جنوب السودان: تراشق الاتهامات واحتدام المعارك يُسقطان "رغبة التهدئة"

جنوب السودان: تراشق الاتهامات واحتدام المعارك يُسقطان "رغبة التهدئة"

11 يوليو 2016
توقيع اتفاقية للسلام لإنهاء الحرب أغسطس الماضي(فرانس برس/البير غونزاليس)
+ الخط -

تبادل طرفا القتال في عاصمة جنوب السودان الاتهامات، بحيث قالت الحكومة في جوبا إنها في "حالة دفاع عن النفس"، متهمة المعارضة المسلحة، بقيادة رياك مشار، بالبدء بالهجوم على قواتها، في الوقت الذي أكد الأخير أن طائرات مروحية تابعة لسيلفا كير هاجمت أنصاره، مما يظهر أن الرئيس "لا يرغب في السلام".

وتأتي هذه التصريحات التي يحاول فيها كل طرف إلقاء اللائمة على الآخر في ظل استمرار المعارك بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، حيث احتدمت الاشتباكات بين الطرفين داخل العاصمة جوبا أساساً.

وفي السياق، صرح وزير الإعلام الجنوبي، مايكل مكواي، لـ"العربي الجديد"، بأن "القوات المعارضة هي من تقوم بالاستفزاز والهجوم على قوات الحكومة، التي تقوم بالدفاع عن النفس"، قبل أن يرد على اتهامات المعارضة للحكومة بالمبادرة بالهجوم، متسائلاً: "إذا كنا نحن من نهاجم، هل سيكونون موجودين بجوبا حتى الآن، خصوصاً وأننا نملك إمكانيات القتال مقارنة بهم؟". 

غير أن الوزير نفسه رجع وأكد حرص الحكومة على عدم العودة للحرب، مشيراً إلى أن الرئيس سيلفا كير على استعداد للقاء نائبه الأول مشار وعقد اجتماع مشترك اليوم، وأن الحكومة تنتظر رداً من مشار بشأن المشاركة في الاجتماع، بهدف نزع فتيل الأزمة.

وشدد مكواي على سيطرة الرئيس كير على قوات الجيش الشعبي، معتبراً أن ما يتداول بشأن خروجها عن السيطرة "غير صحيح".

وتحفظت المعارضة المسلحة عن الرد على اتهامات الحكومة بشأن بدء الهجوم، إذ اعتذر الناطق الرسمي باسمها، وليام ازيكيل، عن الجواب، مشيراً إلى إحجامهم عن أية تصريحات في الوقت الحالي، غير أنه أكد تمسكهم بالسلام، بدليل وجود مشار بجوبا، لافتاً إلى أنهم جزء من الحكومة الانتقالية الحالية.

إلى ذلك، قال مشار، اليوم الإثنين، في سياق تبادل الاتهامات، إن طائرات مروحية تابعة للرئيس كير هاجمت أنصاره، مما يظهر أن الرئيس "لا يرغب في السلام". لكنه دعا إلى ضبط النفس، وأكد أنه لم يفقد الأمل في المستقبل، بحسب "رويترز".

وقال نائب الرئيس، في حسابه الرسمي على "تويتر": "أدعو للهدوء وضبط النفس في هذه المناوشات. أنا بخير. يجب ألا يطبق أحد القانون بيديه لزعزعة استقرار هذا البلد"، مضيفاً أن جنوب السودان "تحتاجنا جميعاً".

ورغم محاولات كل من كير ومشار لتهدئة الوضع وإعلان التمسك بالاتفاقية، إلا أن مراقبين يؤكدون أن الدولة الوليدة انزلقت نحو مربع الحرب من جديد مع انطلاقة الحرب بشكل يومي منذ الجمعة، واستخدام الآليات الثقيلة والطائرات العسكرية في القتال، فضلاً عن الاتهامات المتبادلة ببدء الهجوم.

ويرى مراقبون أن الوضع يؤكد أن الواقع الميداني يتجاوز كير ومشار، إذ تؤشر التطورات فقدهما السيطرة على قواتهما بشكل كامل، بدليل استمرار القتال رغم التوجيهات الصريحة التي أطلقها الزعيمان، والتي تدعو للتهدئة ووقف القتال.

ووقع الفرقاء الجنوبيون، في أغسطس/آب الماضي، على اتفاقية للسلام لإنهاء الحرب التي اندلعت في الإقليم لنحو 21 شهراً، شرد خلالها ما يزيد عن مليوني شخص، وقتل عشرات الآلاف، بينما تقف الدولة الوليدة على شفا المجاعة.

وينتظر أن تلتئم بالعاصمة الكينية نيروبي، اليوم، اجتماعات لوزراء خارجية الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا لبحث أزمة جنوب السودان.