مغالطات عزت الدوري

مغالطات عزت الدوري

14 ابريل 2016
عزت الدوري (صلاح ملكاوي/getty)
+ الخط -
الإنجاز الوحيد لنائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عزت الدوري، هو بقاؤه على قيد الحياة حتى الآن. لكن الرديء في هذا الإنجاز، أن الدوري ما زال يلقي الخطابات بين فترة وأخرى، وفي كل خطاباته لا يظهر أزمة حزب البعث العراقي المنحل فقط، ولا الدولة العراقية المنهارة فحسب، والتي كان من أبرز رجالاتها، بل أزمة المنطقة ككل. الدوري مأزوم من الاحتلال الإيراني أو هيمنته على العراق، بعد انهيار النظام العراقي السابق، على يد جيش الاحتلال الأميركي في 2003. وفي الحقيقة ليس الدوري وحده، ولا البعثيون، هم المأزومين، من هذا الواقع، بعد رؤيتهم لعدو العراقيين، والذي حاربوه لسنوات، يسيطر على عاصمة بلادهم. ويتعامل قاسم سليماني مع العراق، وكأنها ملحق للجمهورية الإيرانية. فكل المنطقة العربية مأزومة بدرجات مختلفة، من هذا الواقع الجديد. لكن كل خيارات عزت الدوري، والتي عبر عنها في خطاباته أخيراً، أثبتت فشلها الذريع، وتراجع هو نفسه عنها. احتفى الدوري بـ "داعش"، واعتبر سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة الإسلامية "تحريراً"، وذلك في خطاب للدوري نُشر بعد أيام من سقوط الموصل، في يونيو/حزيران 2014، بمشاركة الجناح العسكري لحزب البعث العراقي، وأعني جيش الطريقة النقشبندية، بالإضافة إلى من وصفوا وقتها بـ "ثوار العشائر". لاحقاً قام تنظيم داعش بإقصاء هؤلاء وملاحقتهم، وتصفية بعض عناصرهم، حتى أن الدوري خرج بعد ذلك بتسجيل صوتي، ينتقد تنظيم داعش، والتطرف الجهادي، ويدعو إلى استئصاله، وهو الذي بارك لـ "الأمة" انتصاره في الموصل. وكان يرى في داعش حبل نجاة، يمكن أن يخرج بغداد من الهيمنة الإيرانية، لكن الحبل كان حبل مشنقة. اليوم يكرّر الدوري نفس الخطأ مرة أخرى، باستجداء أميركا لإنقاذ العراق من إيران، وتحميلها مسؤولية الدماء العراقية التي تسفكها المليشيات المدعومة إيرانياً! ويتناسى أن أميركا سفكت من دماء العراقيين، وعلى امتداد عقود منذ التسعينيات، ما يفوق فعلة المليشيات. فقد كانت السياسات الأميركية تجاه العراق، قبل الاحتلال الأميركي أيضاً، قد مهدت لكل ما حدث للعراق بعد الاحتلال الأميركي، وبتواطؤه.

المساهمون