لقاء السفير البريطاني وحفتر: استطلاع معركة بنغازي ودرنة

لقاء السفير البريطاني وحفتر: استطلاع معركة بنغازي ودرنة

19 اغسطس 2016
مليت بحث إمكانات قوات "حفتر" في معركة بنغازي(محمد الشيكي/الأناضول)
+ الخط -
التقى السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر مليت، خلال زيارته الأربعاء الماضي مقرّ البرلمان، الجنرال المتقاعد خليفة حفتر مع مسؤولين مقربين له، بهدف الاطلاع على قدرات قواته وإمكاناتها في حسم المعركة في بنغازي ودرنة، وفق مصادر برلمانية من طبرق لـ"العربي الجديد".

وأوضحت المصادر أنّ "الوفد المقرّب من حفتر ضم عسكريين وشخصية برلمانية وأحد زعماء القبائل في شرق البلاد، وأعلم السفير بخطط لتعزيز سلطات قوات حفتر للوصول إلى الهلال النفطي والحقول الواقعة جنوبه"، مشيرةً إلى أنّ "وحدة الكلمة الاجتماعية والقبلية، في شرق ليبيا، مؤيدة لمساعي الجنرال".

وعن أسباب الزيارة، نقلت المصادر عن مليت أنّه "جاء للقاء مسؤولي البرلمان للتعرف إلى أسباب الانسداد السياسي الذي يعانيه". ويتهم مقربون من حفتر بريطانيا ودولاً غربية أخرى بدعم المجموعات المسلحة الإسلامية لفرض هيمنتها على غرب ليبيا، مقابل ضعف دعمها قوات البرلمان في شرق البلاد، بينما تعتبر دول غربية قوات حفتر عاجزة عن حسم المعركة ضد الإسلاميين في بنغازي في الوقت الذي استطاعت حكومة الوفاق الوطني، المدعومة بمجموعات مسلحة، هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في معقله بسرت.  

وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ الوفد المقرّب من حفتر تساءل أثناء اجتماعه مع السفير عن أسباب رفض حكومات الغرب الموافقة على رفع حظر السلاح عن ليبيا وتلويحها بإمكانية تسليحها قوات حكومة الوفاق "رغم معرفتها بأنها مشكّلة من مليشيات خارجة عن شرعية البرلمان"، على حدّ قولها. وكان قد اعترف مسؤولو قاعدة بنينا الجوية في بنغازي، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، بوجود ضباط وخبراء بريطانيين وفرنسيين وأميركيين في القاعدة. 

وذكرت المصادر أنّ محاولة حفتر التقرّب من بريطانيا جاءت بعد خسارته حليفه الفرنسي، بسبب ما وصفته الإدارة الفرنسية بعدم قدرته على قيادة الحرب، محملين ايّاه مسؤولية مقتل "جنودهم الثلاثة" الشهر الماضي ، مشيرةً إلى أنّ "حفتر يشدد على أنّ الولايات المتحدة لن تتخذ موقفاً عدائياً منه بسبب علاقته الوطيدة مع بعض ضباط مخابراتها منذ سنين".

وكانت مصادر أميركية قد أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الخميس، بأن "الإدارة الأميركية غير واثقة بالجنرال حفتر الذي لا يزال يرفض الانضمام لحكومة الوفاق ويريد المضي في عمليته العسكرية بمفرده"، مشيرةً إلى "دور الجنرال وتعاونه مع الاستخبارات الأميركية في بعض محاولات الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع معمّر القذافي، فضلاً عن إقامته لوقت طويل في ضواحي واشنطن".

ونقلت الصحيفة عن خبراء في الشأن الليبي قولهم إنّ "من أهم عوامل بقاء حفتر هو أنه يستفيد من فشل الحكم والمبادرات المحلية والإقليمية وعدم قدرة المجتمع الدولي على وضع حلول قابلة للتطبيق في البلاد"، لافتةً إلى أنّ "حفتر لا يمتلك قوة عسكرية كبيرة يمكنها الحسم وليس لديه اهتمام بالديمقراطية وهو فقط مخرّب".

المساهمون