بنغلادش: تضارب الادعاءات بشأن منفذي هجوم دكا

بنغلادش: تضارب الادعاءات بشأن منفذي هجوم دكا

03 يوليو 2016
سلطات بنغلادش تحاول فك خيوط الهجوم (فرانس برس)
+ الخط -



أثار الهجوم الدموي في العاصمة البنغالية دكا قبل يومين قضية الجماعات القتالية المبايعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لا سيما بعد تبني التنظيم الهجوم الذي استهدف مطعماً يرتاده الأجانب داخل الحي الدبلوماسي، وأدى إلى مقتل عشرين شخصاً، تسعة منهم إيطاليون وسبعة من اليابان وأميركي وهندي واثنان من البنغاليين.

وعقب الهجوم أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم عبر وكالة الأعماق التابعة له، لكن وزير الداخلية البنغالي أسد الزمان أكد اليوم الأحد عكس ذلك تماماً، وقال إن المسلحين الذين نفذوا الهجوم ينتمون إلى جماعة محلية تدعى جماعة المجاهدين، نافيا أن يكون لهم أي ارتباط بتنظيم "داعش".

لكن الأحاديث حول فروع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الدول الإسلامية عموما، وفي دول جنوب آسيا على وجه الخصوص، ليست وليدة اليوم واللحظة، إنما تدور منذ أن بدأت الجماعات القتالية في الدول المختلفة تتنافس لمبايعة التنظيم بعد نشأته في العراق وسورية.

وفي بعض تلك الدول كأفغانستان وباكستان وبنغلادش يرى مراقبون أن فروع التنظيم ليست لها علاقة فكرية بالتنظيم الموجود في العراق وسورية إنما هي جماعات قتالية محلية انضمت إلى التنظيم ليستخدم اسمها لتجنيد الشباب المتعاطفين معه والمتحمسين.

وفتحت تصريحات وزير الداخلية البنغالي الباب لنقاشات أخرى ولأسئلة كثيرة أهمها: هل الجماعة المحلية المحظورة نفذت الهجوم نيابة عن التنظيم؟ ولماذا لم تتبنه بنفسها؟ وإذا كان التنظيم فعل ذلك فعلا فلماذا ينفي الوزير الأمر؟ وهل يساعد ذلك الحكومة البنغالية في استئصال جذور العنف؟ أم أن الأمر يحتاج إلى إعادة النظر في الاستراتيجية؟ أيا كان الأمر فإن الهجوم دق ناقوس الخطر بالنسبة لأمن بنغلادش.

أما جماعة المجاهدين فهي جماعة قتالية في بنغلادش تأسست في عام 2004، وأصدرت سلطات البلاد قراراً بحظرها في فبراير/ شباط، بعد سلسلة هجمات استهدفت منظمات حكومية ومعابد. وتنشط الجماعة المحظورة منذ تلك الفترة ضد الحكومة البنغالية وتدعي أنها تعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد.

وليست هذه أول مرة يتبنّى فيها تنظيم "الدولة الإسلامية" هجمات في بنغلادش، بل سبق له ذلك. من جهتها، تنفي الحكومة البنغالية ذلك، متهمة جماعة المجاهدين بالوقوف وراء الهجمات، التي ارتفعت وتيرتها خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أن أعنفها كان الهجوم على مطعم دكا، ما يجعل الحكومة البنغالية أمام اختبار كبير.