ضباط مصريون إلى جوار حفتر... بمهام أكثر من استشارية

ضباط مصريون إلى جوار حفتر... بمهام أكثر من استشارية

06 يونيو 2016
قوات حفتر في بنغازي (عبدالله دومة/فرانس)
+ الخط -

يتّضح الدور المصري في ليبيا، أكثر فأكثر، مع إعلان مصادر ليبية، عن وصول عدد من الضباط المصريين إلى ليبيا، لدعم الحليف الرئيسي للقيادة المصرية، اللواء خليفة حفتر، في إطار الدعم العسكري المقدم له من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

في هذا السياق، تكشف المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "الضباط المصريين لا يشاركون في القتال بشكل مباشر، بل يدرّبون قوات حفتر، ويشاركون في قيادة العمليات ووضع الخطط". وتتكهّن المصادر بأن "أغلب الضباط هم من سلاح الطيران، وقد وصلوا قبل فترة قصيرة مع تعثر عمليات حفتر لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سرت، في مقابل ترتيب صفوف المسلحين الموالين لحكومة الوفاق". وتشير المصادر إلى أن "مصر تقدم دعما قوياً لحفتر، وهذه ليست المرة الأولى التي ينضم ضباط للقتال إلى جوار حفتر، ولكن هناك محاولات في أن يكون حفتر هو المسؤول العسكري الأول وقائد الجيش".

وعن التأكد من وجود ضباط مصريين إلى جوار حفتر، تؤكد المصادر أنه "تمّت مشاهدة هؤلاء الضباط في إحدى القواعد العسكرية التي يتخذها حفتر مركز قيادة لقواته". وتلفت إلى أن "قوات حفتر تقاتل المجموعات المسلحة التي تحارب داعش، ولا تنفذ عمليات ضد التنظيم إلا باستخدام سلاح الطيران وهي غير فاعلة على الإطلاق". وتُشدّد على أن "حفتر يستغل الادّعاء بقتال داعش لتنفيذ عمليات ضد المجموعات المسلحة المشاركة في عمليات البنيان المرصوص، المؤيدة لحكومة الوفاق على مختلف المحاور". وتوضح المصادر أنه "على الرغم من الدعم العسكري الكبير من مصر وأطراف إقليمية عدة، إلا أنه لا يحقق أي تقدم ملحوظ في مواجهة داعش، بل إن غرفة عمليات البنيان المرصوص هي التي تتقدم على حساب التنظيم في سرت".




من جانبها، لم تنفِ مصادر عسكرية مصرية، سفر ضباط مصريين إلى ليبيا، للقتال إلى جوار حفتر، خلال الفترة القصيرة الماضية. وتؤكد المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، على أن "إمكانية سفر ضباط مصريين للمشاركة في القتال ضد الجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا، أمر طبيعي في ضوء رغبة القاهرة لاستقرار الأوضاع هناك".

وتشير إلى أن "مصر يهمها في الأساس القضاء على أي مظاهر للخطر على أمنها القومي، لناحية منع أي تمدد وانتشار للجماعات المسلحة المتمثلة في داعش وغيرها من التنظيمات". وتلفت إلى أن "النظام المصري الحالي يرى أن حفتر هو حليفها الأول في ليبيا، ولذلك هناك سعي لأن يكون قائد الجيش الوطني الليبي، ضمن حكومة الوفاق". وتقول المصادر العسكرية، إن "الأهم خلال الفترة الحالية هو القضاء على داعش والتنظيمات الإرهابية، ونزع السلاح من أيدي تلك المجموعات تماماً، ومن ثم يمكن حل أي خلافات موجودة".

وتلفت إلى أن "مصر لن تدّخر أي جهد أو أي دعم بأي شكل من الأشكال، في سبيل التخلص من داعش، باعتبارها خطراً على الأمن القومي المصري". مع العلم أنه في وقت سابق، كشفت مصادر، عن أن "لقاء حفتر مع المسؤولين المصريين، أواخر الشهر الماضي، يهدف بشكل أساسي إلى تنسيق الجهود مع غرفة عمليات مصراته المعروفة بالبنيان المرصوص، والتي شكّلها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق". وحاول رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، التدخل لدى داعمي حفتر، الإقليميين، في محاولة لإنهاء حالة الخلاف حول دوره خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً أن الخلافات تؤثر سلباً على مواجهة "داعش". مع العلم أن اشتباكات عدة تنشب بين القوات الموالية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وقوات حفتر، على أكثر من محور، أدت إلى خسائر بشرية ومادية من الطرفين.

المساهمون