دبلوماسيون مصريون يحذرون من اختيار أبو الغيط للجامعة العربية

دبلوماسيون مصريون يحذرون من اختيار أبو الغيط للجامعة العربية

04 مارس 2016
رفض عربي لتولي أبو الغيط المنصب (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

لا يزال الجدل حول ترشيح النظام المصري أحمد أبو الغيط لمنصب الأمين العام للجامعة العربية يتفاعل في مصر، إذ ينتقد عدد من الدبلوماسيين المصريين، أخيراً، اختيار هذه الشخصية المعروفة بمواقفها المدافعة عن الاحتلال الإسرائيلي، وعدم الاكتراث في توجيه البوصلة للدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكدين أنه لا توجد لديه المؤهلات الكافية لقيادة العمل في الجامعة، على الرغم من السنوات التي قضاها سفيراً لمصر في عدد من دول العالم.

ويؤكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير إبراهيم يسري، أنّ "أبو الغيط ليس الشخص المناسب في المكان المناسب. مُنيت مصر بكثير من الأزمات السياسية في عهده عندما كان وزيراً للخارجية المصرية. ولا يخفى على أحد موقف أبو الغيط من حركة المقاومة الإسلامية حماس؛ فهو صاحب التصريح الشهير الخاص بقيام مصر بقطع رجل أي أحد يحاول اقتحام الحدود". ويشير يسري في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الجامعة العربية في المرحلة المقبلة "تحتاج إلى من يعيد صياغة نظامها، وبناء مؤسساتها، وتطوير أدوات ووسائل العمل فيها، واسترداد ثقة الشعوب بها بعدما فُقد الأمل بنتائجها".

ويرجح السفير المصري أن يواجه أبو الغيط الكثير من النقد واللوم من قبل الدول العربية بعد توليه المنصب. "كما أن الجامعة ستشهد كثيراً من الأزمات في عهده"، مؤكداً أن "هناك رفضاً عربياً مكتوماً لتوليه المنصب ربما ينفجر خلال الأيام المقبلة". ويلفت إلى أنّ "أبو الغيط الذي تجاوز الـ77 عاماً لا يمكنه أن يكون الأمين العام للجامعة التي تعمل لمدة أكثر من 20 ساعة يومياً"، على حدّ تعبيره.
ويؤكد يسري أنّ "هناك غضباً شعبياً في مصر من احتمال عودة أبو الغيط إلى الحياة السياسية مرة أخرى بعد إبعاده من وزارة الخارجية في مارس/ آذار 2011 بعد قيام ثورة 25 يناير"، موضحاً أن "تصريحاته التي يشيد فيها بإنجازات الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، غير المنطقية، التي قال فيها إنّه منقذ مصر، تؤكد أنه لا يصلح للمنصب".

من جانبه، يرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أحمد أبو الخير، أن "احتكار مصر لمنصب الأمين العام للجامعة العربية ليس حقاً إنما هو "عُرْف" غير مثبت أو مكتوب في ميثاق الجامعة. ويضيف أبو الخير لـ"العربي الجديد"، أنّه "إذا كان هناك عرف بأن يكون مصرياً لكون الجامعة توجد في القاهرة فلا بد أن يكون من يتولى هذا المنصب صاحب فكر، وشخصية مستقلة، ومتوازنة، وله حضوره في الأوساط الإقليمية والدولية، وقدرات خاصة في ضبط إيقاع العمل العربي الشائك بحيادية وقوة".

اقرأ أيضاً: أبو الغيط "منقذ ليفني"مرشح النظام المصري للأمانة العامة

ويؤكد السياسي ذاته أنّ المرحلة المقبلة "تتطلب قدرات خاصة للأمين العام للجامعة العربية في ظل المتغيّرات الدولية والإقليمية التي تشهدها دول المنطقة"، مشيراً إلى أن "الجامعة العربية تراجع دورها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، خصوصاً في ظلّ عدم قدرتها على حل القضايا العربية التي هي من صلب اهتمامها". ويستشهد أبو الخير ببعض الأدلة، قائلاً إنّه "لا توجد لدى الجامعة مشاريع تنموية، ولا سياسة دفاع مشتركة، ولا مواقف موحّدة في ظل التهديدات التي تطلقها قوى إقليمية ودولية ضد كيان الأمة العربية، إضافة إلى ما يتعرض له الجسم العربي من تمزيق وتقسيم على غرار العراق وسورية".

ويرى الدبلوماسي ذاته أنّ "المرشح المحتمل لتولي هذا المنصب لا يستطيع حلّ المشاكل التي تواجه الجامعة العربية التي هي جسد الأمة العربية، بسبب كبر سنه، وعدم حنكته السياسية في حلّ المشاكل الداخلية والخارجية"، مشدّداً على أن "الأمين العام الجديد للجامعة العربية لا بد أن يحمل خطة جديدة تلمسها الشعوب العربية"، على حدّ قوله.

بدوره، يصف مساعد وزير الخارجية الأسبق، عزت سعد، الجامعة العربية بأنها "جسد بلا روح"، مؤكّداً أنّ دورها "اقتصر على إصدار البيانات والتصريحات، ولا بد أن تتغيّر سياستها. وهذا لن يحدث إلا بتغيير سياسة الأمين العام". ويقترح سعد "فتح الباب أمام الكفاءات العربية المختلفة للتنافس على المنصب".

ويؤكد أن "الأمين العام الجديد الثامن للجامعة ينتظره إرث ثقيل على صعيد التحديات التي تواجه الجامعة جراء اشتعال الصراعات في العديد من الدول العربية التي باتت تهدد كيانها، وتماسكها، ووحدة أراضيها بل ومستقبل بعضها، إلى جانب انتشار الإرهاب والتدخلات الخارجية". ويضاف إلى ذلك، وفقاً للدبلوماسي ذاته، "جهاز اﻷمانة العامة ذاته الذي لا يخفي العاملون فيه امتعاضهم ممّا لحق به من أضرار ضخمة على مدى السنوات الخمس الماضية، دفع ببعضهم إلى التفكير في الاستقالة".

ويشير سعد إلى أنّ "الكيان الداخلي للجامعة في حالة انهيار تام ولا يستطيع أبو الغيط بإمكاناته المتواضعة ترميم هذا الجسم الذي يحتاج إلى خبير في الشؤون السياسية والدبلوماسية، لانتشال هذه المؤسسة، وإعادة الثقة بها وبقدراتها على الحركة والتعبير عن القضايا العربية، والدفاع عن مصالح اﻷمة بمواجهة الاستهدافات الخارجية من قوى إقليمية"، على حدّ تعبيره.

اقرأ أيضاً: أبو الغيط مرشحاً للجامعة العربية باسم "الاستمرارية المصرية"