مخرجات زيارة "حماس" للقاهرة... التزامات وتنسيق لاتفاق غير مسبوق

مخرجات زيارة "حماس" للقاهرة... التزامات وتنسيق لاتفاق غير مسبوق

19 مارس 2016
تعهّدت القاهرة بفتح معبر رفح بشكل منتظم(سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -
حملت جولة المفاوضات الأخيرة بين وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ووزير المخابرات المصري، اللواء خالد فوزي، والمسؤولين عن الملف الفلسطيني في الجهاز، تطوراً يُعدّ الأول من نوعه، بحسب مصادر متطابقة من الجانبَين. وتضمّن وفد "الحركة" بعض أعضاء المكتب السياسي، وهم: محمود الزهار، وخليل الحية، وعماد العلمي، ونزار عوض الله، بقيادة الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي انضم للوفد آتياً من المملكة العربية السعودية بعد زيارة قصيرة إليها.

وتقول مصادر مطلعة من "حماس" لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللقاء الذي جاء بعد فترة طويلة من التوتر في العلاقات مع القاهرة، والهجوم الإعلامي الكاسح على الحركة، يعد الأهم بالنسبة لحماس"، مضيفاً أنّ "هذه المرة لم يكن لقاءً تقليدياً، لكن تم فيه الاتفاق على أطر عامة بين الجانبَين. كما تم الاتفاق على معايير واضحة تضبط العلاقة لتكون متوازنة، وتسهّل تقييمها من وقت لآخر". وتكشف المصادر ذاتها عن أن الجانب المصري أعلن التزامه ومسؤوليته عن وضع خطة تضمن فتح معبر رفح بشكل منتظم جزئياً، يضمن عدم تعطّل حركة أهل قطاع غزة.

وفي ما يتعلق بمسألة الأنفاق، تؤكد مصادر "حماس"، على أنّه "تم الاتفاق على صيغة تضمن للجانب المصري عدم مرور ما يضرّ مصر وشبه جزيرة سيناء من هذه الأنفاق، على أن تكون صيغة إدارة ما تبقى منها خاضعة لرقابة من الجانبَين. كما تمّ التوافق على ألّا تُستخدم إلّا في نقل ما يحتاجه القطاع من حاجات أساسية، خصوصاً في ظل عدم التمكّن من الوصول لحل يضمن فتح المعبر بشكل رسمي كامل بسبب الخلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية. وهو ما ترفض معه السلطة تسلّم إدارة المعبر في هذه الظروف"، وفقاً لهذه المصادر. 

ويأتي ذلك، فيما يتكتّم الجانبان على ما تم التوصل إليه بشكل رسمي، في وقت التزم الإعلام المصري الصمت بشأن الزيارة، بناءً على تعليمات جهات سيادية. وكانت "حماس" قد أصدرت، سابقاً، قراراً بإلغاء الهيئة المسؤولة عن إدارة الأنفاق خلال فترة التوتر مع القاهرة، تزامناً مع تدمير السلطات المصرية معظم تلك الأنفاق. وجاء قرار إلغاء الهيئة كنوع من الطمأنة للجانب المصري، وبادرة حسن نية في إطار اتفاق سابق لم يكتمل. من جانبه، قدّم وفد "حماس"، بحسب المصادر، للجانب المصري، خلال اللقاء، كل ما يثبت عدم تورط "الحركة" في اغتيال النائب العام السابق، المستشار هشام بركات، كما أعلن وزير الداخلية المصري، اللواء مجدي عبد الغفار، وهو ما أبدى الجانب المصري تفهّمه له، وفقاً للمصادر.

اقرأ أيضاً: زيارة وفد "حماس" إلى القاهرة... بداية جولة خارجية للحركة

على الطرف الآخر، يؤكد مصدر مصري رفيع المستوى، صحة كلام مصادر "الحركة"، مضيفاً أنّه "للمرة الأولى يتم الاتفاق على أمور واضحة تأخذ طابعاً جدياً". ويشدد المصدر المصري لـ"العربي الجديد"، على أنّ الجانب المصري "لمس من وفد حماس جدية في التعامل هذه المرة، بما يساعد على تخفيف العبء عن أهل قطاع غزة، الذين لم تتنصل مصر في يوم من الأيام من مسؤوليتها عنهم، وعن القضية الفلسطينية حتى في أصعب الظروف التي مرت بها القاهرة"، بحسب تعبير المصدر.

إعلامياً، بدا الأمر واضحاً في تعامل الإعلام المصري مع زيارة وفد "الحركة". ففي الوقت الذي التزمت فيه كافة وسائل الإعلام المصرية المرئية والمكتوبة، بعدم مهاجمة "الحركة"، كما كان يحدث في زيارات سابقة، أشاد عدد من الصحافيين في مقالات لهم بصحف قومية مصرية بتطور العلاقات الجديدة بين "الحركة" والنظام المصري. وهو ما يمثل مؤشراً متفائلاً، بحسب مصدر بارز من "حماس".

ويقول المصدر ذاته لـ"العربي الجديد"، "رصدنا عدداً من المقالات وتحديداً في صحيفة الأهرام الرسمية مواكبة للزيارة الأخيرة التي حملت الكثير من التغيير في المواقف".  كما كان لافتاً ما تحدث به إعلاميون بارزون محسوبون على النظام المصري، مثل وائل الإبراشي، الذي دعا الإعلام المصري صراحة لوقف الهجوم على "الحركة"، والقيام بدور قومي في إعادة العلاقات الطيّبة بين الجانبين. فيما أوضحت مصادر من الجانبَين أن أطرافاً عربية، لم تسمّها، قامت بدور كبير في إتمام اللقاء بين وفد "الحركة" والمخابرات المصرية، وتهيئة كافة عوامل النجاح له.

اقرأ أيضاً: الزهار لـ"التلفزيون العربي": لسنا طرفا في لعبة المحاور الإقليمية

المساهمون