طهران ترفض قرار المحكمة الأميركية وتصدر ماءها الثقيل

توالت التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين حول قرار المحكمة الأميركية العليا، والذي يطالب إيران بدفع ملياري دولار، لأقارب ضحايا "العمليات الإرهابية"، التي وقعت في لبنان عام 1983.

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اعتبر أن لدى أميركا أرصدة إيرانية مجمدة، ولا يحق لها الاحتفاظ بها أو صرفها كتعويضات.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المقدوني في العاصمة الإيرانية اليوم الاثنين، قال ظريف إنه في حال قررت واشنطن وضع يدها على هذه المبالغ، فستتخذ طهران موقفها وستطالب بالتعويض عن الخسائر، مشيرا إلى أن المحاكم الأميركية ليست مؤسسات دولية تستطيع فرض قوانين من هذا القبيل.

كما أشار ظريف إلى أنه نقل هذا الكلام لنظيره الأميركي جون كيري، خلال لقاء جمعهما في نيويورك قبل أيام، مؤكداً أنّ طهران ستمنع واشنطن من الوصول لأموالها ولأرصدتها، مضيفا أن قرار المحكمة العليا ليس جديدا من نوعه، إذ سبق أن فرضت أميركا على إيران عقوبات وضغوطات مماثلة.

في ذات السياق، نقلت وكالة أنباء فارس عن رئيس السلطة القضائية، صادق آملي لاريجاني، قوله إن قرار المحكمة الأميركية، يأتي بغية الاحتفاظ بالأموال الإيرانية، إذ إن الحكم صدر حول قضية يزيد عمرها عن ثلاثة عقود، وتم اتهام إيران بها دون أي دليل موثق.

بدوره، رأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري، أن واشنطن لم تتخذ حتى اللحظة أي خطوة جدية لإنهاء تاريخ عدائها مع إيران، واصفا حكم المحكمة الأميركية العليا بأنه يحمل رسالة سياسية لبلاده.

وأوضح أن المفاوضات مع أميركا شملت فقط الملف النووي، وأنّ ظريف التقى عددا من أعضاء الكونغرس الأميركي، وذلك بعد اللقاء الذي جمعه بكيري والذي بحثا خلاله القضايا العالقة، والتي لم تطبق بموجب الاتفاق بين إيران والسداسية الدولية.

كذلك، لفت أنصاري إلى أن بلاده تبحث مع موسكو في الوقت الراهن إمكانية بيعها الماء الثقيل، إذ تم إنتاج 200 طن من الماء الثقيل محليا، القابلة للاستخدام في مفاعل آراك الذي يحتاج إلى 60 طنا وحسب، لذا تسعى البلاد لتصدير ما تبقى منه، مؤكدا أن بلاده وقعت عقدا لبيع كميات منه للولايات المتحدة الأميركية.

من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي في حوار مع التلفزيون المحلي الإيراني مساء أمس الأحد، إنه تم تخزين الكميات الفائضة من الماء الثقيل في سلطنة عمان، لتتم عمليات التصدير من ذاك البلد.

كما ذكر المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن طهران ستوقع عقدا لإعادة تصميم قلب مفاعل آراك بموجب ما جاء في الاتفاق، مع الصين خلال الشهرين المقبلين، مشيرا إلى أنه من الممكن توقيع عقد مماثل مع أي طرف كان، إلا أن إيران تفضل التعاون مع أطراف غير غربية بسبب التخوف من إعادة فرض عقوبات أو ضغوطات جديدة.

ونقل كمالوندي أيضا أن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، سيزور تشيكيا الأسبوع المقبل لبحث تعزيز التعاون النووي مع هذا البلد، وإمكانية تشييد مفاعلات جديدة.