ثلاث طرق لإغراق الجيش المصري الحدود بين سيناء وغزة

ثلاث طرق لإغراق الجيش المصري الحدود بين سيناء وغزة

10 مايو 2016
حذّرت مؤسسات بيئية فلسطينية من إغراق المنطقة (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -
تحتلّ الحدود بين سيناء المصرية وقطاع غزة حيّزاً كبيراً من اهتمام النظام المصري، وفي هذا الصدد يكشف شيخ قبلي من سيناء، عن اعتماد الجيش المصري على ثلاث طرق لعملية إغراق الحدود بين سيناء وقطاع غزة، بدعوى "هدم الأنفاق ومنع تسلل المسلحين بين الجانبين".

في هذا السياق، يقول الشيخ القبلي لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش حفر بعض الآبار لاستخراج المياه الجوفية لضخّها في القناة المائية التي حفرها سراً، بيد أنها كانت وسيلة غير عملية، وهذه الطريقة الأولى". ويضيف أن "الطريقة الثانية كانت عبر مدّ أنابيب ضخمة من البحر إلى القناة المائية على طول الشريط الحدودي، لضخ مياه البحر، وكانت فاعلة ويتم الاعتماد عليها بشكل أساسي، بيد أنها واجهت صعوبات بفعل ارتفاع الموج خلال فصل الشتاء".

أما الطريقة الثالثة، وفقاً للشيخ، فقد "باتت أكثر عملية خلال الفترة الحالية، وتستند إلى اعتماد الجيش على ضخ المياه عبر صهاريج وسيارات نقل المياه في الأنفاق التي يتم اكتشافها أو في المنطقة التي يسهل إنشاء إنفاق فيها". ويشدد على أن "الطريقة الثالثة هي التي تسبب مشكلة كبيرة، لأن المياه التي يتمّ إغراق الحدود بها غير نظيفة، وتؤثر على المياه الجوفية في المنطقة كلها، وبالتحديد في قطاع غزة". وتُحذّر مصادر قبلية من "استمرار ضخ مياه البحر أو الصرف عبر الشريط الحدودي، بما ينذر بكارثة بيئية في سيناء أو غزة".

في هذا الإطار تشرح المصادر، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن "مياه البحر والصرف تتسرّب إلى التربة ثم تختلط بالمياه الجوفية، بما يهدد الحياة على جانبي الحدود، تحديداً بتلوث المياه الجوفية وعدم صلاحيتها للزراعة". وتضيف أن "أهالي رفح المصرية والفلسطينية، يستخدمون المياه الجوفية من خلال الآبار في الشرب والري، وبالتالي فهذه المياه لن تكون حينها صالحة". وتشير إلى أن "الجيش يريد أن يقضي على الحياة تماماً على الجانبين المصري والفلسطيني، وهذا أمر غير مفهوم، لأن معركته ليست مع الأهالي وإنما مع المسلحين، وهو لم يتمكن حتى الآن من مواجهتهم".

وكانت مؤسسات حكومية في غزة معنية بالشؤون البيئية، حذرت من استمرار إغراق الحدود بالمياه، نظراً لخطورتها على الزراعة والشرب وتأثيرها على المباني لناحية الانهيار خلال فترة قريبة. واحتجزت المياه التي يضخّها الجيش المصري، عدداً من أهالي قطاع غزة في بعض الأنفاق، والتي ظهرت في بعض الصور غارقة تماماً في المياه. وأسفرت عملية إغراق الحدود عن ظهور تشققات وتصدعات في التربة وتجمعات للمياه أسفل المنازل بفعل هذه المياه التي تتسرب من التربة في سيناء إلى قطاع غزة.

المساهمون