر على الجانبين الأمني والعسكري فقط، وأن تحقيق التنمية جزء مهم من هذه الحرب".

كذلك، أكد رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جان بيير رافاران، والذي التقى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، صباح اليوم الجمعة، "دعم تونس في محاربتها الفكر المتشدد، وسعي فرنسا لحشد مجهوداتها ومساعيها لإنجاح المؤتمر الدولي للاستثمار بتونس نهاية الشهر القادم".

وتتحسب تونس من عودة المقاتلين الذين يتحدرون منها من بؤر التوتر، خصوصاً من ليبيا، بعد تأكيدات تقارير دولية متقاطعة تشير إلى احتمال هروب عدد من المقاتلين التونسيين من سرت، بعد تشديد الخناق عليهم.

وتتزايد هذه المخاوف بسبب قدرات هؤلاء المقاتلين القتالية العالية، بعد الخبرة التي اكتسبوها في العراق وسورية وليبيا، كما أن بعضهم يعتبر من القيادات المهمة في تنظيمي "الدولة الإسلامية"(داعش) و"القاعدة".

وسبق لوزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، أن حذر من خطر انتقال عناصر من تنظيم "داعش" إلى تونس أو مصر، عندما يتم طردهم من المناطق التي يحتلونها في ليبيا.

ودعا، خلال ندوة في باريس، إلى "التحسب بشكل جدي لمسألة توزع الإرهابيين بعد استعادة سرت من أيدي المتطرفين"، مضيفاً أن "ذلك سيحمل مخاطر جديدة بطريقة غير مباشرة لتونس ومصر".

ولكن الحرشاني قلّل من احتمال وجود آلاف المقاتلين التونسيين في ليبيا، مشيراً إلى أن "نحو ألف تونسي يقاتلون مع تنظيم داعش الإرهابي هناك، ولأنهم يشكلون تهديدا لتونس".