الجيش العراقي يقترب من مركز الفلوجة بغطاء أميركي واسع

الجيش العراقي يقترب من مركز الفلوجة بغطاء أميركي واسع

28 مايو 2016
تخوّف من دخول المليشيات إلى الفلوجة (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
تمكنت قوات الجيش العراقي ومليشيات "الحشد الشعبي"، أمس الجمعة، في اليوم الخامس من العمليات العسكرية لاستعادة الفلوجة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من تحقيق تقدّم واضح على محاور عدة من المدينة، وسط تزايد ملحوظ في وتيرة القصف الجوي والصاروخي على المدينة، وغموض أكثر يلف مصير المدنيين فيها مع انقطاع جميع وسائل التواصل معهم بعد استهداف الطيران الأميركي أبراج الإنترنت فيها وقطع شبكة الاتصالات الخلوية.
وكشفت مصادر عراقية في الجيش لـ"العربي الجديد"، أن الفرقة السادسة والثامنة ومليشيا "حزب الله"، أحكمت سيطرتها على بلدة الكرمة (الواقعة على بُعد 20 كيلومتراً شرق الفلوجة) بالكامل، محققة تقدّماً نوعياً باتجاه الوصول إلى مركز مدينة الفلوجة. وهو الأمر الذي أكدته وزارة الدفاع العراقية، معلنة في بيان، أن الكرمة "عادت تحت السيادة العراقية".
فيما أوضح مسؤول عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران الأميركي وفّر غطاءً نوعياً وواسعاً، فجر الجمعة، مكّننا من دخول الكرمة"، مشيراً إلى أن مقاتلي التنظيم انسحبوا من البلدة، لكن جرى تتبّع عدد من الآليات التابعة له قبل دخولها الفلوجة وتدميرها من قبل الطيران الأميركي.
وفي جنوب الفلوجة، حقق الجيش العراقي تقدّماً واضحاً عبر نجاحه باستعادة السيطرة على قرية البو هوى (الواقعة على بُعد 7 كيلومترات جنوب الفلوجة)، بعد معارك ضد تنظيم "داعش"، الذي لم يتمكّن من البقاء طويلاً في المنطقة بسبب القصف الجوي والصاروخي.
فيما انسحب التنظيم من قرية المختار في المحور الشمالي من الفلوجة، على وقع قصف مقاتلات "اف 16" الأميركية التي دمرت أجزاء من محطة قطار المدينة وخطوط سكك الحديد التي تعتبر الحدود الصناعية لمدينة الفلوجة من الاتجاه الشمالي.
في السياق ذاته، انسحب فصيل تابع لقوات العشائر العربية السنّية من المحور الشمالي الشرقي للفلوجة، على خلفية ما وصفه الشيخ حبيب الشمري، أحد زعماء القبائل، "تجاوزات طائفية لمليشيا الحشد من خلال حرق جوامع وسرقة منازل وتفجيرها في القرى التي تمت السيطرة عليها بمحيط الفلوجة". وأوضح الشمري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "المليشيات تنتقم ولا تحرر، و(رئيس الحكومة العراقية حيدر) العبادي أضعف من أن يأمرها بالانسحاب، والأميركيون يريدون نصراً بأية طريقة ولا يهمهم ثمنه"، معتبراً أن "العشائر تريد قتال داعش لا قتال أهلها كما تفعل تلك المليشيات".


من جهته، أكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة المحلية تسعى لوضع حد لجرائم المليشيات والتي ما زلنا نعتبرها فردية وغير ممنهجة أو محضّرة مسبقاً"، لافتاً إلى أن "الضمانات التي قطعها رئيس الحكومة حول عدم دخول المليشيات إلى المدينة غير كافية بعد ورود معلومات لنا عن نية هذه المليشيات ارتداء ملابس الشرطة والجيش والدخول إلى المدينة"، معتبراً أن "إصرار المليشيات على الدخول يثير الخوف مما ستفعله في المدينة".
إلى ذلك، أعلن عضو مجلس أعيان الكرمة، خلف الحلبوسي، أن مليشيات "الحشد الشعبي" فجّرت، ظهر أمس، جامع الكرمة الكبير، الذي يُعتبر من أكبر جوامع المنطقة، لافتاً في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن المليشيات اعتقلت العشرات من السكان المحليين، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً. وأوضح أن "المليشيات اقتحمت الدور السكنية والمحال التجارية، وسرقت محتوياتها، قبل ان تضرم النيران في عدد كبير منها"، مطالباً العبادي ومحافظ الأنبار صهيب الراوي "بالتدخل للحيلولة دون ارتكاب مجازر جديدة في الكرمة تضاف إلى جرائم المليشيات السابقة في ديالى وبغداد وصلاح الدين وبابل"، لافتاً إلى أن "المليشيات منعت رئيس ديوان الوقف السنّي عبد اللطيف الهميم من الدخول للبلدة بهدف الاطمئنان إلى أوضاع السكان هناك واعتدت على أفراد حمايته".
فيما نفى القيادي في جبهة الحراك الشعبي العراقي الشيخ محمد عبد الله، إعلان السلطات العراقية إجلاء عوائل من الفلوجة، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الإعلان غير صحيح والمنافذ مغلقة وما تم هو عبارة عن إجلاء سكان القرى القريبة من الفلوجة بالقوة على الرغم من بُعدهم عن سير المعارك". وتساءل: "ما جدوى المنشورات التي تحمل رقم هاتف 195 للاتصال عليه والحكومة تقطع الاتصالات عنهم، وكيف سيتواصلون معها؟"، كاشفاً عن "ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 200 قتيل وجريح، أكثر من نصفهم أطفال، بفعل القصف الجوي والصاروخي على مركز المدينة".