الأردن... إنكار الفشل

الأردن... إنكار الفشل

27 يوليو 2016
تحذيرات من فشل تراكمي في العملية التعليمية (Getty)
+ الخط -
هل تكفي كلمة "صادمة" لوصف نتائج امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) في الأردن التي أعلنت الأحد الماضي؟ بالتأكيد هي غير كافية وقد بلغت نسبة النجاح 41.1 في المائة.

النسبة المتدنية جعل منها وزير التربية والتعليم محمد ذنيبات وساماً علقه على صدره، وسوّقها دليلاً على نجاحه في معركة "إعادة الهيبة للتوجيهي" التي أعلنها قبل سنوات، وتمت ترجمتها بإجراءات صارمة لضبط الغش الذي استشرى وأصبحت تديره عصابات منظمة.
كانت إمارات الزهو واضحة على وجه الوزير "العنيد" خلال المؤتمر الصحافي المخصص لإعلان النتائج، وهو يقدم قراءته الخاصة للنتائج التي يسهل قراءتها على أكثر من وجه. قرأها الوزير بعين الرضا فكانت دليلاً على تحسن واضح في انضباط الامتحان وأداء الطلبة الذين ترسخت لديهم قناعة بأن الحق والعدل هما المعياران اللذان يحكمان عمل الوزارة.
وبلغت السعادة ذروتها وهو يعلن حَصدَ المدارس الحكومية المراكز السبعة الأولى من الأوائل في الفرعين الأدبي والعلمي، ما أورده كمؤشر على تحسن نوعية التعليم في المدارس الحكومية، وقصد منه توجيه ضربة مؤلمة للمدارس الخاصة التي يرى فيها غالبية أولياء الأمور من المقتدرين طوق النجاح لأبنائهم، بعد أن سجل التعليم الحكومي تراجعاً ملحوظاً يصعب إنكاره.
قراءة الوزير تقابلها قراءات متعددة للنتائج، فنسبة الرسوب للمتقدمين للامتحان لامست 60 في المائة، وبإعادة احتساب نسبة الرسوب بعد الأخذ بعين الاعتبار استنكاف أكثر من 47 ألف طالب وطالبة عن تقديم الامتحان، فإن نسبة النجاح لن تتخطي عتبة 26 في المائة، كما توثق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا".
كما فات الوزير، وهو يسدد ضربته للمدارس الخاصة، احتساب نسبة النجاح في المدارس الحكومية ومقارنتها بنسبتها في المدارس الخاصة، وهذا ليس دفاعاً عن المدارس الخاصة بقدر ما هو دفاع عن موضوعية الوزير التي خسرها ووظف النتائج لتحقيق انتصارات شخصية.
لا يمكن التقليل من دور الوزير في القضاء على ظاهرة الغش التي وصلت إلى مستويات خطرة. لكن يبقى النجاح في ضبط الامتحان غير كافٍ بعد أن كشف عن فشل تراكمي في العملية التعليمية سيؤدي إنكاره إلى مزيد من الفشل.

دلالات

المساهمون